لا تيسِّر أجهزة المنازل الذكية فقط الأعمال المنزلية أو تؤمِّن بيتك، بل يمكنها كذلك مساعدتك في توفير الطاقة والنقود، إذا استعملتها بطريقةٍ صحيحةٍ.
حين تركِّب أجهزة المنازل الذكية باستعمال هاتفٍ ذكيٍّ، يمكنك أن تتحكَّم فيها عن بُعدٍ، أو تضعها على جدولٍ، أو توصِّلها بسماعةٍ خارجيةٍ ذكيةٍ، أو حتى تضبطها لتقوم ببعض المهامِّ من تلقاء نفسها.
ومن خلال منحك مزيداً من التحكُّم في الأشياء المُستهلِكة للطاقة بمنزلك، يمكن أن تكون أجهزة المنازل الذكية جزءاً من خطَّةٍ لتوفير الطاقة.
إليكم بعض الطرق لاستعمال أجهزة المنازل الذكية في ترشيد الطاقة والمياه المهدَرة وكذلك توفير النقود، وفق ما نشرها موقع Wire Cutter الأمريكي.
لإطفاء الأضواء
تُكبح الأضواء الذكية سفَّاحات الطاقة عن طريق إضافة خصائص التحكُّم عن بُعدٍ، والجدولة، وجعل المصابيح العادية أوتوماتيكية.
المصابيح الذكية هي أبسط الطرق لتوفير النقود، لأن كل ما عليك هو تثبيت مصباحٍ كهربائيٍّ.
وجميع المصابيح الذكية هي مصابيح LED، تستهلك طاقةً أقلَّ بنسبة 75% من المصابيح الوهَّاجة، ومع ذلك فهي تدوم مدَّةً أطول بـ25 ضعفاً.
علاوةً على أنها توفِّر مزيداً من الطاقة بإضافة خاصية الإخفات، التي يمكنها أن توفِّر نسبة 40% إضافيةً.
وبإمكان المصابيح أن تعمل بالاستجابة للأجهزة الذكية الأخرى، أو لمستشعرات الحركة، أو لموقعك (ما يُعرَف أيضاً بالمحيط الظاهري geofencing)، وبذلك تعمل بكفاءةٍ دون اضطرارك إلى الوجود بالمنزل لأجل إطفائها.
ومن الخيارات الأخرى، للشخص الذي يجيد توصيل المقابس، مفتاح الإنارة الحائطي الذكي، الذي يحلُّ محلَّ مفتاح إنارتك العاديِّ للتحكُّم في المصابيح.
مثلاً، يحرص خافت Lutron Caséta الحائطي على أن يكون الطريق مُضاءً أوتوماتيكياً إذا ما مشي أحدهم فيه، ثم يطفئ الأنوار حالما تتوقف الحركة، لكيلا يظلَّ مُضاءً طوال اليوم.
أما إذا كنت متمسِّكاً بالمصابيح والمفاتيح التي تملكها بالفعل، فالمقبس الذكي يوفّر وظائف جداول الإضاءة والإطفاء ذاتها للمصابيح والأدوات الصغيرة، وما زال بوسعك إضافة مصابيح LED عاديةً موفِّرةً للاستهلاك.
ويوفِّر المقبس الذكيُّ طريقةً غير مكلِّفةٍ للتحكُّم في الأضواء، إذ يبلغ سعر Wemo Mini 30 دولاراً للمصباح.
وكذلك فإن المقابس الذكية رائعةٌ في التحكُّم بأنوار زينة الأعياد.
أجهزة المنازل الذكية لترشيد المياه
وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية، يبلغ حجم التسريبات المنزلية اليومية نحو 3.7 تريليون من المياه المهدَرة سنوياً، أي ما يساوي أكثر من 1.500 حمام سباحةٍ أولمبيٍّ.
من الطرق السهلة لرصد ما تحت الأحواض، ووراء مقاعد المرحاض، وحول غسَّالات الملابس، ونقاط التسريب المحتَمَلة الأخرى هي تركيب مُستشعر تسريباتٍ ذكيٍّ.
وحين يكتشف المستشعر وجود تسريبٍ ما، يُرسِل إنذاراً إلى الهاتف الذكي لكي تعالج المشكلة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
أما إذا أردت حلاً أكثر شمولاً، أو إذا كنت تملك بيتاً ثانياً، فإن Flo by Moen وPhyn Plus هما صماما مياهٍ ذكيَّان يُركَّبان على ماسورتك الرئيسة ويستطيعان الاستشعار وإنذارك بأصغر التسريبات، حتى ولو كان صنبوراً تنزل منه القطرات.
وحين يكتشفان انفجاراً في الأنابيب أو مرحاضاً يُنظَّف بدفق الماء من تلقاء نفسه، بإمكانهما إغلاق المياه لمنع حدوث كارثةٍ.
تستطيع أجهزة التحكُّم الذكية بالرشاشات في المياه المهدَرة بالخارج، من خلال تنظيم الكمية التي تستعملها لريِّ عُشبِك أو حديقتك، بناءً على درجة رطوبة تربتك وحتى أنواع النباتات.
ونرشِّح لك جهاز Rachio 3 الذكي للتحكم في الرشاشات، لأنه يستعين بأخبار الطقس المحلية من على الويب لضبط الجداول أوتوماتيكياً، لكيلا تكون من أولئك الأشخاص الذين يَسقون عُشبَهم قُبَيل عاصفةٍ مطريةٍ (أو في أثنائها).
أما إذا لم تكن تملك نظام رشٍّ تحت الأرض، فإن أجهزة التحكُّم الذكية في الصنابير تعمل مع الرشاشات الاعتيادية أو الخراطيم.
للحدِّ من آثار التبريد والتسخين
تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن المصدر الرئيس لاستهلاك الكهرباء في البيوت الأمريكية هو المراوِح ومكيِّفات الهواء، إذ تُنفِق بعض البيوت عليها ما يزيد على 525 دولاراً سنوياً.
لذلك فإن منظِّم الحرارة الذكيَّ يتولَّى ضبط تسخين بيتك وتبريده، لكيلا تُهدِر أي كهرباءٍ أو وقودٍ.
من الخيارات Nest Thermostat E، وهو منظِّم حرارةٍ يمكن أن يضبط درجات الحرارة أوتوماتيكياً على المستويات المُثلَى بناءً على عاداتك، والموقع، والمدَّة اللازمة لتبريد منزلك.
وحين تغادر المنزل، يضبط درجات الحرارة لتفادي تشغيل مكيِّف الهواء أو المدفأة طوال اليوم.
ويُعيد تشغيل النظام قُبَيل عودتك إلى المنزل، لكيلا تصل في شهور الصيف، لتجد نفسك في فُرنٍ (وتتحسَّر على ترشيدك في استهلاك الطاقة).
إذا لم يكن لديك نظام تهويةٍ مركزيٌّ، فإما مكيِّف هواءٍ ذكيٌّ وإما وحدة نافذةٍ اعتياديةٌ ذات مقبسٍ ذكيٍّ بوسعهما منحك مزيداً من التحكُّم، لكيلا تُهدِر الهواء البارد عندما لا يكون هناك أحد في المنزل.
ومن الخيارات الأخرى الرائعة مروحة سقفٍ ذكية.
تقول وزارة الطاقة الأمريكية إن مراوح السقف تسمح لك برفع منظِّم الحرارة بمقدار نحو 4 درجات فهرنهايت دون ملاحظة أي فارقٍ.
وتحتوي المراوح الذكية على مستشعرات حركةٍ لأجل أن تعمل وأنت في المكان فقط، ويمكنها أيضاً الاتِّصال بمنظِّمات الحرارة، لتوفير أكبر قدرٍ ممكنٍ من الطاقة.
قتل الطاقة مصاصة الدماء
عديد من الأدوات والأجهزة الكهربائية -منها سماعات الحاسبات، وأجهزة التلفاز، وآلات إعداد القهوة، وأكثر- تستمرُّ في سحب الطاقة حتى وهي غير مستخدَمةٍ، في ظاهرةٍ تُعرف بالطاقة "مصاصة الدماء" أو الطاقة السرابية.
وبحسب مقالٍ صادرٍ في صحيفة The New York Times عام 2016، يساوي الإجمالي السنوي لكل مصاصات الدماء هذه كهرباء قادرةً على تشغيل 50 محطَّةً كبيرةً لتوليد الطاقة.
لكن المقابس الذكية مثل Monoprice Stitch Mini (الأرخص ثمناً) ترصد استهلاك الطاقة لأي جهازٍ توصِّله على الفور.
وإذا كنت بحاجةٍ إلى تشغيل عدَّة أشياء مختلفةٍ، فيمكنك تجربة توصيلةٍ كهربيةٍ مثل توصيلة TP-Link HS300 Kasa Smart Wi-Fi القادرة على تشغيل ستَّة أجهزةٍ منفصلةٍ بحدٍّ أقصى.
فقط وصِّل أياً من الأجهزة كثيفة الاستهلاك للطاقة -تلفازك البلازما القديم أو مدفأة صغيرة- واضبط جدول التوصيلة، لقطع الكهرباء تماماً في أثناء عدم استخدام الجهاز.
لن يكون التوفير المنفصل في التكلفة عالياً، لكنه سيسهم في ذلك إلى جانب طرق ترشيد الطاقة الأخرى.