في كل حقبة تمر على كرة القدم العالمية نلاحظ ظاهرة كروية جديدة تظهر ويبدأ الجميع في الاعتماد عليها لفترة، سواء في الجانب التكتيكي أو الخططي أو طرق اللعب وأخيراً الثلاثيات، وهي ظاهرة الألفية الجديدة في كرة القدم، والتي بدأت من أسلوب نادي برشلونة والذي ساعده التكوين الخططي للفريق الشهير للمدرب الهولندي يوهان كرويف 4-3-3، في تكوين مثلث هجومي دائماً ما يكون نارياً عبر التاريخ، ليقلده باقي عمالقة أوروبا لفترات وتظهر بصورة كبيرة وواضحة مع الفرق منذ بداية الألفية الجديدة.
ولم يتوقف برشلونة عن عادته في سوق الانتقالات خلال السنوات الماضية، بعدما أبرم صفقة نارية جديدة بجلب المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان، من أتلتيكو مدريد مقابل 120 مليون يورو، ليشكل من جديد ثلاثياً هجومياً من العيار الثقيل، مكوناً من غريزمان وليونيل ميسي ولويس سواريز، لتُطلق عليه الصحف وصف (GMS).
ولذلك نستعرض أبرز تلك الثلاثيات الهجومية في فرق أوروبا مع بداية الألفية الجديدة، والتي حظي برشلونة بصفته المؤسس على نصيب الأسد من تلك الثلاثيات في حقب زمنية مختلفة وبعدها متتابعة، في الآتي.
ميلان الناري
في موسم 2004ـ 2005، امتلك ميلان الإيطالي تشكيلة ذات جودة عالية من النجوم اللامعة أوروبياً، نجحت في قيادة الفريق للوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في إسطنبول 2005 وخسرت بشكل درامي حينها النهائي، قبل أن تفوز باللقب عام 2007.
ومع قوة تشكيلة الروسونيري، كان لخط الهجوم الدور الرئيسي في التوهج، مع تواجد الثلاثي هيرنان كريسبو، أندريه شيفتشينكو وريكاردو كاكا.
رغم ذلك، فشل الثلاثي المتألق في التغلب على ليفربول في نهائي دوري الأبطال، بعدما حقق الريدز عودة تاريخية أفسدت هدفي كريسبو وتمريرات كاكا الحاسمة، كما صمد الحارس البولندي جيرزي دوديك أمام شيفتشينكو بتصد تاريخي، قبل أن يعودوا ويحققوا اللقب عام 2007 ويثبتوا نجاحهم وتوهجهم، وكان هذا آخر لقب قاري للروسونيري الكبير وفاز حينها كاكا بجائزة أفضل لاعب في العالم.
برشلونة ملك الثلاثيات
مع بزوغ نجم ميسي في بدايات عام 2007، لاحت في الأفق شراكة هجومية جديدة داخل الفريق الكتالوني، مع تواجد الثنائي صامويل إيتو ورونالدينيو.
لم تدم شراكة الـ (RME) لفترة طويلة، بعدما قرر بيب غوارديولا، مدرب الفريق الأسبق، الإطاحة برونالدينيو من تشكيلته، لخلق ثلاثية جديدة في الهجوم.
وشكل ميسي وإيتو شراكة جديدة مع المهاجم الفرنسي تييري هنري، استمرت حتى عام 2009، وأثمرت شفرة (HME) عن نتائج مميزة للفريق الكتالوني، لاسيما التتويج بلقب دوري الأبطال في موسم 2008ـ 2009.
ومع رحيل إيتو ومن بعده هنري، تشارك ميسي لبضع سنوات مع الثنائي ديفيد فيا وبيدرو رودريجيز، وقادوا البلوغرانا لحصد اللقب الأوروبي مجدداً عام 2011.
تلك الشراكات رغم قوتها، لم تحصل على الاهتمام الإعلامي بقدر ثلاثية (MSN)، التي تشكلت في برشلونة مع قدوم نيمار دا سيلفا ولويس سواريز عامي 2013 و2014، لا سيما مع وجود ثلاثي (BBC) في الجهة المقابلة بمدريد.
وفي الموسم الأول لهذا الثلاثي الهجومي معاً، بلغ البارسا نهائي دوري الأبطال واستطاع الصعود لمنصة التتويج، شفرة (MSN) ضُربت في مقتل قبل عامين، بعدما قرر نيمار مباغتة ناديه بدفع قيمة الشرط الجزائي في عقده، التي بلغت 222 مليون يورو، للانضمام إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
وحاول البارسا تعويض تلك الشراكة المميزة، بجلب لاعب تلو آخر، لكنه لم ينجح في ذلك، قبل أن يقرر التحرك لجلب غريزمان هذا الصيف، على أمل خلق قوة هجومية عاتية لاستعادة المجد الأوروبي، مع وجود إمكانية لعودة نيمار من جديد هذا الصيف، ليصبح لدى برشلونة رباعي هجومي من العيار الثقيل.
مدريد يرد بنفس السلاح
مع قدوم الويلزي غاريث بيل إلى ريال مدريد في صيف 2013، بدأت الصحف في إطلاق وصف (BBC) على الثلاثي الهجومي للفريق الملكي.
الشفرة المدريدية جاءت بالأحرف الأولى لأسماء بيل، كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة، ليشكلوا معاً شراكة هجومية نارية لعدة سنوات، شهدت تتويج الفريق بـ4 ألقاب لدوري الأبطال خلال 5 سنوات.
ولم تدم هذه الشراكة لوقت طويل، رغم الإنجازات التي حققها الثلاثي، بعد أن تراجع مستوى بيل وخفت بريق بنزيمة، قبل أن يُنهي رونالدو كل شيء برحيله إلى يوفنتوس في صيف 2018.
ثلاثية فيرغسون في يونايتد
استطاع السير أليكس فيرغسون، المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد الإنجليزي، تشكيل قوة هجومية عاتية بين عامي 2007 و2009.
وامتلك فيرغسون حينها الثلاثي رونالدو، واين روني وكارلوس تيفيز، ما منح اليونايتد فرصة للهيمنة كلياً على ألقاب البريميرليغ، فضلاً عن التأهل مرتين لنهائي دوري الأبطال.
وقاد الثلاثي الشياطين الحمر لحصد اللقب الأوروبي عام 2008، قبل خسارته في العام التالي على يد البارسا في ملعب الأولمبيكو.
بايرن يجاري الحدث
خلق الثنائي آريين روبن وفرانك ريبيري شراكة مثالية في بايرن ميونيخ الألماني، لسنوات طويلة، قبل أن ينضم إليهما رفيق ثالث، حيث اقتحم المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في عام 2014 هذه الشراكة، ليشكل الثلاثي هجوماً نارياً على مدار 5 سنوات.
وهيمن الفريق البافاري بفضل هذا الثلاثي، على الألقاب المحلية في ألمانيا، بالإضافة لاقترابه من التأهل لنهائي دوري الأبطال في أكثر من مناسبة، لولا تعرضه للإقصاء على يد الفرق الإسبانية، ونجح بالفعل في تحقيق اللقب عام 2013 وفاز بالثلاثية التاريخية مع الثلاثي روبن وريبري وماريو جوميز قبل قدوم ليفاندوفسكي بعام واحد.