"من ثلاثة طوابق سقط جزائري في ألمانيا خلال محاولته الهروب من الترحيل إلى بلاده، مما أدَّى إلى وفاته".
وقعت الحادثة المروَّعة للجزائري الذي كان رُفض طلب لجوئه في مبنى في باينفورت بمدينة كوستانز ولاية بادن فورتمبرغ بجنوب غرب ألمانيا، ما أدَّى إلى وفاته صباح يوم الجمعة 14 يونيو/حزيران 2019.
تفاصيل حادثة سقوط طالب اللجوء الجزائري في ألمانيا
وذكرت الشرطة في مدينة كوستانز والنيابة العامة في رافينسبورغ في بيان مشترك يوم الجمعة الماضي، أنَّ عناصر سيارتَي دورية في بلدة فاينغارتن ذهبوا لمنزل الرجل لتنفيذ أمر ترحيل المجلس الحكومي الإقليمي، وفيما كان يتم جمع أغراضه الشخصية استغلَّ الجزائري فرصةً سانحةً وتسلَّق خارجاً من نافذة مفتوحة.
وورد في البيان أنَّه رغم محاولة أحد عناصر الشرطة إمساكه، فإن الرجل (39 عاماً) سقط من نافذة في الطابق الثالث، من ارتفاع 8 أمتار، ومات متأثراً بجراحه البليغة، رغم اتخاذ تدابير لإنقاذه على الفور.
وذكرت صحيفة شفيبشه تسايتونغ الألمانية، أنَّ الرجل يعيش وفقاً لمعلوماتها منذ قرابة 10 أعوام في مكان إقامة خاص في حي تراوبن بمدينة باينفورت، وكان متزوجاً من سيدة ألمانية.
ونقلت الصحيفة عن إرينه فايلهاور، المتحدثة باسم المجلس الحكومي الإقليمي قولها إن الزواج أو العمل لا يحمي من الترحيل، وأنه عندما لا يتوفر سبب للجوء يتم ترحيل المرء، موضِّحة أنه يتم التحقق بشدة من الأمر قبل ذلك، معتبرة الترحيل الملاذ الأخير عادة.
وذكرت الصحيفة أنَّه بعد استفسارها عن وضعه، تبيَّن أن طلب اللجوء الذي قدمه الرجل الجزائري سبق أن رُفض طلبُه، وكان يحمل وثيقة السماح بالإقامة المؤقتة "دولدونغ" فحسب، وأنه نظراً لعدم استجابته لطلب مغادرة الأراضي الألمانية، صدر الأمر بترحيله.
ونقلت شفيبشه تسايتونغ عن المجلس المحلي الحكومي قوله إن السبب الحاسم لأمر ترحيله هو سوابقه الجنائية والجرائم التي ارتكبها، ولكن لم يفصح المجلس عن طبيعة هذه الجرائم.
الحكومة الألمانية لم تنجح في تصنيف الجزائر "آمنة"
وتحاول الحكومة الألمانية منذ سنوات تصنيف الجزائر مع المغرب وتونس على أنها بلاد "آمنة"، أي لا تتم فيها ملاحقة أحد سياسياً فيها، أو معاملته بطريقة لا إنسانية، في محاولة لإرسال رسالة لمواطني هذه البلدان، بأنَّ فرصهم في الحصول على لجوء شبه معدومة، ما قد يمنعهم من القدوم، وكذلك لكي تتمكن من الردِّ على طلبات لجوئهم بشكل أسرع، (بالرفض غالباً)، وترحيلهم.

وبعد تصويت البرلمان الألماني لصالح اعتبار دول المغرب العربي آمنة، في شهر يناير/كانون الثاني 2019، تم تأجيل التصويت الذي كان مقرراً في فبراير/شباط الماضي، في مجلس الولايات لأجل غير مسمى، لعدم توافر أغلبية داعمة له.
وفشل داعمو القرار في تمريره في مجلس الولايات في الدورة التشريعية الماضية، بسبب رفض حزب الخضر، الحاكم في عدد من الولايات، وهو يبرّر موقفه بوجود ملاحقة للمثليين في تلك الدول، وانتهاكات لحقوق الإنسان.
زيادة حالات الترحيل لدول المغرب العام الماضي
وكانت صحيفة "راينشه بوست" الألمانية قد ذكرت في شهر فبراير/شباط 2019، استناداً لبيانات وزارة الداخلية، أن عدد المرحلين لدول المغرب قد تزايد في عام 2018 بنسبة 35% بالمقارنة مع العام الذي سبقه، حيث بلغ عدد المعادين للجزائر في ذلك العام 678 شخصاً، مقارنة بـ504 في عام 2017.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد زارت الجزائر في سبتمبر/أيلول العام الماضي، وأكّدت من هناك على ضرورة زيادة فاعلية الترحيل إلى الجزائر. ويتطلب الترحيل عادة تعاون دولة المواطن، في إصدار وثائق سفر مثلاً.
طيار من الخطوط الجوية الجزائرية رفض إعادة مواطنته الحامل
كانت عملية ترحيل مواطنة جزائرية وزوجها فشلت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن امتنع الطيار في الخطوط الجوية الجزائرية عن إعادتها لبلادها، لأنها كانت في الشهر الأخير من الحمل وغير قادرة على السفر، بحسب التقرير الطبي، لذا وجد أنه سيعرض حياتها وطفلها غير المولود للخطر.
وقامت مدينة ماربورغ بحرمان الزوجين من 40% من المساعدات الاجتماعية (دون مسّ مساعدات طفليهما)، بسبب مقاومتهما المزعومة للترحيل، قبل أن يتم رفع العقوبة عنهما بعد تدخل رئيس البلدية.
وبحسب ما ذكرت العائلة، يخشى الزوجان من الملاحقة في الجزائر والموت من قبل عائلة الزوجة السلفية، على ما نشر موقع هيسن شاو الألماني.

ولفت ترحيلٌ آخر الأنظار مطلع فبراير/شباط الماضي، عندما فرَّ شاب جزائري (21 عاماً) وهو مقيد من عملية الترحيل، عندما كانت الشرطة بصدد إعادته من عيادة في مدينة فيسبادن، بسبب مشكلة صحية مزعومة، إلى سيارة الدورية.
واضطرت الشرطة لملاحقته بشتى الوسائل، منها مروحية.
وتم القبض عليه لاحقاً تحضيراً لترحيله، وذكرت الشرطة أنه كان يُعرف بارتكابه جرائم سرقة، وليس أعمال عنف.
وفي مدينة غوتنغن بولاية ساكسونيا السفلى، تظاهر قرابة 30 ناشطاً وناشطة أمام دار البلدية في مايو/أيار الماضي، ضدّ ترحيل شاب جزائري، كان قد قُبض عليه عند حضوره لموعد في إدارة مدينة غوتنغن.
وذكر الناشطون حينَها أنَّه تم نقله لمطار فرانكفورت، حيث تم وضعه رغماً عنه في الطائرة.