كشفت مجلة Vanity Fair الأمريكية أن مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، توجه إلى مقر الكونغرس (الكابيتول)، الثلاثاء 14 مايو/أيار 2019، والتقى بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ليجيب عن أسئلتهم عن الخطة الجديدة التي يعدها حول الهجرة إلى الولايات المتحدة. وكما هو متوقع، الرجل الذي كان يحاول تصوير انعدام خبرته السياسية على أنها "نقطة قوة" لم يبلِ بلاءً حسناً.
جاريد كوشنر فشل في إقناع الكونغرس بخطته عن الهجرة لأمريكا
حيث نشرت صحيفة The Washington Post، على لسان بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الذين كانوا حاضرين أثناء مأدبة العمل، إنَّ كوشنر وجد صعوبة في الإجابة عن أسئلتهم حول مقترحه، وظل زميله المستشار السياسي لترامب، ستيفن ميللر، يقاطعه باستمرار لسد الثغرات.
ونقلت الصحيفة الأمريكية على لسان أحد المصادر، الذين لم تذكر اسمهم أن "(كوشنر) في عالمه الخاص الصغير. لم يعطِ الكثير من التفاصيل حول محتويات (خطته).. وفي بعض الأحيان، اضطر آخرون إلى التدخل والرد على الأسئلة لأنه لم يستطع".
وتقوم خطة كوشنر للهجرة على مراجعة نظام الهجرة القانوني الأمريكي وتعديله إن لزم، مع الإبقاء على إجمالي عدد تصاريح الإقامة الدائمة التي تصدر في الولايات المتحدة ثابتاً وفي الوقت نفسه تحديد أهمية المهاجر وفقاً لمهاراته وخلفيته التعليمية، بدلاً من الروابط الأسرية التي يمتلكها في الدولة. وسيتعين على المهاجرين المحتملين الخضوع لامتحان الجنسية قبل تقييمهم وفقاً لنظام من النقاط لتحديد مدى استحقاقهم.
وظهر جاريد مثل الشخص الذي لا يستطيع الخروج عن النص
وعلى الرغم من أنَّ كوشنر يحمل تفاصيل الخطة معه في كل مكان، بمساعدة عرض باور بوينت وُصِف بأنه "مبسط لحدٍ يبعث على الضحك"، فمن الواضح أنه لا يؤدِ جيداً حين يخرج عن النص، حتى وإن كان ذلك وسط حضور ودي من أعضاء الحزب الجمهوري.
ووفقاً لصحيفة The Washington Post، تعثر كوشنر في الرد على أسئلة عضوي مجلس الشيوخ جون كورنين وسوزان كولينز، التي تمحورت حول كيفية تعامل الخطة مع المهاجرين غير المسجلين.
حتى أن سوزان كولينز عضو مجلس الشيوخ ظلت تسأل تحديداً عن برنامج "العمل المؤجّل للطفولة الوافدة" المعروف اختصاراً بـ (داكا)، وهو ما أجاب كوشنر عليه قائلاً إنَّ خطته لا تتعامل مع هذا البرنامج، لكن تركز في المقابل على كيفية "لمّ الشمل".
من جانبه، قالت كولينز، في تصريح لـ The Washington Post: "أشعر بالقلق حول مصير الشباب الذين يشملهم برنامج داكا، إذ لا يمكن استبعادهم من أي صفقة بشأن الهجرة".
وبينما كان من المفترض أن يعكس حضور كوشنر وميللر، الأكثر تشدداً من رفيقه، غداء العمل معاً "الاتحاد" بين فصائل البيت الأبيض المختلفة، إلا أنَّ أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين نوهوا إلى أنهم لم يروا هذا الثنائي على أنه جبهة موحدة. وقال أحد المصادر: "قاطعه ميللر كثيراً".
وحاول كوشنر استخدام قلة خبرته كعنصر قوة في شخصيته لكنه فشل
ولا يستحث تقرير The Washington Post حول لقاء أعضاء مجلس الشيوخ على الثقة بقدرة كوشنر على تولي نظام الهجرة، وهو ما يحاول أن يتعامل معه بالطبع إلى جانب ملفات أخرى "بسيطة" مثل أزمة تفشي الأفيون في الولايات المتحدة، والتجارة، والسلام في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأنَّ كوشنر كان يحاول الادعاء أن افتقاره للخبرة يجعله "متحرراً من التصورات المسبقة"، يشير أداؤه الرديء إلى أنه لا يجب أن "يستخف بأهمية الخبرة بجراءة"، مثلما قال عنه روب ستالوف من Washington Institute.
ولا يوجد شك أنَّ أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يرون أنَّ خطة كوشنر المدللة غير قابلة للتطبيق، أو حصد ما يكفي من أصوات الديمقراطيين لتمرير الخطة في الوقت الذي لا تلقى فيه دعماً واسعاً بين أوساط الجمهوريين أنفسهم.
وحين سُئل السيناتور كيفن كريمر عقب الاجتماع، كيف يمكن للجمهوريين إقناع الديمقراطيين بتمرير الخطة، أجاب: "علينا أولاً أن نحمل هؤلاء الرفاق على الموافقة"، في إشارة للجمهوريين.
ولن يمثل الفشل المحتمل للخطة مفاجأة كبرى. إذ يبدو من جميع الجهود التي يبذلها كوشنر على الساحة السياسية، أنَّ موهبته الأساسية هي التلاعب بالحكومات الأجنبية والمُشرّعين الذين، مثلما قال سيناتور جمهوري لصحيفة Politico، يرغبون في "الحصول على دعم حماه".
وفي هذا الصدد، لفتت Politico، الإثنين 13 مايو/أيار، قبل غداء العمل الفاشل في مجلس الشيوخ، إلى أنَّ كوشنر يتقبل ذلك؛ إذ لم يضع لنفسه معايير عالية ترمي إلى النجاح، بقدر ما يستهدف تحقيق الفشل بطريقة فريدة. إذ قال كوشنر للكاتب روبرت ستالوف في حدث مؤخراً: "إذا كنا سنفشل، فلا نرغب في أن نفعل ذلك بنفس الطريقة التي حدثت بالماضي. ونأمل أن يثير ذلك المناقشات ويحفز أفكاراً".