أكبر تحدٍّ يواجه الأمهات.. دليلك إلى فطام الطفل خطوة بخطوة

لعل فطام الطفل من أكبر المشاكل التي تواجه الأمهات المرضعات، إذ يصعب تعويد الطفل على الحليب الصناعي والأطعمة الصلبة عندما يحين الوقت لذلك.

بحسب مجلة Parents الأمريكية إليكِ طريقة فطام الطفل التي تضمن لكِ النجاح الأكيد للانتقال من حليب الثدي إلى الحليب الصناعي.

فطام الطفل يتطلب اختيار الوقت المناسب

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بالرضاعة الطبيعية حصراً حتى يبلغ عمر طفلك 6 أشهر، ثم يصبح بإمكانك إطعامه مزيجاً مكوناً من الأطعمة الصلبة وحليب الثدي حتى يبلغ عاماً واحداً من العمر.

وعلى الرغم من أن بعض الأمهات يفضلن عدم فطام الطفل قبل السنتين، ولكن قد تضطرين للفطام بعد أن يتم طفلك عامه الأول بسبب ظروف قد تفرض عليك.

على سبيل المثال، ربما تعودين إلى العمل وتصبحين بحاجة إلى استخدام زجاجات الرضاعة بوقت مبكر.

بكل الأحوال، عليك تحديد الوقت المناسب للفطام الذي يتناسب مع حاجات طفلك وظروفك بنفس الوقت لتضعي بعد ذلك خطة زمنية معينة.

ضعي جدولاً زمنياً

يمكن أن يساعدك تحديد موعد محدد تريدين فطام طفلك فيه في وضع خطة محكمة.

امنحي نفسك شهراً كاملاً لإتمام الفطام بنجاح؛ إذ يوفر لكِ ذلك أنتِ وطفلك وقتاً إضافياً كافياً للتغلب على أي عقبات أو نكسات قد تواجهانها في طريقكما إلى الفطام.

الفطام لا ينجح في الأوقات العصيبة

تخططين لشيء ما؟ أو حصلت على وظيفة جديدة؟ أو بدأت أسنان صغيرك بالظهور لتوها؟

قد تضطرين في مثل هذه الحالات لتأجيل عملية الفطام والانتظار لمدة شهر أو نحو ذلك، لأن الفطام لا ينجح إطلاقاً في الأوقات العصيبة.

ارسمي خطة تدريجية

يتيح التدرج في الفطام لكِ ولطفلك التكيف مع التغيير بصورة أكثر سلاسة.

على سبيل المثال، يمكنكِ الامتناع عن الرضاعة مرة كل أسبوع في البداية، ثم تتدرجين بزيادة المدة لمرتين فثلاثة في الأسبوع حتى يصبح طفلك على استعداد للاستغناء عن ثديك.

بهذه الطريقة تمنحين صغيرك الوقت الكافي للتعود على زجاجات الحليب الصناعي والأطعمة الصلبة التي تناسب سنه.  

امنحي طفلك الحنان الذي سيفتقده بعد الفطام

من المهم أن تتذكري أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، لا يستمدون من الرضاعة التغذية فحسب، بل يستمدون أيضاً الراحة المعنوية من الاتصال الجسدي القوي بأمهاتهم.

وتوقفك عن إرضاع طفلك لا يعني أنه لا يمكنك تقديم الحنان والرعاية له بطرق مختلفة.

واظبي على احتضان طفلك، واجعليه مرافقك في كافة نشاطاتك، احتضنيه بينما تقرئين كتاباً، أو تغنين له، أو اقضيا وقتاً في أحد المنتزهات.

اسمحي لطفلك بتولي زمام الأمور

يتفوق بعض الأطفال في الفطام عندما يمسكون بزمام الأمور.

إذا كنتِ لا تمانعين أن تسمحي لطفلك بالمبادرة، فاعتمدي أسلوب "لا تعرضي الرضاعة، ولا ترفضيها حين يطلبها أيضاً" وهو أسلوب مُجرَّب وناجع.

باختصار، يمكنكِ إرضاع طفلك فقط عندما يبدي رغبته في ذلك، ولكن لا تبادري أنتِ بعرض ثديك عليه.

وهذه الاستراتيجية ليست الأسرع في الفطام، لكنها تضمن تلبية احتياجات طفلك.

اعتمدي على الأب أو الجدة

أشركي الأبَ أو الجدة أو أي مقدم رعاية آخر في الفطام.

إذا رفض طفلك زجاجة الحليب الصناعي منكِ، تنصح رابطة لا ليتشه الدولية بملاحظة ما إذا كان طفلك سيقبل الزجاجة من شخص آخر أثناء وجودك في غرفة أخرى أم لا، سيكون أفضل حالاً أثناء غيابك في البداية، على الأرجح.

أو إذا كنتِ من يناوله الزجاجة، فغيِّري روتينك- أي إذا اعتدتِ إرضاعه في غرفة النوم، جربي إرضاعه في غرفة المعيشة، وفكِّري في حمله بطريقة مختلفة.

وإذا لم ينجح الأمر، عودي إلى روتينك القديم، ثم حاولي مرة أخرى بعد بضعة أسابيع.

كيف تفطمين الأطفال الأكبر سناً

إذا كان طفلك يبلغ من العمر 9 أشهر أو أكثر، فمن الأفضل أن تفطميه مباشرة باستخدام كوب الأطفال حتى لا تضطري إلى خوض محاولة إبعاده عن الزجاجة خلال بضعة أشهر.

وإذا كان عمر طفلك أكبر من عام واحد، فارتدي ملابس معقدة -مثل ثوب بسحاب على طول الظهر أو قميص معقود الأزرار حتى العنق- للمساعدة في فطامه.

قلِّلي من وقت إرضاعه، وأشعريه بالراحة بصفة منتظمة بإيلائه انتباهك الكامل.

توقعي المقاومة

من الطبيعي أن يقاوم الأطفال الفطام.

اعلمي فحسب أنه بعد يوم أو يومين من الحداد على فقدان حليب الثدي، سيبدأ معظم الأطفال في تناول الأطعمة الصلبة وشرب السوائل من كوب الأطفال على أفضل ما يرام.

إذ يأكل الأطفال الأصحاء عموماً عندما يشعرون بالجوع بدرجة كبيرة، بصرف النظر عن مدى رغبتهم الشديدة في الرضاعة الطبيعية.

منع الاحتقان أو تهدئته

هناك سبب آخر للفطام التدريجي، إذ يمكن أن يصاب صدرك بالاحتقان إذا أنهيتِ الرضاعة الطبيعية بسرعة.

لماذا؟ لأن قنوات الحليب لا تدرك أنها بحاجة لتقليل إنتاج الحليب، ولا يوجد مكان يذهب إليه كل هذا الحليب.

وإذا أُصبتِ بالاحتقان استخدمي الكمادات الثلجية الباردة أو الباراسيتامول.

أو يمكنكِ استخدام شفاطة حليب الثدي المضمونة الخاصة بك، ويمكنكِ إعطاؤه الحليب المتكون بوضعه في زجاجة أو إضافته إلى وجبة الحبوب الخاصة بطفلك.

تفهَّمي مشاعرك

طفلك ليس الشخص الوحيد الذي يتعيَّن عليه التكيف أثناء الفطام.

إذ سيتعيَّن عليكِ أيضاً التعامل مع عاصفة من المشاعر، على سبيل المثال تشعر بعض الأمهات بالرغبة في عودة أجسادهن إلى ما كانت عليه، فيما تشعر أخريات بالرفض عندما يستغني أطفالهن عن صدورهن.

ومع أنكِ قد تسعدين بإنهاء الرضاعة إلى الأبد، من الطبيعي تماماً أن تشعري بوخزات من الحنين فيما يكبر طفلك.

أفضل ما تفعلينه هو أن تدعمي استقلاله، واعلمي أن الفطام تجربة عاطفية، وتحدثي مع الأمهات المرضعات الأخريات اللائي قد يتفهّمن مشاعرك.

التغذية

فيما يخص أول تجربة لطفلك في تناول الأطعمة الصلبة يبدأ معظم الآباء بملعقة صغيرة من حبوب الأطفال المزودة بالحديد (مثل حبوب الأرز) ممزوجة بـ4 أو 5 ملاعق صغيرة من حليب الأم.

وفور اعتياد الأطفال على وجبة الحبوب يمكنكِ إعطاؤهم الخضراوات المهروسة والفواكه.

وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتجربة نوع جديد من الطعام في كل مرة، والانتظار لمدة تتراوح بين يومين وثلاثة أيام على الأقل قبل البدء في تقديم نوع آخر من الطعام لمراقبة أي ردود فعل تحسسية.

وفور أن يبلغ عمر طفلك من 9 إلى 12 شهراً، قد يستمتع بتناول كميات صغيرة من الأطعمة المفرومة أو المهروسة التي تؤكل باليد، مثل الحبوب الجافة أو بسكويت غراهام المهروس.

واعلمي أن الأطفال يحتاجون إلى السعرات الحرارية الإضافية والبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن التي توفرها مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات.