أنكرت ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، وجود صداقة تجمعها بحكّام الإمارات العربية المُتحدة، لكنها أكدت في ذات الوقت أنها صديقة للأميرة هيا بنت الحسين، زوجة حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، التي فرّت منه إلى بريطانيا.
وقالت ماري، على هامش مؤتمر يناقش تغيّر المناخ، أمس الأربعاء، 3 يوليو/تموز 2019: "لم تجمعني قط أي صداقة بهم، سوى الأميرة هيا، وهي لا تزال صديقتي"، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، اليوم الخميس.
الأميرة في بريطانيا
وقالت الصحيفة إن الأميرة هيا -وهي شقيقة الملك الأردني العاهل عبدالله بن الحسين- تختبئ في العاصمة البريطانية لندن بعد فرارها من الشرق الأوسط، وهي ثاني سيّدة من أفراد العائلة تفرّ هاربة خلال الأشهر الـ18 الماضية.
وخلال شهر مارس/آذار من العام الماضي، حاولت الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم (33 عاماً)، مُغادرة دبيّ بعدما زعمت أنها تعرّضت للإساءة على مدار سنوات، على يد أبيها الشيخ محمد. وأنكر أبوها، الذي يحتل أيضاً منصب رئيس مجلس وزراء الإمارات العربية المُتحدة، كل هذه المزاعم.
وقد حاولت الشيخة لطيفة، التي تُعدّ الأميرة هيا زوجة أبيها، الوصول إلى الهند، لكن أسطولاً صغيراً من السفن المُسلّحة وطائرة هليكوبتر قد اعترض طريق اليخت الذي كانت على متنه قبالة ساحل غوا بالهند. وزعمت السلطات الإماراتية أن لطيفة كانت "عُرضة للاستغلال" وقد اختُطِفت.
وتصاعدت مخاوف مجموعات حقوق الإنسان بشأن سلامتها، إذ إنها غابت عن أنظار العامّة ولم يُعرف بشأنها شيء منذ إعادتها إلى دبيّ في ذلك الشهر. وفي مقطع فيديو سجلته قبل الهرب، تحسُّباً لفشل محاولتها، قالت الأميرة إن والدها يحتجزها على غير رغبتها.
انتقادات لروبنسون
وخلال شهر ديسمبر/كانون الأوّل، نشرت العائلة صوراً تجمع بين ماري روبنسون، التي تولت منصب مفوّضة سامية للأمم المُتحدة سابقاً، والشيخة لطيفة، لنفي ما وصفوه بأنه "مزاعم كاذبة" بأنها أُعيدت إلى منزل العائلة دون رغبتها.
وتلقّت روبنسون حينها انتقادات على نطاق واسع لوصفها الشيخة لطيفة بأنها شابة "مضطّربة"، وقالت إن زيارتها كانت بِناءً على طلب الأميرة هيا، وقد وافقت على نشر الصور لـ "تيسير فهم الأمر باعتباره شأناً عائلياً، وأن الشيخة لطيفة محاطة بعناية مُحِبة من عائلتها".
وكشفت صحيفة The Times البريطانية، هذا الأسبوع، أن الأميرة هيا، التي تعلّمت في بريطانيا وهي أخت غير شقيقة لملك الأردن السابق، قد فرّت إلى بريطانيا خوفاً على حياتها.
وأشارت إلى أن الأميرة هيا تختبئ في قصر ثمنه 85 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 106.97 مليون دولار أمريكي) بالقرب من قصر كنسينغتون في لندن.
"قرار شخصي"
وقالت روبنسون إنه أمر شخصي، وإنها تحترم خصوصية الأميرة هيا، ورفضت الإدلاء بأي تعليق آخر على الأمر حين تواصلت معها صحيفة The Times أمس الأربعاء 3 يوليو/تموز.
ويُعتقد أن الأميرة هيا قد غادرت دبيّ بصحبة ابنتها جليلة البالغة أحد عشر عاماً، وابنها زياد البالغ من العمر 7 سنوات، وقد سافروا إلى ألمانيا قبل الانتقال إلى لندن التي اشترت بها منزلاً في عام 2017. ويقال إنها فرّت بعد اكتشاف "حقائق مُزعجة" عن حادثة الشيخة لطيفة.
وستخوض الأميرة والشيخ محمّد نزاعاً قضائياً أمام المحكمة العليا في لندن لتقرير مُستقبل العائلة، بحسب ما ذكرته في وقت سابق صحيفة The Guardian البريطانية.
ويشار إلى أن الشيخ محمّد، وهو ملياردير، قد نشر قصيدة هجاء على موقع إنستغرام اتّهم فيها امرأة لم يذكر اسمها ب ـ"الغدر والخيانة"، وقال موقع The Daily Beast الأمريكي إنه قصد بها زوجته هيا.
وذكر الموقع أن "الأولاد الكبار لمحمد بن راشد -وهم أبناء زوجته الأولى- شجعوه على كتابة القصيدة"، مشيراً إلى أن أنهم كانوا يُكنّون العداء للأميرة هيا، وهي شقيقة الملك الأردني عبدالله بن الحسين، لأنهم رأوا أنه "بسببها أهمل حاكم دبي بقية زوجاته".