الدبلوماسي الخاص.. لماذا سحب ترامب الملفات الحساسة من وزير خارجيته السابق وأعطاها لصهره؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/28 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/28 الساعة 15:18 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/ رويترز

الشهادة التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيليرسون أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب كشفت المستور عن الدور الذي يلعبه جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره، في أروقة صنع القرار الأمريكي، طارحاً سؤالاً هاماً عما يريده الرئيس من وراء السلطة المطلقة الممنوحة لكوشنر.

تيلرسون، في الجلسة المغلقة التي استمرت سبع ساعات أمام أعضاء اللجنة، والتي حصلت العديد من وسائل الإعلام على نسخة منها، أبدى إحباطه من تسيير كوشنر لمهامه الدبلوماسية من البيت الأبيض بدون علمه، وبتهميش دور وزارة الخارجية، كما سيّر كوشنر مهامه بدون علم وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس.

الحصار على قطر

ألقت شهادة تيلرسون الضوء على كيفية عمل كوشنر بشكل مستقل تماماً مع الزعماء الأقوياء حول العالم دون أي تنسيق مع وزارة الخارجية، مما ترك تيلرسون في الظلام تماماً بشأن التحولات الكبرى في السياسة الخارجية لواشنطن والأزمات الجيوسياسية الملتهبة حول العالم، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

محمد بن سلمان وجاريد كوشنر/ رويترز

وفي هذا السياق يأتي مثال فرض الحصار على قطر من جانب السعودية والإمارات ومعهما البحرين ومصر، حيث قال تيلرسون إنه وماتيس علما بشأن الحصار عام 2017 خلال زيارة مشتركة لأستراليا وبشكل مفاجئ، مما جعلهما يسارعان لتحديد مدى الأزمة وسلامة الأصول الأمريكية في الخليج.

ولفت وزير الخارجية السابق إلى أنه لم يعلم لا هو ولا جيم ماتيس أن السعودية والإمارات تخططان لفرض حصار على قطر، وأن هذا الأمر نوقش في عشاء خاص من قِبَل كوشنر وبانون وقادة السعودية والإمارات، قائلاً: "غضبت لذلك.. لأنني لم أشارك في الأمر".

ما هي مؤهلات كوشنر؟

صحيح أن كثيراً من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة كانوا يعتمدون على كبار مساعديهم في البيت الأبيض للإشراف على القضايا السياسية الرئيسية، ولكن القليل من هؤلاء المساعدين، أو ربما لا أحد منهم أصلاً، تمتع بالصلاحيات الممتدة التي يتمتع بها كوشنر، وربما لا يكون أي مستشار في البيت الأبيض من قبل كانت خبرته قليلة ومقصورة على العلاقات الأسرية، إضافة لعدم التنظيم الذي يحيط بدوره، بحسب محللين لمجلة فورين بوليسي.

يبلغ كوشنر من العمر 38 عاماً، ويعمل هو وزوجته إيفانكا ترامب ابنة الرئيس، مستشارين منذ بداية ولاية ترامب في مطلع 2017. وقبل انضمامه للإدارة، كان كوشنر يدير شركة أبيه في مجال العقارات وليست له أي خبرة سابقة في مجال الدبلوماسية أو العمل السياسي بشكل عام.

شركة عائلية

ما كشف عنه تيلرسون في شهادته أمام الكونغرس، يلقي الضوء بشكل صارخ على الطريقة التي يدير بها الرئيس الأمريكي الحالي أقوى دولة على الأرض، حيث يدير ترامب الأمور وكأنه صاحب شركة يمتلك فيها كل مقاليد الأمور، وليس كرئيس لدولة ديمقراطية تحكمها اللوائح والقوانين ومحددات ثابتة لسياستها الخارجية.

تيلرسون قال إن مشكلته في التعامل مع ترامب تمحورت حول كون الرئيس "غير منظم ولا يحب القراءة فلا يقرأ التقارير المقدمة له"، مضيفاً أنه "يقول مثلاً إنه هدفه هو كذا وإنه يريد تحقيقه بالطريقة كذا"، وعندما يرد عليه تيلرسون بأن ذلك "مخالف لقانون أو معاهدة ما"، يتضايق ترامب.

وبالطبع أعلن ترامب إقالة وزير خارجيته من منصبه في مارس/آذار 2018، ليصبح واحداً من أقل وزراء الخارجية بقاء في منصبه، وأعلن ترامب القرار عبر تويتر.

ما الذي يريده ترامب؟

هذه النقطة تحديداً تفسر ما يريده ترامب من وراء السلطات المطلقة الممنوحة لكوشنر، حيث يسعى ترامب لتحقيق ما يريده من أهداف من خلال خلق مسار موازٍ في السياسة الخارجية والداخلية يمكنه من عدم الالتزام باطلاع الكونغرس على قراراته إلا بعد أن تكون قد تمت بالفعل، وهو ما يفسر علاقة ترامب المتوترة دائماً بالكونغرس.

ويؤكد تيليرسون هذا المعنى من خلال قوله إن التعامل مع كوشنر وإيفانكا هو من بين أحد التحديات التي يواجهها كل شخص في الإدارة، لأن "جعل عائلة الرئيس جزءاً من الفريق الاستشاري وضع غير عادي… لم يكن هناك فهم حقيقي وواضح للمهام والمسؤوليات والسلطات المحددة للأشخاص في الإدارة".

نانسي ماكيلداوني، دبلوماسية أمريكية سابقة، استقالت في يونيو/حزيران، قالت لفورين بوليسي إن "الأمر غير مسبوق على الإطلاق؛ حيث لا يوجد أي أمر لا يتدخل فيه كوشنر"، مضيفة: "إنه يتخطى كل الحدود البيروقراطية والأساسية".

تحميل المزيد