يتطور في الشهور الأولى.. تقدير الذات مهم للأطفال لهذه الأسباب

يرغب الآباء في أن ينمو أطفالهم سعداء وإيجابيين وواثقين من أنفسهم، ولكن في المقابل قد يجدون أمامهم أطفالاً تعساء سلبيين غير مدركين لقدراتهم الحقيقية. تقدير الذات مهم للأطفال ولصحّتهم النفسية حاضراً ومستقبلاً.

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/20 الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/20 الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش
تقدير الذات، في أبسط تعريف له، هو أن يشعر بالرضا تجاه ذاته/ istock

يرغب الآباء في أن ينمو أطفالهم سعداء وإيجابيين وواثقين من أنفسهم، ولكن في المقابل قد يجدون أمامهم أطفالاً تعساء سلبيين غير مدركين لقدراتهم الحقيقية. تقدير الذات مهم للأطفال ولصحّتهم النفسية حاضراً ومستقبلاً.

إذا كنت تنتمي لتلك الفئة من الآباء، فهذا التقرير موجَّه إليك ليساعدك على تحقيق هدفك.

قد تكون كلمة السر للوصول لهذا الهدف هي "تقدير الذات"، فرغم  اختلاف الأطفال، حتى داخل العائلة الواحدة، فإن هناك بعض الاعتبارات الهامة لجميع الأطفال.

ما هو تقدير الذات للأطفال؟

تقدير الذات، في أبسط تعريف له، هو أن تشعر بالرضا تجاه ذاتك، فعندما يشعر الأطفال بالثقة تجاه أنفسهم وقدراتهم، فإنهم يتمتعون بثقة بالنفس.

أما الأطفال الذين يشعرون أنهم غير محبوبين من قِبَل الأسرة، أو من زملائهم، أو أولئك الذين يميلون إلى الاعتقاد بأنَّ جهودَهم ستؤدِّي إلى الفشل، فيكون لديهم سوء تقدير الذات.

تقدير الذات هو أحد مقاييس الصحة العقلية للأطفال.

كيف يتطوّر لدى الطفل تقديره لذاته؟

يتطور تقدير الذات واحترامها لدى الطفل منذ نعومة أظفاره، ليخدمه فيما بعد طوال حياته.

فوفقاً لأطباء الأطفال في موقع KidsHealth، يعي الأطفال أن لديهم القدرة على إنجاز الأشياء من خلال الجهد.

على سبيل المثال، عندما يتعلَّمون كيفية الحبو والجلوس والوقوف بمفردهم بعد محاولات فاشلة عديدة، وجهود متكررة.

يطوّر الأطفالُ الصغارُ ثقتَهم بأنفسهم عندما يتعلمون أشياء ومهارات جديدة، مثل ارتداء الملابس أو استخدام الحمام، مما يمنحهم الثقة للوصول إلى المزيد من الأشياء.

مع تقدم الأطفال في السن، تلعب العلاقات مع أقرانهم وغيرهم من البالغين دوراً في تطوير تقديرهم لذاتهم واعتزازهم بأنفسهم.

لماذا يجب أن يتعلم الطفل تقدير ذاته؟

يؤثر تقدير الذات والاعتزاز بالنفس بشكل مباشر على طريقة تصرف الأطفال كل يوم، فالأطفال الذين لديهم تقدير للذات يشعرون أنَّهم مؤهلون للتعامل مع تحديات الحياة الأساسية، ويشعرون بنجاحهم.

يؤثر تقدير طفلك لذاته واحترامها على صداقاته مع الأطفال الآخرين، ونجاحه في المدرسة، وقدرته على التعامل مع المشكلات وثقته العامة.

كما أنَّ مساعدة طفلك على تنمية احترام الذات وتقديرها لها فوائد عديدة، فالأطفال الذين يتمتّعون بثقة بالنفس يكون لديهم قدر أكبر من الاستعداد للتعامل مع ضغط الأقران والمسؤولية عن الأطفال الذين يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم.

الأطفال الذين يتمتّعون بتقدير جيد للذات هم أيضاً أكثر قدرة على التعامل مع المشاعر القوية، الجيدة منها والسيئة، والتغلب على التحديات والإحباطات عند نشوئها.

– ما الفرق بين طفل يقدر ذاته وآخر لا يقدرها؟

الطفل الذي يقدر ذاته عادةً ما تجده شاعراً بالقبول والحب والثقة تجاه ذاته، كما يفخر بما يستطيع فعله.

كذلك يمكنه الاعتماد على نفسه لصنع العديد من الأشياء واتخاذ القرارات.

 يساعد تقدير الذات الطفلَ على التغلب على الأخطاء، حتى لو واجهه الفشل في البداية، فستُكلَّل محاولاته بالنجاح.

أما بالنسبة للطفل الذي لا يُقدِّر ذاته، فعادةً ما ينتقد نفسَه ويلومها، ويشعر أنه أقل من أقرانه وزملائه.

يكون متردداً دائماً بشأن اتخاذ أي قرار، أو التفكير في أي حلٍّ، لأنه ببساطة يعتقد أنه حتماً سيفشل.

قد يكون أيضاً انطوائياً، لأنه يعتقد أن الآخرين لن يقبلوه، فلا ينضم إليهم من الأساس.

ما هو دور الأهل؟

بصفتك أحد الوالدين، تقع على عاتقك مسؤولية السماح لطفلك بتطوير ثقته واحترامه لذاته؛ ليعي كيف يكون الشعور بالنجاح الناتج عن المثابرة والجهد.

وهذه بعض النصائح التي تساعدك على تعزيز ثقة طفلك لذاته.

– حاول أن يشعر طفلك أنه محبوب في العائلة، والمحيطين به، عبر قضاء وقت ممتع مع الأسرة، ولا تتردد في إخباره بأنك تحبه، فهذا تقدير لطفلك.

– استمع إلى أفكاره ومشاعره ولا تقلل منها.

– ساعد طفلَك على القيام بالكثير من الأشياء، فكلُّ عمر يناسبه القيام ببعض الأشياء.

على سبيل المثال، حمْلُه للكوب، أو تناول الطعام بنفسه، أو تعلم كتابة أول حرف، جميعها أشياء تعزز ثقته بذاته.

– بعد أن تساعده في البداية اترك لطفلك مساحة للتجربة وحده، فأنت تمسك بيده لكتابة الحرف لأول مرة، ولكن لن تظل تمسكها دائماً، فاترك له فرصة أن يجرب وحده.

– عندما ترى أن طفلك بذل مجهوداً حقيقياً للوصول إلى نجاح معين، سواء في اللعب أو الدراسة أو تعلم مهارة جديدة، فعليك مدحه ومحاولة الرفع من روحه المعنوية، ولكن بحكمة، فبعض المدح يأتي بنتائج عكسية إذا كان مبالغاً فيه.

– اترك لطفلك مساحة للفشل، كي يحاول مرة أخرى، إلى أن يصل لهدفه، على سبيل المثال لا تقدم له حلَّ مسألة الرياضيات دائماً، ولكن اترك له فرصة للمحاولة، فإن فشل فليحاول مرة ثانية وثالثة، إلى أن ينجح في النهاية.

– تجنَّب انتقاد طفلك أو السخرية منه، خاصة أمام الآخرين، واحذر النقد القاسي، فكلمة أنت فاشل لن تجعله يتقدم للأمام، بل سيصبح فاشلاً بالفعل.

– ركِّز على نقاط القوة لدى طفلك، وانتبه لما يفعله طفلك بشكل جيد، ويتمتع به، وتأكد من أن طفلك لديه فرص لتطوير هذه القوة. ركِّز أكثر على نقاط القوة بدلاً من نقاط الضعف إذا كنت تريد مساعدة الأطفال على الشعور بالرضا عن أنفسهم.

– شجِّع طفلَكَ على التفكير في الأشياء وعواقبها قبل القيام بها.

– اترك لطفلك بعض المساحة ليحاول حل مشاكله بنفسه، بدلاً من اللجوء إليك في كل مشكلة.

– أخبِر طفلَكَ في كلِّ فرصة أنك تفخر به، ولا تُغفل العناق.

تحميل المزيد