تباع بـ200 مليون دولار، وواشنطن تمتلك 4 نسخ منها فقط.. إليك كل ما نعرفه عن الطائرة الأمريكية

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/21 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/21 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
طائرة rq-4a global hawk الأمريكية/ Bloomberg via Getty

أسقطت إيران طائرة تجسس أمريكية بدون طيار في وقتٍ مبكر من يوم الخميس 20 يونيو/حزيران 2019. تتفق الولايات المتحدة وإيران بشأن هذا الجزء. لكنَّ المسألة المهمة هي ما إن كانت تلك الطائرة قد دخلت المجال الجوي الإيراني كما تؤكد طهران أم ظلَّت في المجال الجوي الدولي مثلما تؤكد الولايات المتحدة. فماذا سيحدث الآن، وما حكاية هذه الطائرة التي كانت تمتلك منها واشنطن 4 نسخ فقط قبل الحادثة، وتوشك أن تندلع الحرب بسببها؟

إليكم ما نعرفه حتى الآن عن الحادثة

  • كانت الطائرة غير مأهولة وغير مسلحة: تُعَد طائرة RQ-4A Global Hawk بالأساس روبوتاً للارتفاعات العالية يُستخدَم في المراقبة فوق المحيط والمناطق الساحلية.
  • أُسقِطَت الطائرة بدون طيار بصاروخ أرض-جو إيراني: يقول كلٌ من الحرس الثوري الإيراني والقيادة المركزية الأمريكية إنَّ الطائرة بدون طيار المخصصة للارتفاعات العالية أُسقِطَت بصاروخ أرض-جو إيراني. وهذا دليل من جانب الإيرانيين على امتلاكهم للمقدرة، وهو الأمر الذي ستضعه الولايات المتحدة في الاعتبار مستقبلاً.
  • أدَّى هذا إلى تصعيد الأزمة في الخليج: منذ سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس الأخرى العام الماضي واستهدف إيران بالعقوبات التي خنقت صادراتها النفطية إلى حدٍ كبير، ظلَّ البلدان الخصمان يقتربان ويبتعدان عن تصعيد الصراع. تقول الولايات المتحدة إنَّ إيران هاجمت الأسبوع الماضي ناقلتي نفط في خليج عُمان، وهو الاتهام الذي تنفيه إيران.
صواريخ
صواريخ "سوم خرداد" الإيرانية التي أسقطت طائرة التجسس الأمريكية/ أ ف ب

إليكم ما لا نعرفه.. أين أسقطت بالضبط، وماذا سيحدث الآن؟

  • هل اخترقت الطائرة بدون طيار المجال الجوي الإيراني؟ هذا سؤال أساسي. في إطار معركة التأثير على الرأي العام العالمي، والأهم من ذلك في إطار مسألة حشد الحلفاء، سيتعين الجواب على هذا السؤال. قدَّمت الولايات المتحدة في وقتٍ متأخر من مساء الخميس إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المتعلقة بالموقع الذي أُسقِطَت فيه الطائرة، وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنَّه يبعد مسافة 21 ميلاً (34 كم تقريباً) عن الساحل الإيراني في مضيق هرمز.
    لكنَّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نشر في وقتٍ أسبق على تويتر ما قال إنَّها إحداثيات المكان الذي استُهدِفَت فيه الطائرة. وغرَّد قائلاً: "(25°59'43"N 57°02'25"E) قرب منطقة كوه مبارك".
  • لماذا أسقطت إيران الطائرة بدون طيار؟ توجد الكثير من النظريات هنا، بعضها يعتمد على ما إذا كانت الطائرة فعلاً قد اخترقت المجال الجوي الإيراني أم لا. إن كانت قد اخترقته فعلاً، فإنَّ الأمريكيين إذاً وليس الإيرانيين هم من كانوا استفزازيين. لكن إن كانت الطائرة في المجال الجوي الدولي، فإنَّ إيران رفعت المخاطر بصورة كبيرة.
  • ماذا سيحدث بعد ذلك؟ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب وافق على توجيه ضربات عسكرية لإيران الجمعة، لكنه تراجع عن التنفيذ في اللحظات الأخيرة.
  • ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بالإدارة شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها قولهم إن ترامب وافق في البداية على ضرب بضعة أهداف كأجهزة رادار وبطاريات صواريخ. وأنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر اليوم الجمعة لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.
  • كما قال نفس المسؤولين إن الطائرات كانت محلقة والسفن كانت في مواقعها، لكن لم تنطلق أية صواريخ عندما صدر لها أمر بالمغادرة. وقالت نيويورك تايمز إن قرار الرجوع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترامب ضد أهداف في الشرق الأوسط مشيرة إلى أنه ضرب مرتين أهدافاً في سوريا في 2017 و2018.
  • ومن غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائماً، حسبما ذكرت الصحيفة التي قالت إن من غير المعروف هل ألغيت الضربات بسبب رجوع ترامب عن رأيه أم نتيجة قلق الإدارة من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية.

كل ما نعرفه عن الطائرة الأمريكية

تباع الطائرة الواحدة من الإصدار Global Hawk  بأكثر من 200 مليون دولار، بفضل تكلفة أجهزة الاستشعار المزودة بها/ رويترز
تباع الطائرة الواحدة من الإصدار Global Hawk بأكثر من 200 مليون دولار، بفضل تكلفة أجهزة الاستشعار المزودة بها/ رويترز
  • يقول موقع The Daily Beast الأمريكي، إن الطائرة نموذج تابع للبحرية الأمريكية وقادرة على الطيران لارتفاعات عالية.
  • اعتمدت البحرية الأمريكية منذ عدة سنوات على نشر طائرات مراقبة بحرية واسعة النطاق، تعرف بـ BAMS-D، وهي طائرات بدون طيار للطوارئ، متمركزة في مركبات هوائية غير مسلحة بحجم طائرات 737 لمراقبة سوريا وإيران.
  • تقول القيادة المركزية الأمريكية إن "نظام الصواريخ أرض-جو الإيراني أسقط طائرة BAMS-D بدون طيار غير مسلحة".
  • قبل إسقاطها، كانت القوات البحرية تمتلك أربع نسخ فقط من الطائرة BAMS-D، والتي تعتبر بديلاً بحرياً لطائرة RQ-4 Global Hawk  التي تطورها شركة نورثروب غرومان لصالح القوات الجوية.
  • وتُباع الطائرة الواحدة من الإصدار Global Hawk  بأكثر من 200 مليون دولار، بفضل تكلفة أجهزة الاستشعار المزودة بها. ويتحكم المشغلون بالطائرة من محطات عمل أرضية، ويصدرون الأوامر عبر الأقمار الصناعية إلى الطائرة بدون طيار.
  • بإمكان طائرة  Global Hawk بمختلف أشكالها الدوران على ارتفاع يصل إلى 65,000 قدم لمدة تصل إلى 30 ساعة مع تزويدها بكاميرا، واستشعار بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز رادار يتتبع الأهداف المتحركة.
  • في عام 2008، دفعت القوات البحرية لشركة نورثروب أكثر من 1 مليار دولار لتبدأ تطور إصدار من الطائرة Global Hawk  مع إدخال تعديلات لتعقب السفن.
  • وطورت نورثروب أربع طائرات BAMS-D لتكون بمثابة نموذج أولي بينما تعمل على الإصدار النهائي من الطائرة MQ-4C. وخططت البحرية الأمريكية لشراء 70 طائرة MQ-4Cs. وكان من المفترض نشر النسخة الأولى في دوريات خط المواجهة الأمامي في وقت سابق من هذا العام.
  • ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة لم تكن لديها إلا طائرات BAMS-D جاهزة عند تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران هذا الصيف. وبإمكان طائرتين، نظرياً، مراقبة الخليج العربي على مدار الساعة، وبث صور استخبارية للسفن والمحطات الأرضية بشكل شبه مباشر.
  • ولعدة سنوات، دفعت القوات البحرية لشركة نورثروب لإنشاء محطة لطائرتين BAMS-Ds  بقاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة. وحلقت الطائرات في مهمات بالخطوط الأمامية مع إرسال بيانات لبرنامج اختبار نورثروب. وفي عام 2013، مع اشتعال وطأة الحرب في سوريا، رفعت القوات البحرية قيمة تعاقدها مع نورثروب لتحلق الطائرات BAMS-D 15 مرة شهرياً بدلاً من 9 مرات.
  • وظلت  BAMS-D  في السماء، تراقب القوات الإيرانية، في كل مرة تمر بها سفينة حربية عبر مضيق هرمز، والذي يبلغ عرضه 21 ميلاً فقط في أضيق مناطقه. وقال العميد البحري، وقائد العمليات البحرية سابقاً، جوناثان وليام غرينيت، عن الطائرة بدون طيار: "نستخدمها في كل عبور للمضيق، القائد يحب ذلك".
  • ولكن الطائرة BAMS-D  ليست بمنأى عن الخطر. عندما تحلق الطائرة على ارتفاع 65,000 قدم، تصبح في متناول معظم، وليس كل، قوات الدفاع الجوي للخصوم. وتمتلك إيران صواريخ أرض جو S-300  روسية الصنع يمكنها الوصول لارتفاع 100,000 قدم. كما أن الطائرات BAMS-D مصممة لتنخفض دورياً إلى ارتفاعات منخفضة من أجل رصد وفحص السفن.
  • عملية يوم الخميس الماضي قلصت عدد الطائرات بدون طيار عالية الارتفاع لدى أسطول القوات البحرية إلى ثلاث فقط، وقد تضطر إلى تغيير كيفية نشرها للطائرات.
  • ولكن من غير المرجح أن تؤدي خسارة طائرة BAMS-D  إلى إجبار وزارة الدفاع على وقف إرسال طائرات التجسس. فبعد الهجوم الإيراني المباشر على القوات الأمريكي، يحتاج القادة الأمريكيون إلى المعلومات الاستخباراتية أكثر من ذي قبل.
تحميل المزيد