بصعوبة بالغة حقق منتخب البرازيل فوزاً "قيصرياً" بشق الأنفس على منتخب باراغواي بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، ليكسر منتخب السيلساو نحساً ثلاثياً لازمه طوال أكثر من 12 عاماً في منافسات كوبا أمريكا التي تستضيف نسختها الحالية.
فقد تمكن أصحاب الأرض من كسر نحس النتائج السلبية أمام باراغواي تحديداً، حيث يعود تاريخ آخر فوز برازيلي عليها إلى نسخة 2007، كما كسر السيلساو نحساً ثانياً تمثل في العبور إلى نصف النهائي لأول مرة أيضاً منذ عام 2007 بعدما خرج من ربع النهائي في نسختي 2011 و2015 على يد باراغواي تحديداً.
الطريف أن النحس الثالث يدور حول نفس المنتخب أيضاً، وهو الإخفاق في الفوز عبر ركلات الترجيح بعدما خسر المنتخب البرازيلي مرتين في ربع النهائي بركلات الترجيح في آخر نسختين من كوبا أمريكا، وللمصادفة كانتا ضد باراغواي دون غيرها، وفي نسخة 2011 حقق رفاق نيمار الغائب عن البطولة الحالية للإصابة رقماً سلبياً ملفتاً حين أضاعوا الركلات الأربع التي سددوها بينما سجل لاعبو باراغواي ركلتين ليفوزوا بالمباراة ويتأهلوا إلى نصف النهائي وقتها.
بدأت المباراة بشكل سريع، حيث حاول لاعبو البرازيل تسجيل هدف مبكر، وسدد روبرتو فيرمينو الكرة في الدقيقة 4 تصدى لها حارس باراغواي، روبرتو فيرنانديز.
واستمر الضغط البرازيلي لمدة ربع ساعة تقريباً، وجاءت أبرز الهجمات عن طريق غابرييل خيسوس الذي أرسل كرة عرضية أوقفها دفاع باراغواي.
وفي الدقيقة 19 سقط خيسوس داخل منطقة الجزاء، وسط اعتراضات من لاعبي البرازيل مطالبين باحتساب ركلة جزاء، لكن الحكم أمر باستمرار اللعب.
وشهدت الدقيقة 29 أخطر هجمات الشوط الأول، وكانت من نصيب باراغواي عندما أرسل هيرنان بيريز تمريرة عرضية تسلمها ديرليس جونزاليز داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية تصدى لها أليسون ببراعة.
سيطر بعدها منتخب باراغواي على الكرة، وبدأ يشكل ضغطاً على المرمى البرازيلي، وسط تراجع من لاعبي السامبا.
وفي الدقيقة 40 توغل فيليب كوتينيو من الجانب الأيسر وسدد كرة ضعيفة تصدى لها فيرنانديز، وسيطرت كتيبة السيلساو على الكرة في آخر 5 دقائق، لكن دون فاعلية هجومية، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الثاني أجرى تيتي مدرب البرازيل التبديل الأول بنزول أليكس ساندرو بدلاً من فيليبي لويس، وفي الدقيقة 50 جاء أول تهديد من السامبا عن طريق تسديدة من كوتينيو استقرت في أحضان الحارس فيرنانديز.
وضغط لاعبو البرازيل بشكل مكثف بحثاً عن الهدف الأول، وسدد آرثر ميلو كرة قوية من حدود منطقة الجزاء، لكنها علت العارضة.
وفي الدقيقة 54 توغل فيرمينو داخل منطقة الجزاء وتعرض للعرقلة ليحتسب الحكم ركلة جزاء، لكنه عاد إلى تقنية الفيديو وتبين له أن العرقلة كانت من خارج منطقة الجزاء، ليحتسب ركلة حرة مباشرة لكنه طرد فابيان بالبوينا مدافع باراغواي.
وسيطر منتخب البرازيل تماماً على الكرة وضغط بكثافة وسط استبسال لاعبي باراغواي المتراجعين جميعاً إلى الخلف، محاولين الحفاظ على التعادل.
وفي الدقيقة 70 وبعد عدة تمريرات قصيرة وصلت الكرة إلى ميلو على حدود منطقة الجزاء ليطلق تسديدة قوية تصدى لها فيرنانديز، بعدها بدقيقة دفع تيتي بويليان بدلاً من آلان لزيادة الضغط الهجومي على مرمى باراغواي.
وفي الدقيقة 88 أنقذ فيرنانديز فريقه من هدف محقق للبرازيل بعدما تصدى ببراعة لرأسية من أليكس ساندرو إثر ركلة حرة نفذها كوتينيو.
وجاء الدور على القائم في الدقيقة 90 عندما تصدى لتسديدة قوية من ويليان من خارج منطقة الجزاء، ليعلن الحكم بعدها احتساب 7 دقائق وقتاً بدلاً من الضائع.
وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، فأضاع جوميز لباراغواي أولاً، لكن فيرمينو واصل مسلسل الإثارة بإضاعة الركلة الرابعة للبرازيل قبل أن يضيع جونزاليز آخر الركلات لباراغواي ويسجل خيسوس ليتنفس أبناء السامبا الصعداء.