ما هي أفضل طريقة تساعد في تنمية ذكاء الطفل واستثارة قدراته الفكرية؟ رُبما سألتِ نفسكِ هذا السؤال كثيراً من قبل، والإجابة أبسط مما كان يخطر ببالكِ، فلا يتطلب الأمر عبقرية، كل ما تحتاجين إليه هو المحبة والمشاركة وبعض الوقت.
للوصول بالطفل إلى إمكانيات عقلية وفكرية مُرتفعة وجعله يتمتع بالذكاء، يكفي وجود ومشاركة أحد الوالدين.
إليكِ بعض الطرق الممتعة والأشياء البسيطة التي يمكنكِ القيام بها لتعزيز معدل ذكاء طفلك وتنميته.
تنمية ذكاء الطفل
1- إشعار الطفل بالأمان:
إذا لم يشعر الدماغ بالأمان، فلن يستطيع التعلم، وذلك وفقاً لما قالته تريسي كاتشلو، محررة كتاب Brain Rules for Baby، لهذا السبب من الأهمية بمكان جعل طفلكِ يشعر بالأمان.
يساعد التلامس من الجلد إلى الجلد في بناء هذا الشعور بالأمان، فيُمكنكِ أن تلمسي وجهه بوجهكِ، ويُمكنكِ أيضاً تدليك الطفل، فهو وسيلة رائعة للترابط مع طفلكِ، كذلك أيضاً الاحتضان هو طريقة هامة.
قد يكون خلق هذا الشعور بالأمان أمراً صعباً، إذا كنتِ أماً جديدة أعصابها مُستنزفة بسبب الحرمان من النوم والعزلة الاجتماعية والواجبات الجديدة الصعبة، لكن العلاقة القوية مع شريككِ ومُشاركة المهام هي واحدة من أفضل الطرق لجعل طفلكِ يشعر بالأمان.
يُمكنكِ في هذه الحالة تدوين الأعمال اليومية، والتوصل إلى اتفاق مع شريك حياتكِ حول كيفية تقسيمها، وأن يكون داعماً خلال اللحظات المشحونة عاطفياً، قد لا يفهم الأطفال الكلمات، لكنهم يتأثرون بالعواطف بينكِ وبين شريك حياتكِ.
2- التحدث مع طفلكِ كثيراً
يقول جيل ستام، الخبير في تطوير الدماغ المبكر ومؤلف كتاب "من البداية": "إن الدماغ عضو يسعى إلى التنميط، فكلما سمعت أنماطاً من اللغة، أصبح تعلم اللغة أسهل".
لذا يُمكن سرد أحداث وتفاصيل يومكِ لطفلكِ، فالأفكار تتدفق طوال اليوم، ونطق هذا الدفق الثابت من المعلومات يعزز في الواقع القدرة العقلية لطفلكِ.
في سن الثالثة، يملك الأطفال الذين يتم التحدث إليهم بشكل متكرر، مُعدل ذكاء أعلى بمقدار 1.5 مرة من معدل الأطفال الذين لم يتم التحدث إليهم.
وبحلول الوقت الذي يلتحقون فيه بالمدرسة الابتدائية، يمتلكون مهارات قراءة وتهجئة وكتابة أقوى بكثير.
كيف تزرعين البذرة في هذا التطور اللغوي القوي؟ هناك ثلاثة مفاتيح: عدد الكلمات، وتنوع الكلمات وتعقيدها، والطريقة التي تنطقين بها.
فمن خلال سرد يومكِ، ستستخدمين كل أنواع الكلمات بشكل طبيعي، وباستخدام أوصاف مثل "السيارة الحمراء" و "القهوة القوية للغاية"، نوعي المفردات التي تعرضينها لطفلكِ.
نغمة صوتكِ مهمة أيضاً، فيجب أن تعرفي الصوت الغنائي الملائم للأطفال، مثل مدّ أحد الحروف، أو تعلية الصوت وتلوينه في بعض مقاطع الكلمة، وهذه الأشياء قد تقومين بها بشكل غريزي عند التعامل مع الأطفال.
تساعد النغمات المُختلفة الأطفال على فصل الأصوات إلى فئات وتكون درجة الصوت العالية أسهل في تقليدها.
الآباء يميلون إلى التحدث بشكل أقل إذا لم يبدأ رضيعهم في الهذيان والاستجابة لهم بالأصوات بعد، لكن لا تدعي صمت طفلكِ يوقفكِ، لأن استمرار التحدث إليه يجعل تعلم اللغة أسهل.
3- استخدمي تعبيرات وجهكِ لتعزيز نمو دماغ طفلكِ
انظري إلى عيون المولود الجديد، في غضون أسبوع من الميلاد، يمكن أن يتعرف الأطفال على وجوه آبائهم، وفي كل مرة يحدق فيها فهو يبني ذاكرته ويتعلم كيفية التعرف على تعبيرات الوجه.
تُظهر الأبحاث أن الأطفال يبدأون في التعرف على تعبيرات وجوه آبائهم بعمر 3 أو 4 أشهر.
وقبل حوالي 5 أشهر من أعمارهم، يبدأون في فهم العواطف على وجه شخص غير مألوف لهم وغريب عنهم، وبحلول الشهر السابع إلى التاسع، يمكنهم قراءة وجوه الكلاب والقرود أيضاً.
يقول روس فلوم، أستاذ مشارك في علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ في بروفو بولاية يوتا، إن العاطفة هي واحدة من أولى الطرق التي يتواصل بها الأطفال معنا.
وتمثل القدرة على قراءة تعبيرات الوجه حجر الزاوية في مهارات الاتصال غير اللفظية القوية، وهي وسيلة لإعداد طفلكِ للعمل الجماعي بشكل أفضل، وجعل علاقاته أقوى على المدى الطويل.
كذلك يجب الانتباه إلى أن الدماغ يحتاج إلى فترات راحة، فابحثي عن العلامات، مثل أن ينظر طفلكِ بعيداً، أو أن يقوم بمحاولة إنهاء التواصل، فلا تحاولي إجباره على الاستمرار في التواصل، في هذه الحالة، امنحيه بضع دقائق للاستراحة ومُعالجة ما تعلمه.
4- الحدّ من الوقت الذي يبقيه الطفل مُقيداً
يقول مؤلف كتاب "Bright From the Start" جيل ستام إن الأطفال قد يقضون وقتاً طويلاً مُقيدين في عربات الأطفال ومقاعد السيارات وما شابه ذلك، فيجب الحدّ من هذا الوقت وتقليله قدر المُستطاع.
الأطفال بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على الاستجابة بحرية للمُنبهات المحيطة بهم.
للقيام بذلك، يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على التحرك بحرية، وأن ينظروا إلى الأمام وإلى الجانب وخلفهم، يجب أن يستطيعوا تتبع الإشارات الواردة إلى عيونهم وآذانهم، وأن يتتبعوا الإشارات التي يتم تنبيههم إليها.
هذه هي المرحلة الأولى من تطور نظام انتباه طفلكِ، والتي تتشكل مبكراً للغاية.
5- استخدمي إصبعكِ للإشارة إلى الأشياء
تُظهر الأبحاث أن الأطفال يتعلمون اللغة بشكل أسرع إذا أشرتِ إلى كائن أثناء قول الكلمة.
في البداية، سوف ينظر إليكِ طفلكِ عندما تُشيرين، لكن بعد أن يكبر قليلاً، فقد ينظر إلى إصبعكِ الموجه أيضاً.
يقول روس فلوم، أستاذ علم النفس بجامعة BYU، إنه منذ حوالي عمر التسعة أشهر، يبدأ معظم الأطفال في متابعة إصبعكِ المُشير ومُلاحظة ما تُشيرين إليه.
في حوالي عمر 9 أو 10 أشهر، سيبدأ الأطفال بإحضار أشياء لكي ترينها، ويُطلق على هذا التفاعل اسم "الاهتمام المشترك"، هذا يعني أن طفلكِ يُطور القدرة على الارتباط بك بشيء ما أو شخص ما خارجكما.
ماذا يمكن للوالدين فعله لبناء هذه المهارة؟ استمري في الإشارة إلى الأشياء والتحدث عنها، قد لا يفهم طفلكِ الكلمات التي تقولينها، لكن اتصالاتكِ معه ستصبح أكثر عُمقاً بالتدريج.
6- قراءة الكتب والغناء
تقول ليندا كلينارد، مستشارة محو الأمية ومؤلفة كتاب "وقت قراءة العائلة"، إن طفلكِ ليس صغيراً على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بالقراءة.
يُمكنكِ احتضان طفلك والنظر إلى كتاب معاً، فحتى قبل أن يتمكن الأطفال من فهم ما تقرأه، سوف يجعلهم هذا يربطون القراءة بالحضن والحب، كما تقول كلينارد، وتضيف أن الأطفال ينجذبون بشكل خاص إلى الكتب التي تحتوي على صور حقيقية.
كذلك يمكن الاستعانة بالغناء لتنمية مهارات الطفل، مثل قوافي الحضانة، أو الأناشيد التلفزيونية أو الأغاني المُفضلة لديكِ، فيحب الأطفال سماعكِ وأنتِ تغني.
كذلك يُمكنكِ استخدام العدّ بصوت عالٍ، فعندما تغسلين يدي طفلكِ وأرجله في الحوض، احسبي عدد أصابع قدميه بصوت عالٍ، عدّي ألعابه معه، هذا من شأنه تنمية ذكائه وقدراته العقلية.
7- استجيبي لاحتياجات طفلكِ وأعطيه الاختيار
عندما يبكي طفلكِ فهو يحاول نقل حاجته إلى شيء ما مثل النوم أو الطعام أو تغيير الحفاضات، عندما تستجيبين لصرخاته، فهو يتعلم أنه يُمكنه الاعتماد عليكِ.
كذلك يجب إعطاء طفلكِ القدرة على الاختيار، فحتى إذا كان طفلكِ يبلغ من العمر 3 إلى 5 أشهر لديه آراء، أظهري له كتابين أو لعبتين وشاهدي أي كتاب سيتمكن من جذب انتباهه أكثر.
8- أطفئي التلفزيون
تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن الأطفال يجب ألا يتعرضوا لأي شاشة قبل سن 18 شهراً، فهذا النوع من أنماط المشاهدة غير التفاعلية يمكن أن يكون ضاراً بتطور لغة الطفل.
يجب أن يكون عالم الطفل مُمتلئاً بالأشخاص الحقيقيين حتى عمر 18 شهراً، وبعد سن 18 شهراً، إذا كانوا سيشاهدون أي شيء عبر الشاشات سواء الإنترنت أو التلفاز فيجب مشاهدته معهم، والتحدث عما تراه.
9- اللعب والخروج من الجدران
ربما يساعد قضاء يوم رائع في الحديقة أو في نزهة في حديقة الحيوان في تنمية ذكاء طفلكِ، سوف يستمتع طفلك بمشاهد وأصوات جديدة.
كذلك يجب الاهتمام للغاية باللعب، فعندما يبلغ عمر طفلكِ 6 أشهر على الأقل، ضعيه على مقعده المرتفع واستخدمي ألعاباً لينة أو كرات مطاطية صغيرة وقومي بإلقائها على الأرض.
تحدثي معه عمّا تفعلينه، بهذه الطريقة يمكن للطفل أن يتعلم العلاقة بين السبب والنتيجة (عندما تُرمى، تسقط لعبة وستبدأ بعدها في البحث عن العناصر الساقطة على الأرض).