ضحايا في قصف لا يهدأ على إدلب رغم إعلان روسيا وقفاً لإطلاق النار

تواصل القصف على محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، وقُتل جراءه 10 مدنيين بغارات روسية، استهدفت ليلاً بلدة كفرنبل شمال غرب سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري اليوم الإثنين 20 مايو/أيار 2019.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/20 الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/20 الساعة 13:57 بتوقيت غرينتش
سكان فروا من القصف في إدلب - رويترز

تواصل القصف على محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، وقُتل جراءه 10 مدنيين بغارات روسية، استهدفت ليلاً بلدة كفرنبل التابعة للمحافظة، وفق ما ذكر المرصد السوري اليوم الإثنين 20 مايو/أيار 2019.

وجاء القصف بعد وقت قصير من إعلان موسكو، حليفة نظام بشار الأسد، وقفاً لإطلاق النار من "جانب واحد".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق بيان نقلته وكالات الأنباء في موسكو، الإثنين شنّ الطيران الروسي أمس الأحد "ضربة موجهة" على أطراف البلدة، قالت إنها استهدفت "موقعاً إرهابياً رصدت منه إطلاق قذائف على قاعدة حميميم" التابعة لقواتها في محافظة اللاذقية المجاورة وتمّ اعتراضها، بحسب قولها.

وقال المرصد إن عشرة مدنيين، بينهم خمسة أطفال وأربع نساء، قتلوا جراء غارات روسية استهدفت ليل الأحد بلدة كفرنبل ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي الغربي، واستهدفت إحدى الغارات محيط مشفى في البلدة، ما تسبّب بخروجه من الخدمة.

وروت أم واصل (72 عاماً) التي ارتدت عباءة حمراء وحجاباً يطغى عليه اللون الأسود، أنها نجت من القصف الذي استهدف منزلها وتسبب بدماره جزئياً، إذ كانت تلبي دعوة الى العشاء لدى أقرباء لها. وأضافت "ظنوا أنني تحت الركام.. جئت ليلاً لأجد المنزل خراباً"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية على موقعها الإلكتروني.

ويسكن في إدلب ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين نسمة، منهم كثيرون فروا من مناطق أخرى في سوريا أمام تقدم قوات النظام في السنوات الأخيرة، وقد ساهم اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي العام الماضي، بالحيلولة دون وقوع هجوم شامل على المنطقة، بحسب وكالة رويترز.

3 ملايين نسمة في إدلب جزء منهم فروا من مناطق أخرى بعد هجوم للنظام – رويترز

ولكن على الرغم من هذا الاتفاق، إلا أن القصف على مناطق المعارضة في إدلب لم ينقطع والذي تسبب بأعداد كبيرة من الضحايا، كما لم تتوقف المعارك بشكل كامل.

ومنذ نهاية أبريل/نيسان، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق، وفق المرصد، فيما
أحصت منظمة إنقاذ الطفل في بيان، مقتل 38 طفلاً على الأقل وإصابة 46 آخرين بجروح جراء القصف على شمال غرب سوريا منذ مطلع أبريل/نيسان.

وقالت مديرة المنظمة في سوريا سونيا خوش "يجب حماية المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية من الهجمات". وأضافت أن "الأطفال هم الأكثر عرضة لتأثير الأسلحة المتفجرة ويجب على الأطراف المتحاربة بذل جهد خاص لحمايتهم".

ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 180 ألف شخص إلى النزوح، وفق الأمم المتحدة، التي حذّرت خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الجمعة من خطر حصول "كارثة إنسانيّة" في إدلب، إذا تواصلت أعمال العنف.

مواجهات مستمرة

وعلى وتيرة القصف، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وقوات المعارضة من جهة أخرى في ريف حماه الشمالي المجاورة لإدلب.

وقال ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب: "نحن لن نوقف العمليات القتالية وسنحاول استعادة المناطق التي تقدم إليها الجيش".

وأوضح أن مسلحي المعارضة رفضوا عرض موسكو لوقف إطلاق النار الذي جاء عبر أنقرة، ويريدون أن يتمكن الناس من العودة إلى قراهم، مضيفاً أن القوات الموالية للنظام حاولت التقدم أول أمس في ريف حماة قرب إدلب.

وتمكنت قوات النظام بمساندة من روسيا من استعادة مناطق في ريف حماه، بينها مناطق سهل الغاب وقلعة المضيق، وتحاول هذه القوات تحقيق تقدم آخر أيضاً في آخر المعاقل التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة اللاذقية.

لكن مقاتلي المعارضة السورية لا يزالون يحتفظون بموقع‭‭ ‬‬مهم من سلسلة جبلية في اللاذقية، موطن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وذلك بعدما اضطرت قوات النظام للانسحاب.

وقالت المعارضة إن محاولة الجيش كانت الأحدث ضمن عدة حملات مكلفة للسيطرة على بلدة "كباني"، بعدما شن هجوم الشهر الماضي بدعم جوي روسي لاستعادة السيطرة على الطرق السريعة الرئيسية والممرات التجارية الخاضعة للمعارضة حول محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.

وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني السوري، وهو فصيل للمعارضة يحظى بدعم تركيا، إن "الطرف الذي يسيطر على كباني يضمن وقوع مساحة كبيرة من الأرض في مرمى نيرانه"، مشيراً إلى أن النظام يرغب في السيطرة عليها لحماية القرى الساحلية من قذائف مسلحي المعارضة.

وقال مسؤول من هيئة "تحرير الشام" المنبثقة عن "جبهة النصرة" السابقة، التي كانت فرع "تنظيم القاعدة" في سوريا، إنه جرى استخدام غاز سام في هجوم جيش النظام على موقعهم في المنحدرات الجبلية في محاولة لاسترداد المنطقة.

علامات:
تحميل المزيد