خبراء بريطانيون يُخططون لتبعات الهجمات الإرهابية مع دول خليجية

وضع المسؤولون الحكوميون البريطانيون، الذين يعملون على الاستعداد للهجمات الإرهابية بالتخطيط المسبق لحملات مواقع التواصل الاجتماعي المصممة لتظهر أنها ردود فعل عفوية شعبية، وضعوا برامج مماثلة لسلسلة من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/28 الساعة 22:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/28 الساعة 22:24 بتوقيت غرينتش
المدينة المنورة في السعودية - Istock

وضع المسؤولون الحكوميون البريطانيون، الذين يعملون على الاستعداد الهجمات الإرهابية بالتخطيط المسبق لحملات مواقع التواصل الاجتماعي المصممة لتظهر أنها ردود فعل عفوية شعبية، وضعوا برامج مماثلة لسلسلة من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتوصَّل موقع Middle East Eye البريطاني، إلى أن المسؤولين عن التخطيط لحالات الطوارئ في المملكة المتحدة يعملون عن كثب مع حكومات المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وثماني دول أخرى.

تأسيس وحدة المخاطر الوطنية في السعودية

وهم يساعدون في وضع خطط للتحضير لمجموعة من الكوارث، منها الهجمات الإرهابية ويشاركون الأساليب المستخدمة حالياً في المملكة المتحدة لتشكيل استجابة الجمهور.

ويتمتع البريطانيون المسؤولون عن التخطيط لحالات الطوارئ بعلاقة وثيقة مع  السعودية تحديداً، إذ ساعدوا في تأسيس هيئة في الديوان الملكي بالرياض تسمى وحدة المخاطر الوطنية.

ويدير هذه الوحدة حالياً ملازم أول في الجيش البريطاني ونائب سابق لرئيس أمانة الطوارئ المدنية (CCS)، وهي هيئة حكومية بريطانية مسؤولة عن إعداد خطط الطوارئ لاستخدامها في المملكة المتحدة.

وفي السنوات الأخيرة، كانت أمانة الطوارئ المدنية تضع خططاً مسبقة الهجمات الإرهابية عبر اختبار الهاشتاغات، واختيار صور إنستغرام، وتصميم ملصقات لتظهر أنها ردود عفوية من أفراد الشعب البريطاني على الهجمات الإرهابية.

"العفوية المُخطط لها" بعد الهجمات الإرهابية

في العمليات التي يطلق عليها بعض القائمين على التخطيط لحالات الطوارئ "العفوية المخطط لها"، يجري التخطيط بحذر أيضاً لبيانات الساسة والتجمعات وفعاليات حوار الأديان، استعداداً لأي هجوم إرهابي.

والغرض من هذه العمليات، وفقاً لعدد من الأشخاص المشاركين في ابتكارها، هو تشكيل وتوجيه ردود أفعال الجمهور، وتشجيع الأفراد على التركيز على الشعور بالوحدة والتعاطف مع الضحايا، بدلاً من الردِّ بالعنف أو الغضب.

وتعتمد العديد من العمليات على خطط وُضعت في المملكة المتحدة لتوجيه الغضب العام، في أعقاب أي هجوم قد يقع في أولمبياد لندن عام 2012.

وعلى الرغم من عدم وقوع أي حادث إرهابي في أولمبياد عام 2012، يُقال إن نُسخاً مختلفة من هذا البرنامج المصمم للتعامل مع الأزمات كانت تُنشر في أعقاب كل هجوم في المملكة المتحدة منذ ذلك الحين.

تشمل الأمثلة التي حدَّدها موقع Middle East Eye نشر ملصقات مُصمَّمة مسبقاً في موقع هجمات جسر لندن، التي وقعت في يونيو/حزيران عام 2017، والتي قُتل فيها ثمانية أشخاص، وتجمع الأئمة من جميع أنحاء البلاد بعد هذا الهجوم نفسه، وحملات على فيسبوك وتويتر وشبكات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية، التي استخدمت في وقت لاحق من ذلك الشهر، بعد وقت قصير من دهس رجل مجموعة من الناس خارج مسجد في شمال لندن بشاحنته، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.

عشرات الدول تستعين بخدمات الشركة البريطانية

ويبدو أن أمانة الطوارئ المدنية تعتبر نفسها رائدة عالمياً في تطوير البرامج التي تهدف إلى تشكيل ردود الفعل الجماهيرية على الإرهاب، وقد وقّعت حكومة المملكة المتحدة عقود تدريب مربحة مع ما يصل إلى 30 دولة حول العالم.

ومع ذلك، قيل إن العديد من شركائها في الخارج شعروا بانزعاج بالغ إزاء استجابة السلطات البريطانية للحريق الذي نشب في برج غرينفيل، المبنى السكني المكون من 24 طابقاً في غربي لندن، الذي غطَّته النيران في يونيو/حزيران عام 2017، وراح ضحيته 72 شخصاً.

إذ أدت الاستجابة المضطربة لتلك الكارثة إلى انهيار ثقة السكان المحليين في كل من الحكومة المحلية والوطنية، وانتهى الأمر بطرد الحشود الغاضبة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من مكان الحادث.

يقول أحد المسؤولين عن التخطيط لحالات الطوارئ في المملكة المتحدة: "وردتنا مكالمات من حكومات مختلفة يقولون فيها: "لقد كنتم هنا قبل أسابيع قليلة لتخبرونا أنكم رواد العالم في التعامل مع هذا النوع من الأمور، كيف تعاملتم بالضبط مع حريق غرينفل؟"

دورات مخصصة باللغة العربية

تساعد عقود التخطيط للطوارئ الخارجية في تمويل كلية الأمانة المدنية للطوارئ في يوركشاير بشمال إنجلترا، وهي منشأة تقول إنها "تقدم خدمات للتعامل مع الأزمات في جميع أنحاء العالم".

تدير الكلية دورات لتعليم المخططين لحالات الطوارئ طريقة "حشد الأعداد الهائلة من مستخدمي الشبكات الاجتماعية لاعتماد تدابير أكثر فاعلية"، وطرق "إشراك أطفال المدارس في (رسالة التصدي للأزمات)".

وقد درّبت الكلية مخططين من 30 دولة، 12 منهم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتقول إنها "تصمم وتقدم دورات مخصصة باللغة العربية للإمارات وقطر والبحرين والسعودية، في المملكة المتحدة وفي تلك البلدان نفسها".

ويدير مدربوها دورات تدريبية تضم أكثر من 350 موظفاً سعودياً وأكثر من 1500 موظف إماراتي.

تحميل المزيد