كتبت أجمل قصص الحب العالمية.. لكنها ظلت عزباء طوال حياتها، لماذا لم تتزوج جين أوستن؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/27 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/27 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش

رغم مرور أكثر من 200 عام على وفاتها فإن ذكراها لم تخفت، فهي واحدة من أعظم الكتاب الإنجليز، اشتهرت بأعمالها الرومانسية الخيالية، مثل Sense and Sensibility وPride and Prejudice  و Mansfield Park، لكن لماذا لم تتزوج الكاتبة جين أوستن؟

لم تحظَ واحدة من أعظم مروِّجي الحب الرومانسي في الأدب الإنجليزي، ومؤلفة العديد من الارتباطات الهانئة في الروايات، برحلتها الخاصة في تجربة الزواج.

بدأت جين أوستن تحظى بشهرة أكبر بعد وفاتها، بعدما كتب أخوها هنري سيرة ذاتية عنها ونشرها في مقدمة روايتيها Northanger Abbey وPersuasio، وبحلول منتصف القرن الـ20 أصبحت مؤلفة محبوبة أكثر ومحل دراسات كثيرة، وفق موقع History Extra البريطاني.

حب مثليّ؟

تفترض أكثر النظريات المثيرة للجدل أن جين أوستن لم تتزوج بسبب أن ميولها الجنسية كانت متجهةً إلى النساء، ولكن لا يوجد أي دليلٍ لدعم هذا التوجه.

 أقامت أوستن علاقة عاطفية في مرحلة مبكرة من حياتها مع توم ليفروي، الذي أصبح كبير قضاة أيرلندا فيما بعد، لكن قصتهما لم تكتمل بسبب الظروف المادية الصعبة لكل منهما، إذ كان الزواج للطبقات الوسطى آنذاك من أجل المال هو حقيقة الحياة.

أقامت جين علاقة عاطفية أخرى مع قِس شاب، التقته خلال إجازات عائلتها التي كانت تقضيها في مدينة باث، ورتب الحبيبان اللقاء في العام التالي، لكن للأسف حين أتى موعد اللقاء وصلت الأخبار بأن القس قد مات.

تلَّقت جين عرضاً بالزواج من شقيق صديقتها هاريس بيغ-ويذر في ديسمبر /كانون الأول 1802، ومع أنه كان أصغر منها بست سنوات، فإنها وافقت، ولكن بعد ليلة واحدة، فسخت الخطبة وهربت من المنزل إذ كانت تقيم مع صديقتها في نفس البيت. 

يقول النقاد إن نظرية أن جين كانت مثلية الجنس ربما تضعف موافقتها على عرض الزواج، كان من الممكن ألا توافق إن كانت تحمل ميولاً جنسية، ويعززون ذلك بفكرة أن جين وافقت على عرض بيغ-ويذر بعقل عملي براغماتي بحت، وفي المساء غيَّرت أفكارها وتأملت ما يمكن أن تخسره، فربما كانت الابنة المطيعة هي من قبلت بالعرض، وفي الصباح كانت الكاتبة الطموحة والفنانة الحقيقية هي من خرجت من غرفتها وأعلنت أنها ارتكبت خطأً وألغت الزواج.

حب الأخوات!

واجهت أوستن اتهاماً آخر بوجود علاقة بينها وبين أختها كاساندرا، في مقال نقدي كتبته المؤلفة تيري كاسل في في العام 1995 نشرته في دورية London Review of Books، واستندت كاسل في مقالها على طبيعة العلاقة بين الأختين التي ظهرت من رسائلهما، وقد بدت فيها أنهما استغرقتا في التفكير في طبيعة علاقتهما وما حدث بين طيات شراشف السرير المزدوج الذي تعتقد أن الأختين تشاركتاه خلال حياتهما.

كانت كاساندرا بالطبع هي مَن أحرقت غالبية رسائل أختها إليها، في أحد أضخم أعمال التخريب الأدبي في التاريخ، وبذلك حرمت الأجيال اللاحقة من فرصة رؤية أكثر أصالة في دراسة شخصية جين، وأثار حرق رسائل جين تكهنات لا نهاية لها عما احتوته الرسائل على الحقيقة.

أكدت التداعيات التي تلت المقال والتي شملت ثورة غضب عارمة من وسائل الإعلام  شيئاً واحداً، وهو أن الصورة الذهنية التي كوَّنها محبو أوستن عنها عصية على التغيير، فقد عرفوها عذراء نقية ولم يقبلوا باحتمالية كونها مثلية الجنس.

علاقة أخرى

يقول آخرون إن السبب الحقيقي وراء عدم زواجها أنها أقامت علاقة من نوع خاص مع الأدب، فأحبته وأفنت فيه حياتها وقدمت للأدب العالمي أجمل روائعه

بدأت جين أوستن الكتابة وهي في عمر 12 سنة ولم تتوقف حتى أجبرها تدهور صحتها على ذلك قبل فترة قصيرة من وفاتها في عمر 41 سنة، فقد كتبت رسائل أدبية رائعة وقصصاً وكُتباً قبل فترة تدفقها الأدبي التي انطلقت فور استقرارها في منزلها بريف تشاوتون.

حقيقة أن جين أوستن ظلت عزباء طوال حياتها بينما بطلاتها استمتعن بالسعادة الزوجية الرومانسية والأمان المالي معاً، هي واحدة من أكبر مفارقات الأدب الإنجليزي.

 الحقيقة البسيطة هي لو كانت جين عايشت بنفسها تجربة الزواج السعيد من زوج كان سيكون لديها الكثير من الالتزامات على أن تتمكن من إكمال الكتابة، ومع احتمال إمكانية رعايتها لأسرة كبيرة ربما لم تجد جين الوقت لتكتب بنفس الدقة والشغف، فأخذت وقتاً لتنمية موهبتها وشغفها ضحّت جين بالأمان المالي والسعادة الزوجية، لتحتفظ بحرية الكتابة والتطور كفنانة حقيقية، وربما بسبب هذا القرار تُعتبر جين أوستن من أعظم المواهب الأدبية على مر العصور.

علامات:
تحميل المزيد