ينبغي على النساء أن يقلقن حيال وزن ما قبل الحمل أكثر من أي وزن يكتسبِنه أثناء الحمل، هذا ما تشير إليه دراسة جديدة نُشرت يوم الثلاثاء 7 مايو/أيار.
ذلك لأن المضاعفات التي تحدث أثناء الحمل تكون احتمالية حدوثها بين النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة أعلى بكثير من النساء ذوات الوزن الطبيعي اللائي يكتسبن بعض الكيلوغرامات أثناء الحمل.
وكانت مخاطر وقوع مضاعفات، مثل تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وسكري الحمل والولادة القيصرية والولادة المبكرة، في أعلى مستوياتها بين النساء اللائي كنَّ زائدات الوزن عند الحمل واكتسبن وزناً زائداً أثناءه.
ووجد باحثون من هولندا أن 34% من النساء ذوات الوزن الطبيعي عانين مضاعفات الحمل، مقارنة بأكثر من 60% من النساء اللائي كنَّ يعانين من السمنة المفرطة عندما أصبحن حوامل.
علاوة على ذلك، فإن 90% من النساء اللائي كنَّ يعانين من سمنة مفرطة واكتسبن زيادة كبيرة في الوزن أثناء الحمل، تعرضن لمضاعفات، وفقاً للدراسة، التي قادتها الدكتورة رومي غيلارد، الأستاذة المساعدة في قسم طب الأطفال في المركز الطبي لجامعة إراسموس إم سي في روتردام بهولندا.
وزن ما قبل الحمل يؤثر على الصحة
استندت الدراسة إلى تحليل بيانات من أكثر من 190 ألف أم وطفلها في أوروبا والولايات المتحدة.
وقالت غيلارد لموقع Healthline: "لقد فوجئنا بشدة بهذه النسب العالية من مضاعفات الحمل التي تعتمد على وزن المرأة قبل الحمل".
وتابعت: "بدلاً من التركيز على زيادة وزن الأم أثناء الحمل، هناك حاجة إلى استراتيجيات لتحسين وزن الأم قبل بداية الحمل لتحسين نتائج الحمل".
تركز العديد من التدخلات الحالية على التحكم في زيادة الوزن، بدءاً من النصف الثاني من الحمل وما بعده. هذه التدخلات، كما تقول غيلارد، أسفرت عن نتائج مخيبة للآمال.
السمنة بين الأمهات شائعة
حوالي 1 من كل 4 نساء في الولايات المتحدة تعاني من السمنة المفرطة قبل الحمل، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقالت غيلارد: "تؤكد الدراسة على أهمية تحسين مؤشر كتلة جسم الأم، قبل بداية الحمل".
وأضافت: "بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحمل، فإن السعي للوصول إلى وزن صحي قبل بدء حملهن، بدلاً من التركيز فقط على زيادة وزنهن أثناء الحمل، سيكون مفيداً، لأن هذا قد يقلل من خطر مضاعفات الحمل".
وصرَّح الدكتور مايكل كاكوفيتش، أستاذ أمراض النساء والتوليد بمركز Wexner الطبي بجامعة ولاية أوهايو، أنه على الرغم من أن النتائج "مفيدة لنصح الأشخاص الذين نراهم في وقت مبكر، فإن المشكلة تكمن في أنه بمجرد حملهن فلا يوجد شيء يمكنهن فعله به حيال ذلك، لأننا نعتبر فقدان الوزن أثناء الحمل غير آمن".
يجب خسارة ما بين 6 إلى 14 كلغ فقط
يقول كاكوفيتش إنه حتى النساء اللائي يعانين من السمنة المفرطة، أي يتراوج وزنهن بين 180 و270 كغم، لا يُنصحن بفقدان أكثر من 14 أو 6 كغم بمجرد الحمل.
يقول الخبراء إن أطباء الرعاية الصحية الأولية وأطباء النساء يعتبرون في أفضل وضع للعمل مع النساء لتحقيق وزن صحي قبل الحمل.
وقالت الدكتورة نويليا زورك، اختصاصية طب الأمومة والأجنة في مركز Irving الطبي بجامعة New York-Presbyterian/Columbia: "عندما أرى امرأة تخطط لتصبح حاملاً، أوصيها دائماً بأن تقارب قدر الإمكان مؤشر كتلة جسمها الطبيعية، قبل محاولة الحمل".
وتضيف: "في أول زيارة لرعاية ما قبل الولادة، نناقش أهدافها الخاصة بزيادة الوزن لهذا الحمل بناءً على مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل. إذا كانت المرأة تخطط للحمل في الأشهر القليلة المقبلة، فإنني أوصيها بخسارة 10 إلى 15 رطلاً (4 إلى 6 كغم) قبل محاولة الحمل".
وتتابع: "حتى خسارة بسيطة للوزن يمكن أن تساعد في تحسين نتائج الحمل".
بعض الوزن الزائد مفيد للطفل
يقول الباحثون القائمون على الدراسة إن زيادة الوزن أثناء الحمل، التي تحدث بسبب نمو الجنين والمشيمة، وتدفق السوائل، وتراكم الدهون لدى الأمهات "ضرورية لضمان نمو صحي للجنين".
زيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن تكون لها عواقب صحية، لكنها، على وجه الخصوص عندما تقارن بالنساء اللائي كن مصابات بالسمنة من قبل، يبدو أن "تأثير زيادة الوزن أثناء الحمل على هذه المخاطر ضئيل نسبياً".
معهد الطب (IOM) نشر إرشادات حول زيادة الوزن المُثلى أثناء الحمل.
إذ تُنصح النساء اللائي يعتبرن دون الوزن المناسب، أي أن مؤشر كتلة الجسم لديهم من 18.5 أو أقل، بزيادة وزنهم من 13 إلى 18 كغم.
أما ذوات الوزن الطبيعي، اللائي يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهن من 18.5 إلى 24.9، فيطلب منهن أن يزدن ما بين 11 و16 كغم.
يجب أن تزيد النساء اللائي يعانين من زيادة الوزن، اللائي يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهن من 25.0 إلى 29.9، ما بين 7 و11 كغم، وفقاً للإرشادات، بينما يجب على النساء المصابات بالسمنة، اللاتي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهن 30 فأكثر، أن يزدن من 5 إلى 9 كغم أثناء الحمل.