هل تعاني من قرحة المعدة، أو سمعت أحداً يمرّ بهذه الحالة الشائعة؟ هي عبارة عن تقرُّحات مفتوحة تصيب جدار المعدة، وهي حالة شائعة نوعاً ما، وقد تؤثر في جميع الفئات العمرية، حتى لدى الأطفال، إلا أنَّها أكثر شيوعاً لدى مَن تجاوزت أعمارهم الستين عاماً، كما أنَّ الرجال معرَّضون للإصابة بها بشكل أكبر من النساء.
سنتحدث في موضوعنا اليوم عن قرحة المعدة Stomach Ulcer، وعن أعراضها الشائعة، وأسبابها، وطرق علاجها.
أعراض قرحة المعدة الشائعة
تترافق الإصابة بقرحة المعدة مع ظهور عدَّة أعراض وعلامات لدى المصاب بها:
- الشعور بالحرقة
الشكوى الأكثر شيوعاً هي ألم حارق في المعدة، ويتم الشعور بهذا الألم في البطن فوق السرة، مثل الشعور بالجوع.
يميل هذا الألم إلى الاستجابة بشكل جيد للأدوية أو الأطعمة التي تقلل من حمض المعدة، ولكن مع آثار الأكل عادة ما يعود الألم.
- ألم في البطن
أهم أعراض مرض قرحة المعدة هو ألم في البطن، ناتج عن ملامسة القرحة للحامض المفرز في المعدة.
عادة ما يتم الشعور بالألم في الجزء العلوي من البطن، الذي يمكن أن يتفاقم عندما تكون المعدة فارغة، ويمكن أن يظهر الألم أيضاً عند الأكل، خلال نصف ساعة حتى ساعتين بعد تناول الطعام.
لا يخفّ الألم بعد الأكل، وقد يظهر أثناء الليل، حتى إنه قد يوقظ مريض قرحة المعدة من نومه.
- عسر الهضم
بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه القرحة يصابون بعدم تحمل الأطعمة المحددة.
هذه الأطعمة قد تجعل الشخص يشعر بالمرض، أو قد تزيد الأعراض المرتبطة بالقرحة سوءاً. وقد يعاني من عسر الهضم، بالإضافة إلى الأعراض التالية:
- الشعور بالامتلاء، حتى عندما تكون المعدة فارغة
- الانتفاخ
- الغازات
- الغثيان والإمساك
في الحالات الشديدة، يمكن أن تسبب القرحة الغثيان أو الإمساك، أو كليهما معا.
وقد يكون الغثيان مصحوباً بقيء أو من دونه.
- القيء الدموي والبراز الأسود
قد يلاحظ الدم في البراز أو القيء الدموي.
نادراً ما يكون النزيف متقرِّحاً، ومن ثمَّ يحدث القيء الدموي أو البراز الأسود.
البراز الأسود هو في الواقع دم تم هضمه، ولونه قد تحوَّل إلى اللون الأسود.
وقد يكون هناك نزيف داخلي وينتج عنه الضعف العام، الإغماء والعطش الشديد.
- أما الأعراض الأقل شيوعاً:
- الشعور بالدوار
- فقدان الوزن
- مشكلة في التنفس
- انخفاض الشهية
- التعب والإعياء
وماذا عن أسباب قُرحة المعدة؟
هنالك عدد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بقرحة المعدة، مثل: العوامل الجينية، والتدخين، وتناول الكحول، واستخدام الستيرويدات بكثرة، وفرط إنتاج الكالسيوم.
وكما ذكرنا سابقاً فإنَّ قرحة المعدة قد تُصيب جميع الفئات العمرية، ولكن، يُعتبر الأطفال أقلَّ عرضةً للإصابة بها، إلا أنَّ احتمالية إصابة الطفل بالقرحة ترتفع إذا كان أحد الوالدين مدخناً.
وتتعدد مُسببات الإصابة بقرحة المعدة، ومنها:
- العدوى البكتيرية: حيث تتسبب العدوى ببكتيريا الملوية البوابية، التي تُعرف أيضاً باسم جرثومة المعدة، بإصابة جدار المعدة والاثني عشر بالالتهابات المزمنة، كما تُنتِج التقرحات فيها، وهي من أكثر أسباب قرحة المعدة شيوعاً، حيث يعاني حوالي 90% من المصابين بقرحة المعدة من العدوى بهذه البكتيريا. وتنتقل هذه العدوى من شخص لآخر، وتزداد فرصة الإصابة بها تبعاً للعِرْق، كما تُعتبر إصابة الأطفال الذين يعيشون في الدول النامية بعدوى جرثومة المعدة شائعة.
- تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: وهي مجموعة من الأدوية التي تُخفِّف الالتهاب وتسكِّن الآلام، ومن أهمِّ الآثار الجانبية لاستخدام هذه الأدوية أنَّها ترفع احتمالية تشكُّل القرحة في المعدة، ارتفاع احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
- فرط حموضة المعدة: وهو من الأسباب الأقلِّ شيوعاً للإصابة بقرحة المعدة، ويعود السبب وراء ارتفاع حموضة المعدة إلى عدَّة عوامل، كالعوامل الجينية، والتدخين، وتناول بعض أنواع الأطعمة، والتعرض لمصادر التوتر والضغط النفسي.
- الإصابة بمتلازمة زولينجر إيليسون: وهي حالة تتسبب في ارتفاع منسوب هرمون الجاسترين، مما يؤدي إلى ازدياد إنتاج المعدة للأحماض بشكل مفرط، وتنتج هذه الحالة عادةً عن وجود ورم أو أكثر في البنكرياس، أو في المنطقة العلوية من الأمعاء الدقيقة، وتُصنَّف هذه الأورام على أنَّها سرطانية في حوالي نصف الحالات، وقد تنتقل أيضاً إلى الكبد أو الغدد اللمفاوية القريبة.
الآن لنتحدث عن علاج قرحة المعدة
لا يكفي اتباع حمية صحية للشفاء من قرحة المعدة، ولكنّها قد تعود بالنّفع على الجهاز الهضمي والصحة العامة للجسم.
ومن الممكن لبعض الأطعمة أن تُساعد على التخلص من بكتيريا الملوية البوابية، حيث يُنصح بأن تحتوي الحمية الغذائية على الخضراوات والفواكه، مثل: البروكلي، والملفوف، والسبانخ، والتفاح، والفراولة، والتوت، والأغذية الغنيّة بالبروبيوتيك كالألبان وغيرها، بالإضافة إلى زيت الزيتون.
أمّا فيما يتعلّق بعلاج قرحة المعدة، فيتمّ ذلك بناءً على تقييم الحالة ومُسبّبات الإصابة بها، إذ يتمّ العلاج باستخدام العلاجات الدوائية أو بالخضوع للعمليات الجراحية، وغيرها.
ونذكر فيما يلي أهم طرق علاج قرحة المعدة:
- علاج العدوى البكتيرية: إذا كانت بكتيريا الملوية البوابية المُسبّب لحدوث قرحة المعدة، فعندها قد ينصح الطبيب باستخدام المضادات الحيوية، ومُثبطات المضخة البروتونية، وهي أدوية تعمل على وقف عمل الخلايا التي تُنتج أحماض المعدة.
- استخدام مثبطات مستقبلات H2: وهي أدوية تعمل على تثبيط إنتاج أحماض المعدة.
- استخدام مضادات الحموضة: تساعد على تخفيف الآلام المُصاحبة لقرحة المعدة، ولكن لفترة قصيرة فقط، لذلك يُنصح بمشاورة الطبيب للتخلص من هذه الآلام.
- تناول البروبيوتيك: وهي بكتيريا نافعة قد تساعد على التخلص من بكتيريا المعدة.
- إيقاف استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: حيث يُمكن استخدام الباراسيتامول لتخفيف الآلام بدلاً منها.
- استخدام مكملات البيزموث: وهو دواء يُستخدم في علاج اضطرابات المعدة، والشعور بالغثيان، والإسهال، وحموضة المعدة، ويُفضّل استشارة الطبيب قبل البدء بتناول هذا الدواء.
- الخضوع للعمليّات الجراحية: حيث يتمّ اللجوء الإجراء الجراحي في حالات نادرة، وذلك عند عدم القدرة على علاج القرحة، وعدم استجابتها للأدوية المُستخدمة، وعند حدوث النزيف، أو عند إعاقة القرحة لجريان الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، حيث توجد خيارات عديدة لعلاج القرحة بالجراحة، وذلك يتضمن ما يلي من الإجراءات:
1- استئصال القرحة بالكامل.
2- استبدال الأنسجة في موضع القرحة بأخرى سليمة من الأمعاء.
3- إغلاق الأوعية الدموية المُصابة بالنزيف.
4- قطع الإمداد العصبي عن المعدة، وذلك لتقليل إنتاجها للأحماض.