الطعام الحار ينقص الوزن ويعطي إحساساً بالسعادة والتخدير!

يجد بعض الناس متعة في تناول الطعام الحار والتوابل اللاذعة حتى وإن كان ذلك يُشعرهم بحرارة شديدة في الفم، لكن احتراق الفم واللسان لا ينحصر فقط بالشعور بحرها

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/09 الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/08 الساعة 18:02 بتوقيت غرينتش
يُحفّز الطعام الحار أيضاً إفراز الأندروفين؛ وهي مادة كيميائية تمنح الجسم شعوراً بالنشوة والسعادة، ولها تأثير مماثل للمواد الأفيونية/ istock

يجد بعض الناس متعة في تناول الطعام الحار والتوابل اللاذعة حتى وإن كان ذلك يُشعرهم بحرارة شديدة في الفم، لكن احتراق الفم واللسان لا ينحصر فقط بالشعور بحرها، إنما يستهدف بصمت دهوناً عنيدة وربما يساعد في خسارة الوزن. 

فالشعور باحتراق الفم عند تناول الطعام الحار سببه وجود جزيئات كيميائية مثل الكبساسين capsaicin، وهي تُثير مستقبلات الألم على اللسان التي ترتبط بالإحساس بالحرارة في الدماغ.

ولذلك يقول الشيف وخبير الأطعمة الحارة والأستاذ المشارك في معهد الطهي الأمريكي "بيل فيليبس" إن الحرارة الناجمة من تناول الأطعمة الحارة تكمن في الرأس!

يُحفّز الطعام الحار أيضاً إفراز الأندروفين؛ وهي مادة كيميائية تمنح الجسم شعوراً بالنشوة والسعادة، ولها تأثير مماثل للمواد الأفيونية. 

وهذا يفسر استمرار بعض الأشخاص في ولعهم بمثل هذه الأطعمة.

لذا، في المرة القادمة التي يحترق فيها فمك بعد تناول طبق حار، تذكر أن هناك جانباً إيجابياً وفوائد صحية لهذه الأطعمة الحارة الغنية بالتوابل وهو فقدان الوزن.

الطعام الحار ينقص الوزن

اتضح أن هناك العديد من الدراسات العلمية المنشورة التي ربطت الفلفل الحار بفقدان الوزن، وذلك بسبب وجود عنصر الكبساسين capsaicin في أغشية الفلفل الحار، وهو عنصر نشط رئيسي في الفلفل الحريف وفي أنواع الفلفل الأخرى.

يعتقد العلماء أن مادة الكبساسين لها دور مهم في تسريع عملية الأيض وتقليل الشهية، وأن الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن تساعد في تعزيز أهدافك في إنقاص الوزن.

في تحليل تلوي حديث لتقييم 90 دراسة مختلفة، تبين أن الأطعمة الغنية بالتوابل تقلل الشهية وتزيد من استهلاك الطاقة. 

من الجدير ذكره أن التحليل التجميعي (أو التلوي) هو منهجية تحليلية مصممة للتقييم المنهجي وتلخيص النتائج من عدة دراسات فردية.

إذا كنت تبحث عن وسيلة لزيادة شبعك في الأطعمة مع قدرتك على تناول كميات أقل من الطعام، فيمكن للفلفل الحار أن يساعدك.

وفقاً للمقال الذي نشر في مجلة Chemical Senses في عام 2012، فإن الفلفل الحريف يساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الدهنية والمالحة.

وتبين أن مادة الكبساسين تساعد الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية. إذ ترتفع عملية التمثيل الغذائي إلى 5٪ وحرق الدهون يزداد بنسبة 16٪، مما قد يساعد أيضاً في مواجهة انخفاض التمثيل الغذائي الذي يحدث عندما يحاول الشخص فقدان الوزن. 

ومن منافع التوابل أنها  تزيد من درجة حرارة الجسم، مما قد يزيد من كمية الطاقة التي تستهلكها. 

يقترح  بعض الخبراء أن تناول الفلفل الحار يمكن أن يساعد في مكافحة السمنة عن طريق الحد من تأثير الالتهاب في الأمعاء.

كما وجدت دراسة أجريت في عام 2015 على حوالي 500000 شخص في منتصف العمر أن أولئك الذين يتناولون وجبة حارة كل يوم أو يومين كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 14% من أولئك الذين يتناولون الطعام بشكل غير منتظم.

ووجد الباحثون من جامعة أوكسفورد وكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة والأكاديمية الصينية للعلوم الطبية أن الاستهلاك المتكرر للأطعمة الغنية بالتوابل يرتبط بشكل خاص بانخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب ومشاكل التنفس.

السمنة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان

في المقابل، وجد العلماء في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن إضافة 4.3 بوصة إلى محيط الخصر تزيد من خطر الإصابة بمجموعة من السرطانات المرتبطة بالسمنة بنسبة 13%.

الأطعمة الحارة وحرق الدهون

قد لا تحرق الأطعمة الغنية بالتوابل الكثير من السعرات الحرارية ولكنها قد تحرق الدهون، ففي  دراسة نشرت عام 2008 في The American Journal of Clinical Nutrition بحثاً عن آثار الكبسايين في مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، تبين أن التوابل لم يكن لها تأثير كبير على حرق السعرات الحرارية، إلا أنها شجعت على فقدان الدهون في البطن لدى المشاركين.

فمن خلال تحفيز التوليد الحراري، تحول مادة الكبساسين الدهون السيئة وغير الصحية بشكل فعال إلى دهون بنية قابلة للاحتراق.. 

فهناك نوعان من الأنسجة الدهنية في الجسم: البيضاء والبنية:

النوع الأبيض يشكل القسم الأكبر مع فارق كبير، ومهمته هي تخزين الطاقة الزائدة، وبالتالي فهو المسؤول عن زيادة الوزن.

أما الدهون ذات اللون البني، فتحول الطاقة الزائدة إلى حرارة.

لذا ربما حان الوقت لإضافة تلك النكهة اللاذعة والحارة إلى أطباقك المفضلة فتكون الفائدة منها على مستويين: الأول النكهة نفسها والثاني شن حملة على دهون البطن العنيدة.

تحميل المزيد