تجنب مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في حديثه الأحد 5 مايو/أيار 2019، الإشارة إلى ما إذا كانت إدارة ترامب ستفرض العقوبات المستهدفة على الصين بسبب الاعتقال الجماعي للمسلمين، في إشارة أخرى على شلل الإدارة في هذه القضية نقلاً عن صحيفة The New York Times الأمريكية.
وسُئل بومبيو في برنامج Face the Nation على قناة CBS News الأمريكية ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد تعاقب المسؤولين الصينيين على اعتقال مئات الآلاف أو الملايين من الأقلية العرقية المسلمة في معسكرات شينجيانغ، وهي منطقة متسعة في شمالي غرب الصين.
أفادت تقارير صحيفة The New York Times الأمريكية السبت 4 مايو/أيار 2019، أنه بعد أشهر من النقاش، علق المسؤولون الأمريكيون العقوبات المستهدفة المقترحة خوفاً من تعريض المباحثات التجارية الجارية للخطر، ولا يرغبون في إثارة القضية في المباحثات.
بومبيو أثار مسألة حقوق الإنسان لكن ماذا عن العقوبات؟
وأُثيرت سابقاً القضية على قناة CBS، وقال بومبيو وقتها إنه أثار مسألة حقوق الإنسان "في العديد من المحادثات" مع وانغ يي وزير الخارجية الصيني، ومسؤولين آخرين. لكنه لم يرد على أي سؤال بشأن أي تحركات محتملة تتعلق بالعقوبات.
انتقد بومبيو المعسكرات وقال في الأسبوع الماضي على قناة Fox News الأمريكية، إن استخدامها "أعاد لنا ذكريات ثلاثينيات القرن العشرين".
لكن وزارة الخارجية لم تنجح في دفع العقوبات المقترحة. في خريف 2018، أعد المسؤولون الأمريكيون مسودة سياسة لفرض عقوبات على مسؤولين صينيين وشركات معينة، بشأن المعسكرات، استناداً لقانون ماغنيتسكي الدولي، لكن هذه السياسة لم تنجح في النجاة من عملية المراجعة المشتركة بين الوكالات الحكومية.
وفي حين أن وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أقرَّا الدعوى، أعربت وزارة المالية عن مخاوفها فيما يتعلق بتأثيراتها على المباحثات التجارية، طبقاً لما قاله المسؤولون الأمريكيين. كان ستيفن منشن، وزير المالية الأمريكية مؤيداً لتدعيم الروابط التجارية القوية مع الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ترامب يهدد برفع التعريفات الجمركية
ويلتقي المفاوضون التجاريون من الجانبيين هذا الأسبوع في واشنطن، وقد يختتمون المحادثات. الأحد 5 مايو/أيار 2019، هدد الرئيس ترامب برفع التعريفات الجمركية، في خطوة يبدو أنها كانت تهدف لإجبار الصين على القبول السريع باتفاق ما.
قال بومبيو دفاعاً عن أسلوب الإدارة في التعامل مع الصين إن ترامب حارب "التجاوزات التجارية الضخمة" التي ترتكبها الصين وكان يعمل على إنهاء سرقات الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا الذي تنتهجه الشركات الصينية والحكومة.
لكن، مع استمرار المحادثات التجارية، أصبح من الواضح أن النتيجة النهائية لن تنظر على الأغلب في القضايا المهمة مثل سرقة الصين للإنترنت، والإعانات الحكومية، والقوانين المتعلقة بتجارة البيانات. يقول علماء الاقتصاد إن عجز الميزان التجاري، الذي يركز عليه ترامب، لا يحظى بذات الأهمية تقريباً مثل هذه القضايا الأخرى.
غياب العقوبات أحبط نواباً ديمقراطيين وجمهوريين
عبر نواب ديمقراطيون وجمهوريون عن إحباطهم من غياب العقوبات من جانب إدارة ترامب بخصوص مسألة اعتقال الصين للمسلمين، الذين هم في الأغلب من طائفة الإيغور الناطقة بالتركية.
فقد كانوا يدفعون منذ 2018 من أجل عقوبات اقتصادية على كبار المسؤولين، مثل تشن قانغو، عضو المكتب السياسي ورئيس حزب شينجيانغ.
والجمعة 3 مايو/أيار، قال السيناتور ماركو روبيو، النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا لصحيفة The Times "الكلمات وحدها لا تكفي".
ووجهت أيضاً مارغريت برينان مضيفة برنامج Face The Nation سؤالاً لبومبيو الأحد 5 مايو/أيار 2019 حول سبب الاختلاف في تقديرات وزارة الخارجية والبنتاغون لأرقام المعتقلين، وفي توصيف المعسكرات.
وقال بومبيو إن مراكز الاعتقال "معسكرات إعادة تعليم" تحتجز ما يصل لمليون شخص. والجمعة 3 مايو/أيار 2019 قال راندال شريفر، مساعد وزير الدفاع للصحفيين إنه يعتبر المراكز "معسكرات حشد عسكري" تضم "مليون مواطن على الأقل، لكن الرقم على الأغلب يقترب من ثلاثة ملايين".
لقد كان أكبر تقدير لأرقام المعتقلين من أي مسؤول حتى الآن. قالت جماعات حقوق الإنسان إن الرقم يتراوح من مئات الآلاف إلى أكثر من مليون شخص.
وعلى الرغم من الفرق الواضح في التقديرات، قال بومبيو إنه لا يوجد فارق بين تقديرات وزارة الدفاع ووزارة الخارجية.
وقال: "لا داعي لنتلاعب بالألفاظ" وأضاف: "لا يوجد تناقض".