هل تعاني من تقرحات اللسان بشكل كبير ومتواصل بين الفترة والأخرى؟
إذاً لديك مشكلة وعليك الانتباه، فهناك أسباب كثيرة لتقرحات اللسان والفم وأنواع مختلفة عليك معرفتها لتدرك طرق علاجها.
تقرح اللسان هو التهابٌ يؤدي إلى انتفاخه، وتغير لونه، واختفاء الحليمات الظاهرة عليه، ما يجعله أملس.
وتعود تقرحات اللسان إلى أسبابٍ بكتيرية أو فطرية، ويعاني العديد من الناس من ظهور مثل هذه التقرحات، وذلك لما يشعرون به من ألمٍ وحرقة عند تناول الأطعمة.
وقد يتكرر ظهور مثل هذه التقرحات على اللسان لأكثر من مرة، وبالتالي الشعور بالقلق والتوتر أحياناً.
أما التقرحات التي لا يصاحبها ألمٌ وتظهر بشكلٍ مفاجئ، قد يكتشفها طبيب الأسنان أحياناً، هي التي تعد من التقرحات المشيرة لنوعٍ مرض ما أو بسبب نقصٍ في المناعة، أو تدل على مرضٍ يصيب الجهاز الهضمي.
ويجب مراعاة عدم إهمال مثل هذه التقرحات، ومراجعة الطبيب وقت ظهورها، كي يتدارك علاجها، ويحدد أسبابها قبل فوات الأوان.
أنواع تقرّح اللسان
تظهر تقرحات اللسان بشكلٍ متكرر، ومن التقرحات الأكثر شيوعاً:
- القرح غير المؤلمة: ويظهر هذا النوع من التقرحات على شكل حبوب حمراء، تنتشر على مناطق مبعثرة من اللسان، ويعود السبب في ذلك إلى نقص فيتامين ب12، لكن عند معالجتها تختفي تدريجياً، ولأنها لا تسبب الألم، يجب أخذ الحيطة والحذر، فقد تظهر وتختفي بفتراتٍ متباعدة، ويجب استشارة الطبيب فور ظهورها، بالأخص عند ظهورها بشكلٍ متكرر.
- القرح المؤلمة: تظهر على شكل تزلغات حمراء، ثم يصبح لونها أصفر محاطاً باحمرار على جوانب اللسان، أو على اللثة ، ويعود السبب إلى التهاب المعدة، ويجب تجنب تناول الأطعمة الحامضة كالليمون، والمخللات؛ لأنها تُهيجها وتؤخرعلاجها، وهي من التقرحات المؤلمة جداً.
أما أسباب تقرحات اللسان فهي:
- خللٌ في جهاز المناعة.
- نقص عناصر حمض الفوليك وفيتامين B12 من الغذاء الذي يتناوله الإنسان.
- الاضطرابات النفسية مثل القلق والإحباط والتوتر.
- فقر الدم نتيجة نقص عنصر الحديد.
- التدخين.
- أمراض الجهاز الهضمي.
- تناول الأطعمة الساخنة مباشرة، ينجم عنها تسلخات داخل الفم ومن ثم التقرحات.
- الحساسية تجاه أنواع محددةٍ من الأطعمة، مثل حساسية بعض الناس تجاه الفستق وغيره.
وهل أسباب تقرح اللسان تشبه أسباب تقرحات الفم بشكل عام؟
السبب الحقيقي الكامن وراء ظهور تقرحات الفم غير معروف على وجه التحديد، وفي معظم الأحيان تظهر هذه التقرحات دون سبب عند أشخاصٍ يتمتعون بصحةٍ جيدةٍ.
ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بتقرحات الفم والتي تشبه أحياناً تقرحات اللسان،
من هذه العوامل ما يلي:
- الإصابات التي تؤدي إلى تدمير البطانة الفموية والتي تنتج عن عض باطن الخد عن طريق الخطأ، أو الحشوات السنية غير المناسبة، وكذلك الضرر الناتج عن تناول الأطعمة القاسية، والخدوش الناتجة من استخدام فرشاة الأسنان الخشنة، والإصابات الرياضية.
- تغير الهرمونات، حيث تلاحظ العديد من السيدات ظهور التقرحات فقط قبل موعد الدورة الشهرية أو بعد سن الأمل.
- الانقطاع عن التدخين، حيث يلاحظ بعض الأشخاص ظهور التقرحات الفموية في حال الامتناع عن التدخين، وعادةً ما يكون ذلك في بداية الامتناع عن التدخين.
- بعض أنواع الأطعمة، مثل الشوكولاتة، والقهوة، والأطعمة اللاذعة، واللوز، والفول السوداني، والفراولة، والطماطم، والجبن، وطحين القمح، والحمضيات، والأناناس، وقد تؤدي حساسية الأطعمة إلى ظهور التقرحات الفموية ولكن يُعتبر هذا الأمر نادراً.
- العوامل الوراثية، إذ إن التقرحات قد تكون ذات تاريخٍ عائلي أي أنها تنتقل في جينات هذه العائلة.
- التوتر والقلق، بالإضافة لقلة النوم.
- نقص الحديد، أو فيتامين ب12، أو الفوليك أسيد .
- معاجين الأسنان أو غسولات الفم المحتوية على مادة لوريل سلفات الصوديوم.
- تقويم الأسنان.
- التحسس من البكتيريا الفموية.
- الإصابة بالعدوى البكتيرية، والفطرية، والفيروسية، مثل قرحة الزكام .
- بعض الأمراض مثل مرض كرونز، والذي يتسبب بحدوث التهابٍ في بطانة الأمعاء، ومرض السيلياك أو حساسية القمح والذي يتسبب بحدوث رد فعلٍ سلبيٍ في الأمعاء نتيجةً لتناول الجلوتين، ومرض التهاب المفاصل الارتكاسي الذي يتسبب بحدوث العديد من الالتهابات في أماكن مختلفةٍ من الجسم كرد فعلٍ للإصابة بالعدوى، ومن الأمراض أيضاً التي تتسبب بحدوث التقرحات الفموية نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز، ومرض الذئبة الحمامية، وكذلك مرض بهجت.
- بعض أنواع الأدوية.
وسواء كانت التقرحات في اللسان أم في الفم.. كيف نعالجها؟
لا تحتاج تقرحات الفم عادةً للعلاج، وذلك لأنها تُشفى من تلقاء نفسها خلال أسبوعٍ إلى أسبوعين من الزمن، وعادةً ما يهدف العلاج إلى تخفيف الألم والتسريع في شفاء القرحة والتئامها.
كما يساعد على تخفيف الانتفاخ والتقليل من عدم الارتياح الذي ينتج عن التقرحات، ولا بد من التنويه إلى أنه لا يوجد علاجٌ لمنع تكرار ظهور التقرحات نهائياً.
ومن العلاجات الطبية التي تُستخدم في تخفيف أعراض تقرحات الفم ما يلي:
- غسولات الفم التي تحتوي على الكلوروهيكسيدين، ويساعد استخدام هذه الغسولات على تقليل الألم، ومنع تكوّن العدوى مكان التقرح، والتسريع في شفائه.
- المعاجين الواقية والمُهدئة، وتساعد هذه المستحضرات على تغطية التقرحات بشكلٍ مؤقتٍ.
- أقراص الستيرويد المحلاة، حيث تقوم بتخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء، ويُفضل استخدامها فور الإصابة بالتقرحات وكذلك يُمنع استخدامها لمن هم دون الــ 12 من العمر.
- مسكنات الألم الموضعية، والتي تقوم بتخفيف الألم وتُباع دون وصفةٍ طبية، ومن أمثلتها البنزيدامين الذي يُباع محضراً على شكل غسولٍ فمويٍ أو بخاخٍ، وكذلك الليدوكائين الذي يعمل على تخفيف الألم عن طريق تخدير المنطقة المصابة، وأيضاً كولين السَاليسيالات الذي يُباع محضراً على شكل جل.
الألم قد يكون شديداً للغاية فلا تُجدي المسكنات الموضعية معه نفعاً، وعندها يُلجأُ لاستعمال مسكنات الألم غير الموضعية مثل الأقراص المسكنة، والبخاخات التي تحتوي على الستيرويد، وأقراص الستيرويد سواء تلك التي يتم إذابتها في الماء واستخدامها كغسول فموي، أو تلك التي يتم بلعها، ومن الممكن استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية مثل الدوكسيسايكلن.