في معظم المطارات، يعد المرور عبر نقاط التفتيش الأمني ممراً سلساً إن لم يكن رتيباً وصولاً إلى منطقة آمنة محكمة الإغلاق. لكنَّ هذا لا يحدث في معظم العالم العربي، إذ إن الوصول إلى صالة مغادرتك مسار حافل بالعراقيل الذهنية والجسدية، التي تكشف كثيراً عن النظام أو الأنظمة المسؤولة.
ماذا يحدث؟
وبحسب تقرير لصحيفة The Economist البريطانية، فإن بعض المطارات لديها خدمات أمنية متنافسة، يتحكم مثلاً حزب الله، بلبنان، في مطار بيروت الرئيسي بالغالب. لكن وكما هو الحال في نظام الحكم الطائفي للبلاد، فإن مجموعات مختلفة لها موطئ قدم. لدى الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها المسلمون السُّنة والمسيحيون الموارنة آلات أشعة سينية خاصة بهم وخطوط يسيطرون عليها. تؤدي الازدواجية التي تنشأ عن ذلك إلى واحدة من السمات المميزة للمطار: طوابير شبكية.
في معيتيقة، المطار الوحيد الذي لا يزال يخدم العاصمة الليبية طرابلس، ينظر رجال الميليشيات التي تسيطر على الغرب إلى جوازات السفر الغربية بتمعن. لكن قوات أمن منافِسة أخرى تقوم بعمليات تفتيش أيضاً. بأزيائهم العسكرية المختلفة، يهتم الحراس بتأمين مساحتهم في المطار أكثر من حماية الركاب.
تتكرر في مطارات العراق أعداد كبيرة من نقاط التفتيش التي تتخلل طرقها. للوصول إلى مطار بغداد الرئيسي، تمر عبر سلسلة من حلقات مركزية، تبدأ قبل عدة كيلومترات من الصالة. يفرغ الركاب أمتعتهم عدة مرات، أولاً لركوب حافلات المطار، ثم على عربات نقل الأمتعة. تفحص الكلاب البوليسية وآلات الأشعة السينية والمسؤولون، من فصائل مختلفة، أمتعتك عدة مرات، ولن تشعر بأنك أكثر أماناً.
الخلاصة: في أنحاء العالم العربي، تتيح لك الخدمات الخاصة لكبار الشخصيات، التي تقدم عادة بالتعاون مع قادة الأمن الرسميين، عبوراً شخصياً سريعاً لتخطي التعقيدات التي يواجهها العوام.
في القاهرة، يعد البقشيش أبسط طريقة لاختراق خطوط المطار الحمراء. والمعدات جيدة مثل مشغليها، الذين غالباً ما يكونون أكثر تركيزاً على شاشات هواتفهم المحمولة من شاشات الأشعة السينية أمامهم. يسمح رجال الشرطة في مطارات مصر بدخول الركاب فقط إذا قدّموا تذكرة صالحة، أو شيئاً يشبهها؛ قبلوا تذكرة قديمة لإيجار سيارة دون تدقيق كبير، بحسب الصحيفة البريطانية.
في المطار الذي يخدم العاصمة السودانية الخرطوم، قالت الإشعارات مؤخراً إن أحداً لا يمكنه مغادرة الصالة بمجرد اجتيازه لعمليات التفتيش الأمنية. لا يهتم أحد، بل يمشون بسعادة داخلين خارجين.