نشر موقع Stuff النيوزيلندي قصة تورُّط شابة آسيوية مع مطاعم الوجبات السريعة McDonald's، بعد تجربة لها منذ 15 عاماً.
اقرأ أيضاً
هكذا كانت البداية..
كنت في الخامسة من عمري حين تناولت أول وجبة هابي ميل بحياتي. اصطحبتني أمي أنا وأخي إلى خارج المنزل، لتجربة شيءٍ مختلف.
وكانت أسرتنا من رُوَّاد مطاعم Georgie Pie. إذ ستعثر على عائلة زي داخل مطعم Georgie Pie بمدينة كيلستون، كل يوم خميس، في تمام الثالثة والنصف مساءً. ولكن الحال تغيَّر اليوم، فقد كنا ذاهبين إلى McDonald's.
وكانت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة تُمثِّل تجربةً لا تُنسى بالنسبة لي.
إذ كبرت وأنا أتناول الطعام الصيني كل يوم، ولكن أمي رأت أنَّ تقديم الطعام الأوروبي لنا فكرةٌ جيدة لمساعدتنا على فهم ثقافة الاختلاف، ولنتمكَّن من الانسجام عندما يحين الوقت للخروج مع الأولاد ذوي البشرة البيضاء خارج المدرسة.
وبالطبع، لا يوجد طعامٌ مُختلف عن الطعام الآسيوي أكثر من شطيرة الهمبرغر مع الجبن. كعكة خبز واحدة، وشريحة لحم واحدة، وشريحة جبن صفراء واحدة، وبعض المخلل، والصلصة.
وأتذكر أنَّني حين دخلت McDonald's، وجدت المكان صاخباً ودافئاً. وكان الأطفال يصرخون في سعادة داخل منطقة الألعاب، في حين جلست الأمهات بشعورهن المموجة داخل تلك الأكشاك الصغيرة في المطعم.
وخلف طاولة العاملين، كانت هناك كميات كبيرة من ساندويتشات الهمبرغر مع الجبن، وقتها لم تكن تُعدُّ تحت الطلب، فلم يكن هناك وقتٌ للانتظار.
اقرأ أيضاً
المرة الأولى لا تُنسى
تسلمت صينية McDonald's بُنّية اللون، وعليها ورقة أنشطة، وصندوق أحمر مع حامل أصفر على شكل حرف M، بالإضافة إلى صندوق يحتوي على الكعك المحلى.
وبداخل الصندوق، كانت هناك بعض البطاطس المقلية، والهمبرغر بالجبن، ولعبة صغيرة. كانت اللعبة عبارةً عن شخصيةٍ ترويجية من المسلسل التلفزيوني Dinosaurs الذي كان رائجاً آنذاك.
وطيلة حياتي، كنت أتذكر دائماً المرة التي تناولت فيها شيئاً ما لأول مرة. أتذكر أين كنت، ومتى كان هذا، ومن أشتراه لي، وماذا كان مذاقه.
ولكن بالنسبة إلى الهمبرغر بالجبن من McDonald's، كان الأمر ضبابيّاً بعض الشيء.
إذ كان هناك كثير من الأشياء التي تحدث مِن حولي. وأتذكر أنَّني كنت أرى الفطائر المربعة ذهبية اللون في مطعم Georgie Pie الهادئ الذي يُنيره ضوء الشمس، ولكن McDonald's كان تجربةً حسية مُفعمة بالصراخ، والألوان، والضربات، والروائح. كل ما أتذكره هو أنَّني أحببته، وبعد دقائق كنت أجري حول منطقة الألعاب في جنون.
كبرت بعد ذلك ولم يعد McDonald's هو المكان المفضل بالنسبة لي، بعد أن انتشر في كل مكان.
بعد التعود فُقد الشغف!
وفي بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، فقدت شغفي بـMcDonald's تماماً، ولم أعُد مهتمةً بأي شيءٍ يُقدِّمه.
إذ تعوَّدته، وما عاد يُغري حاسة التذوق لديَّ. حين تتجول بالسيارة في أي حيّ، فإنك تتجاهل السحب، والأشجار، وأعمدة الإنارة، وفروع McDonald's.
وأصبحت فروع McDonald's جزءاً من المشهد في المدينة، وامتزجت معه، ولم تعد تجذبني. وظل الوضع كذلك حتى كشفت السلسلة عن إمكانية الطلب الذاتي، من خلال استحداث الشاشات التي تعمل باللمس في فروعها.
وكانت حقيقة أنَّني أستطيع تصميم همبرغر أحلامي كافيةً لاستدراجي مرةً أخرى بعد سنواتٍ طويلة من الغياب.
ماذا تناولت في وجبة العودة؟ تناولت كومبو همبرغر الجبن، في خبزٍ بالبخار، مع إضافة صوص البيج ماك، واللحم المُقدَّد. واخترت مشروب مخفوق الفراولة السميك. وشعرت بالإثارة تسري في عروقي وأنا أتحكَّم في مكونات وجبتي بالكامل. كانت الخيارات لا نهائية، وكانت تلك قوة لم أمارسها من قبل.
ما الذي تغير بعد 15 سنة؟
بعدها، صرت أزور McDonald's مرةً واحدة في الشهر على الأقل. ثم أصبحت مرةً بالأسبوع، ومع وجود تطبيق Uber Eats، أصبحت مرتين في عطلة نهاية الأسبوع. وليست هناك فسحةٌ تُروِّح عن النفس أكثر من تناول الهاش براونز مع الشوكولاتة الساخنة من McDonald's.
أنا أعترف بأنَّ McDonald's يبدو رمزاً كبيراً من رموز الاستهلاكية. فليست هناك سلسلة مطاعم وجبات سريعة أخرى في العالم تحظى بعدد الفروع، والصيت ذاتهما، وترتبط بذكريات الحنين إلى الماضي بين الناس.
يدعو الأمر إلى الاستياء بعض الشيء، فأنت تكره نفسك لمجرد قيادة السيارة إلى شباك الطلبات في المتجر، وتشعر بأنَّك كسول، لأنَّك لن تخرج حتى من السيارة وتطلب الطعام من داخل المتجر.
ولكن كل هذا الخزي يختفي بمجرد أن تحتضن براعمُ التذوُّق الموجودة على لسانك البطاطس المطهوة بامتياز وقضمة من همبرغر الجبن.
فحتى حين تنصهر جميع الجبال الجليدية وتغرق القارات وتستولى الجرذان على الأرض، كُن واثقاً بأن McDonald's سيظل موجوداً في منطقتك، وأنَّك ستذهب لتناول كومبو همبرغر الجبن وست قطع من دجاج ناجتس مع الصوص الحلو اللاذع، ولكن سيتعيَّن عليك الاستغناء عن المشروب الغازي المُثلَّج، لأن الآلة ستكون ما تزال مُعطَّلة.