كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون أن خلافات السعودية والإمارات مع قطر سببها ثروة الأخيرة، ولعبها دوراً فعالاً في المنطقة.
وأضاف تيلرسون، في شهادة أدلى بها يوم 21 مايو/أيار 2019، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، ونُشرت الخميس 27 يونيو/حزيران 2019، أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "رجل ينظر إلى الأمام"، و"أنه يتمتع بعقلية إصلاحية من أجل شعبهما، وذلك يخلق ضغوطاً على الآخرين في المنطقة".
وأكد تيلرسون أن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر في بداية يونيو/حزيران 2017، جاء نتيجة تراكم الخلافات المزمنة بين الدول الخليجية.
ترامب كان يتلقى وصفاً مغايراً لما يحدث في الواقع
ومن أبرز ما جاء في شهادة تيلرسون، أن مقاطعة قطر تم التنسيق لها قبل القمة الخليجية المصاحبة للقمة الإسلامية في مايو/أيار 2017، وأوضح أنه شعر بأن شيئاً ما يحدث حينما شهد كيفية التعامل مع أمير قطر خلال القمة الخليجية الأمريكية في مايو/أيار 2017، ولم يذكر التفاصيل.
وقال في شهادته، إن وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر كانوا "يغنون من الورقة نفسها" حينما اتصل بهم للاستفسار بشأن الأزمة، رغم عدم حضور مسؤولين من مصر والبحرين مأدبة العشاء.
لا أحد من الزعماء ذكر قطر بسوء خلال اجتماعات ترامب مع القادة في أثناء القمة الإسلامية، ومنهم خليجيون.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن ترامب كان يتلقى وصفاً لما يحدث في الخليج مغايراً لما يحدث فعلاً، "لم يذكر مصدرَ الوصف لأسباب قانونية"، وأكد أنه وجيمس ماتيس لم يكونا على علم بالأزمة الخليجية.
وأوضح تيلرسون أنه لم يكن لديه علم بعشاء جمع ليلة 20 مايو/أيار 2017 (قبيل أيام من فرض الحصار على قطر)، المستشارَين في البيت الأبيض ستيف بانون وغاريد كوشنر مع قادة السعودية والإمارات. وتابع: "ذلك الأمر يُغضبني، لأنني لم تكن لديَّ كلمة، ولم تكن آراء الخارجية الأمريكية حاضرة".
تيلرسون : أصول الأزمة تعود إلى 20 عاماً
وأشار وزير الخارجية الأمريكي السابق إلى أن أصول الأزمة تعود لـ20 عاماً، وتتعلق بثروة قطر التي دفعتها للعب دور أكثر استقلالية في المنطقة.
كما تتعلق بقيام تميم بدور تقدُّمي إصلاحي إيجابي في بلادهما، لم يعجب دولاً فيها، كما رأى البعض الوقت مناسباً، خصوصاً بعد فترة قصيرة من تسلُّم الأمير تميم الحُكم وحداثة عهده فيه.
وقال إن كثيراً من القضايا تراكمت بين الأطراف الخليجية مع مرور الوقت، وإن من بين هذه القضايا إطلاق قطر قناة "الجزيرة" الإخبارية سنة 1996، والتي تحولت فيما بعد إلى شبكة إعلامية دولية.
وأضاف: "تحدثت هاتفياً مع القيادة القطرية عقب اختراق وكالة الأنباء القطرية، وأبلغوني أن ما نُشر على لسان أمير قطر حينها لا أساس له من الصحة، ولم أشكّ قط في قولهم".