تبدأ شركة إنستغرام تجربة جديدة تمنع مستخدميها من رؤية عدد الإعجابات على المنشورات، لدراسة تأثير الأمر على الصحة النفسية عند إزالة الضغوط الناتجة عن حصر الإعجابات.
التجربة تطبَّق في كندا فقط، وقال آدم موسيري، رئيس إنستغرام، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2019، خلال مؤتمر فيسبوك F8 السنوي: "نريد ألا يقلق المستخدمون بشأن عدد مرات الإعجاب التي يحصلون عليها على إنستغرام، وقضاء وقت أطول في التواصل مع الأشخاص الذي يهتمون بأمرهم".
عدد الإعجابات يصيب بالكآبة
المقارنات الاجتماعية على المنصات، مثل إنستغرام وفيسبوك، قد تكون مجهدة ومسبِّبة للتوتر، خاصة لدى الشباب.
قد يشعر المستخدمون بالضيق، بكل تأكيد، عند المقارنة المستمرة لحياتهم أو جاذبيتهم الجسدية مع الآخرين بناء على الصور المنشورة.
ولكنهم قد يشعرون بكآبة أكبر عندما ينشرون محتوى يحصل على عدد قليل نسبياً من الإعجابات.
إنستغرام تحصر رؤية الإعجابات بمنشورات صاحبها فقط
في هذه التجربة الجديدة، سيظل المستخدمون قادرين على رؤية عدد مرات الإعجاب على منشوراتهم فقط، دون منشورات الآخرين، وفق ما أوضحه موقع Think Big الأمريكي.
وفي حوار لراندي بريلوك، أستاذ وعميد جامعة بيس، التي تركز على الوسائط الاجتماعية والتسويق الهاتفي، لمحطة CNN، قالت: "هذا أمر رائع، لأن ذلك لن يسلط الضوء على مستويات الشعبية التي ينظر بها بعض الشباب إلى بعض. ولكنهم يظلون قادرين على رؤية عدد مرات الإعجاب على منشوراتهم الخاصة، وهو ما سيمثّل لهم حافزاً، ويخلق من جديد شعوراً بالمنافسة للحصول على تلك (الإعجابات). لذا، لا يعد ذلك حلاً كاملاً أو شاملاً للمشكلة".
ولكنها ليست حلاً للتنمر أو الربح المالي
وأظهرت دراسةٌ عام 2017، أن منصة إنستغرام لها تأثير نفسي سلبي أكبر على المستخدمين من أي منصة وسائط اجتماعية أخرى، وعلى الفتيات بشكل خاص.
ومن خلال إخفاء عدد "الإعجابات" التي تحصل عليها المنشورات، قد يشعر مستخدمو إنستغرام بضغط أقل تجاه نشر المحتوى.
ولكن ذلك لن يتعامل مع مشكلة المقارنات الاجتماعية التي نشأت نتيجة استخدام مثل تلك المنصات، وضمن ذلك الإقصاءُ الاجتماعي، والتنمر، والخوف من الإقصاء، والشعور بعدم اللياقة الجسدية، نتيجة انتشار "فلاتر" صور السيلفي في كل مكان.
ومن الناحية الاقتصادية، تكسب فئة "المؤثرون" على إنستغرام أموالاً كثيرة من خلال نشر محتوى دعائي، ويتم تعويضهم غالباً بناء على عدد "الإعجابات" التي تحصل عليها منشوراتهم.
لذا قد يؤدي حذف قابلية عرض عدد "الإعجابات" إلى تغيّر طريقة التفاعل مع المحتوى.
فهل تضحي إنستغرام بالأموال لقاء راحة مستخدميها النفسية؟
وقالت كاميو لي، المديرة التنفيذية لمنصة التسويق Activate، لشبكة CNN: "سيخلق ذلك بعض أوجه القصور على المدى القريب، في كيفية إنجاز مثل تلك الصفقات. ولكن على المدى الطويل، سيكتشف المجال بنفسه كيفية التعامل مع الأمر. حيث سينتقل الانتباه إلى بعض الأمور والعوامل الأخرى".
لكن ماذا ستفعل إنستغرام إذا وجدت أن المستخدمين يفضلون عدم إظهار عدد "الإعجابات"، ثم اكتشفت أن ذلك سيضر بأرباحها؟
بينما تصارع الشركات الكبرى المالكة للمنصات الاجتماعية مع مجموعة متزايدة من الأبحاث "القديمة والجديدة" التي تؤكد الآثار النفسية الضارة لتلك المنصات، يظل من غير الواضح مقدار التضحية المادية التي قد تقْدم عليها هذه الشركات لجعل خدماتها أكثر قابلية للاستخدام بشكل "صحي".