على الرغم من أنَّ منتخب بنغلاديش لم يتأهل أبداً لكأس العالم، إلا أن البنغلاديشيين يشجعون منتخبات دول أخرى وكأنَّها منتخباتهم، ما يشعل خصومات مريرة في البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، تعارك مشجعو اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار بالأسلحة البيضاء في مدينة بندر، ما أدى إلى إصابة رجل وابنه بجروح خطيرة في الحادث، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، 16 يونيو/حزيران 2018.
وبمناسبة كأس العالم تزدان بنغلاديش، البلد الواقع في جنوب آسيا، بالأعلام وقمصان كرة القدم؛ ففي منطقة ماغورا في العاصمة دكا، صنع خياط علماً ألمانياً بطولٍ يفوق المتر ليُعلِّقه فوق متجره، وحتى عربات الريكشا التقليدية المميزة في بنغلاديش يطليها أصحابها بألوان منتخباتهم المفضَّلة.
ومعظم البنغلاديشيين يدعمون الأرجنتين أو البرازيل، على الرغم من بُعد المسافة بينهم وبين البلدين الواقعين في أميركا الجنوبية وانعدام الروابط بينهم.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يعود تاريخ عشق كرة القدم في بنغلاديش إلى كأس العالم 1982، الذي كان أوَّل مونديال يُبث على الهواء مباشرةً في تلفاز البلاد.
وكان منتخب البرازيل هو معشوق البنغلاديشيين من البداية، لكن هدف دييغو مارادونا الذي ضمن للأرجنتين التتويج باللقب في كأس العالم 1986 جعل للأرجنتين قاعدة جماهيرية كبيرة في بنغلاديش.
منذور حق، وهو رجل أعمال من بنغلاديش، يقول: "البنغاليون عاطفيون جداً، وشعوب أميركا الجنوبية مثلهم تماماً".
تشجيع الخصم يعني الموت أحياناً
وهذه السنة ليست المرة الأولى التي تتطوَّر فيها حمى كأس العالم إلى العنف، ففي العام 2014 ، في مدينة هاتيباندا شمال البلاد، قُتل ميلون حسين البالغ من العمر 18 عاماً عندما اندلع قتالٌ بين مجموعات متنافسة من أنصار الأرجنتين والبرازيل.
وقبل ثماني سنوات، خلال بطولة كأس العالم 2010، اندلعت أعمال شغب عندما توقَّف الإرسال التلفزيوني للمباريات بسبب انقطاع الكهرباء؛ فاضطرت الحكومة إلى إصدار أوامر للمصانع بوقف أعمالها في أوقات المباريات لتجنُّب انقطاع الكهرباء مرةً أخرى.
ويقول محمودور رحمن طليب، وهو طالب من شاتوغرام في جنوب بنغلاديش، والذي يشجع البرازيل بشدةٍ منذ كان في السابعة من عمره: "كل مباراة مهمة". ويتابع: "كأس العالم ليس مجرد بطولة رياضية؛ فهو يغمر البنغلاديشيين بالسعادة، وحتَّى النشوة".
ولكن ليس الجميع متحمسين بالدرجة نفسها؛ فقد منع إمام الحق رئيس جامعة باريسال، الطلاب من رفع أعلام الدول الأجنبية في الحرم الجامعي الواقع في جنوب بنغلاديش؛ إذ يشعر ومعه آخرون أنَّ رفع أعلام دول أجنبية يناقض الوطنية.
ولا يبدو أنَّ هوس كأس العالم يتراجع في بنغلاديش؛ فيقول طليب إنَّ الشيء الوحيد الذي سيكون أكثر إثارةً من مشاهدة البرازيل وهي تُتوَّج بالكأس هذا العام هو مشاهدة منتخب بنغلاديش نفسه يتنافس في البطولة يوماً ما، ويضيف: "هذه هي الأمنية التي ينتظر الجميع هنا أن تتحقَّق".