هل سبق أن شعرت بالرغبة الشديدة في تناول أو اشتهاء طعام معين فجأةً وبلا مقدمات؟ تلك الرغبة يكمن وراءها نقص غذائي في عنصر معين، فيرسل الجسم على أثر ذلك رسالة بأن نظامك الغذائي غير صحيح.
لكي يُعتبر النظام الغذائي فعالاً، يجب أن يحتوي على جميع أنواع العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن.
وفقاً لعدد من الدراسات العلمية الموسعة، فإن ما نأكله الآن أقل تنوعاً بنسبة 75% عن ذي قبل، وهذا هو السبب في أننا نتوق إلى الطعام بساعات غريبة.
ينبغي أن تعلم أن الجوع الفعلي يرتبط بالمعدة، في حين أن الرغبة الشديدة في تناول شيء معين ترتبط بالدماغ، وتدل على نقص مكون غذائي كما ذكرنا.
نتعرف هنا على بعض تلك الرغبات لأنواع معينة من الأطعمة، وما يعنيه في الواقع اشتهاء طعام معين
– الحنين إلى الشوكولاتة باستمرار
عندما تتوق إلى تناول الشوكولاتة، فإن جسمك لا يحتاج الشوكولاتة بل الماغنسيوم. وسوف تشعر بالغضب وتقلُّب المزاج عندما لا تحصل على الشوكولاتة، وتلك إشارات مُقلقة، لنقص الماغنسيوم في الجسم.
الماغنسيوم معدن أساسي مطلوب لأكثر من 300 تفاعل إنزيم في الجسم.
لذا، حاوِل تناول قطعة من الشوكولاتة الداكنة ذات النوعية الجيدة، ويفضَّل أن تكون عضوية وأكثر من 70% من الكاكاو، الذي يعد مصدراً غنياً بالماغنسيوم، أو جرِّب مكملاً من الماغنسيوم، لترى ما إذا كانت رغباتك تهدأ أم لا.
ولكن ليست الرغبة في تناول الشوكولاتة مؤشراً على نقص الماغنسيوم دائماً، فبعض السيدات يشتهين تناول الشوكولاتة عندما تتقلب الهرمونات في فترة الدورة الشهرية.
– تشتهي السكر والحلويات
عندما تتوق إلى تناول الحلويات أو تناول ملعقة من السكر، فتلك رسالة من جسمك بأن هناك اختلالاً في مستوى السكر في الدم، وافتقاراً إلى عنصر الكروم وبعض المعادن الأساسية مثل الكربون والكبريت والفسفور.
إنَّ تناول بسكويت أو كعك أو مشروبات غازية أو غيرها من الحلويات المكررة لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة، ويسبب حدوث هبوط في نسبة السكر بالدم؛ وهو ما يؤدي إلى مزيد من الرغبة الشديدة.
بدلاً من ذلك، اختر قطعة من الفاكهة عندما تتوق إلى الحلويات، أو الأطعمة الغنية بالكروم مثل اللحوم الحمراء، والحليب ومشتقاته، والخضراوات، والقرنبيط، والبيض، والقهوة.
وقد تكون الرغبة الشديدة في تناول السكر مقدِّمة لحدوث الجفاف وتشير إلى الحاجة لمزيد من الماء.
– تريد الخبز أو المعكرونة
الخبز هو مصدر الكربوهيدرات الأكثر شعبية والذي نأكله على أساس منتظم ،والمعكرونة المصنوعة من الدقيق المكرر مصدر غني أيضاً بالكربوهيدرات.
عندما تكون هناك حاجة ماسة إلى تناول شيء مصنوع من الخبز مثل البيتزا، فهذا مؤشر واضح على أن جسمك يحتاج النيتروجين.
كما قد تشير الرغبة في تناول الكربوهيدرات إلى وجود مقاومة للأنسولين، ونقص السكر في الدم.
بدلاً من تناول تلك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، يمكنك تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم أو السمك أو بذور شيا أو حتى الفواكه مثل التفاح أو الكمثرى، والخضراوات مثل البروكلي والسبانخ التي ستعالج نقص النيتروجين.
– تتوق إلى تناول شيء مالح
يعتقد بعض الخبراء أنه عندما نتوق إلى الوجبات الخفيفة المالحة، فإن هذا علامة على العطش.
غالباً ما يكون شعور العطش خاطئاً بسبب الجوع، لذا فإن الرغبة في تناول الملح، والتي تساعد جسمك على الاحتفاظ بالمياه، قد تعني أنك لا تشرب كمية كافية من الماء أو تفقد الماء، عن طريق التعرق -على سبيل المثال- أسرع من قدرتك على تناول الطعام.
ولكن بعض الباحثين لاحظوا وجود صلة بين الوجبات الغذائية المنخفضة من الكالسيوم والرغبة الشديدة في تناول الملح، مُدَّعين أنه في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، وجد الباحثون أن نقص البوتاسيوم والكالسيوم والحديد كانت سبب تفضيل حيوانات التجارب التهام ملح الطعام.
بينما يرى آخرون أن الرغبة الشديدة في تناول الملح تنتج عن تقلبات هرمون الإجهاد، ويمكن معالجته بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين "ب" مثل المكسرات والبذور والبقوليات والفواكه والخضراوات.
– تشتهي الأطعمة المقلية أو الجبن
يمكن أن يشير اشتهاء تناول الأطعمة المقلية وغيرها من الأطعمة الدهنية إلى نقص بسيط في الأحماض الدهنية الأساسية.
وببساطة، بإمكان تناول مزيد من الدهون ذات النوعية الجيدة، أن يحل هذا في لحظة.
يمكنك الحصول على الدهون الصحية من الأفوكادو، والمكسرات، وزيت السمك، وبذور الشيا.
– تتوق إلى قطعة من اللحم المطبوخ
قد تشعر بالرغبة في تناول قطعة من اللحم عندما لا تحصل بنظامك الغذائي على ما يكفيك من البروتين.
ولكن قد تعكس رغبتك الشديدة في تناول اللحم وجود نقص بعنصر الحديد.
يمكنك أن تجد الحديد في عديد من الأطعمة مثل الخضراوات الورقية، والحبوب، والمكسرات، والعدس، والبيض، وبالطبع في اللحوم الحمراء.