تهديدات بالقتل ضد شاب ألقى مخفوق الحليب في وجه مرشح بريطاني

لم يكن يدري دانيال محمود، الشاب المغمور الذي لا يكاد يعرفه أحد، بأن سيكون نجم مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركته الخميس 2 مايو/أيَّار في مظاهرة احتجاجية، وقيامه برمي مخفوق الحليب على رأس تومي روبنسون مؤسس "رابطة الدفاع الإنجليزية"، أثناء حملته الانتخابية التي يريد منها أن يكون عضواً في البرلمان الأوروبي عن شمال غرب إنجلترا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/05 الساعة 20:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/05 الساعة 20:52 بتوقيت غرينتش
تومي روبنسون مؤسس "رابطة الدفاع الإنجليزية"/ مواقع التواصل

لم يكن يدري دانيال محمود، الشاب المغمور الذي لا يكاد يعرفه أحد، بأن سيكون نجم مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركته الخميس 2 مايو/أيَّار في مظاهرة احتجاجية، وقيامه برمي مخفوق الحليب على رأس تومي روبنسون مؤسس "رابطة الدفاع الإنجليزية"، أثناء حملته الانتخابية التي يريد منها أن يكون عضواً في البرلمان الأوروبي عن شمال غرب إنجلترا.

شاب يشارك في مظاهرة ضد تومي روبنسون ويتلقى تهديدات بالقتل

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، عندما انطلق دانيال محمود من بلدة بلاكبيرن إلى بلدة وارينغتون في مقاطعة شيشاير غرب بريطانيا لعقد اجتماع مع أخصائي صحة مهنية حيث يعمل الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، مستشاراً تحت التدريب لخدمات العملاء، إلا أن قدمه ساقته للمشاركة في مظاهرة.

وبعد انتشار الفيديو الخاص بدانيال محمود وهو يشارك في المظاهرة، أصبح مع الظهيرة، نجماً  يشار إليه بالبنان.

حيث قال لصحيفة Observer البريطانية في حديث عبر مكالمة فيديو من منزله، حيث يعيش مع أمه وأبيه وأربعة من إخوته، إنه لا يزال في حالة صدمة، "أنا شخص ضئيل، لم أكن أتوقع هذه الشهرة ولا أريدها، أتلقى تهديدات بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا قلق من استهدافي أنا وعائلتي".

يقول محمود إنه كان يسير في ساحة البلدة، عندما دُعي للانضمام إلى المتظاهرين الذين ينتظرون لقاء مؤسس "رابطة الدفاع الإنجليزية" روبنسون -اسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون.

ويضيف: "كان هناك مستشار محلي.. مع UAF (اتحدوا ضد الفاشية)، وأوضح لي أن تومي قادم إلى البلدة، وأنه يسعى ليكون عضواً في البرلمان الأوروبي، وأنهم سيقولون له إنه غير مرحب به. كان لدي يوم راحة وبعض الوقت قبل مقابلتي، وطلب مني أن أنضم إليهم، لذلك فعلت"، يهز محمود رأسه، قائلاً: "كنت الشخص الآسيوي الوحيد هناك، ظلَّ كلُّ هؤلاء الأشخاص من UAF يحتضنونني ويخبرونني أنني شجاع لوقوفي معهم".

وقد تعرض محمود للإهانة من روبنسون ومرافقيه

حيث يتذكر محمود أن روبنسون وصل في شاحنة من طراز مرسيدس، ومن هنا ازدادت الأمور سخونة. يدعي محمود أن روبنسون ومرافقيه استهدفوه، وقال: "عندما تقدم نحوي، سألني إن كنت أعتقد أنه عنصري؟ فأجبت: نعم، فقال لي: هل تعرف أن 80% من عصابات استمالة الأطفال لاستغلالهم جنسياً هم من المسلمين؟ وكان ردي: هذه إحصائية خاطئة، وماذا عن بيض البشرة الذين يستغلون الأطفال جنسياً؟ لماذا لا يُسمون عصابات استمالة مسيحية؟ وعندها غضب وبدأ في إساءة التصرف".

يقول محمود إنه تعرض للدفع والإساءة عدة مرات مضيفاً: "لقد انضممت إلى المتظاهرين الذين أخبروه بأنه حثالة، أعترف بذلك، لكنهم (مؤيديه) كانوا عدوانيين حقاً"، زاعماً أن البعض كانوا يصرخون بإهانة عنصرية ضده ويصفونه بأنه مشتهي الأطفال، إرهابي ويقول محمود إنه أبلغ الشرطة بالحادث وغادر للذهاب إلى مقابلته.

وأضاف: "رافقني أحد أعضاء UAF إلى مقابلتي لأننا كنا نعلم أنه من الخطر بالنسبة لي أن أذهب بمفردي. قال لي رجل الشرطة أن أتصل بالرقم 999 على الفور إذا تبعني أحدهم". وتوقَّع محمود أنه بحلول وقت متأخر بعد الظهيرة، سيكون الميدان خالياً من الحشود، ويمكنه العودة بهدوء إلى محطة القطار. لكنه قوبل بروبنسون وأنصاره.

ما دفعه إلى إلقاء مخفوق الحليب على وجه روبنسون ثم هرب

حيث قال دانيال محمود: "جاؤوا يركضون ورائي. في تلك اللحظة كنت خائفاً على حياتي. بدوت هادئاً لكنني علمت أنني سوف أتعرض للضرب مهما كانت النتيجة. قال إنني ربما اعتديت على امرأة، وهذا غير صحيح. قال إنني كنت عدوانياً وإنني لا أصلح لشيء، لذا ألقيت مخفوق الحليب على وجهه وتملصت".

في اللقطات التي انتشرت على نطاق واسع، وجه روبنسون وابلاً من اللكمات إلى رأس محمود قبل أن يبعد عنه. يقول محمود إن أحد رجال الشرطة حماه من التعرض للمزيد من الضرب، ثم أوصله لاحقاً إلى محطة القطار. قالت شرطة شيشاير في وقت لاحق، إنها تحقق في حادثة إثر ادعاء بالاعتداء.

قال محمود: "ذهبت مباشرة إلى المنزل، ثم إلى المستشفى لمدة أربع ساعات"، وأضاف: "أصبت بكدمات وجروح على ظهري وإصابة بسيطة في الرأس. حتى عندما كنت في المستشفى، كان الناس يحدقون فيّ أو يلتقطون الصور، وظللت أفكر 'ماذا لو كان أحدهم من مؤيدي تومي روبنسون؟ ماذا لو أتوا إلي؟'".

ورغم أن روبنسون يستعد للانتخابات إلا أن حملته تتسبب في مشاكل كثيرة

حيث كان أسبوعاً مضطرباً بالنسبة لروبنسون. فقد سجلت معركتان أخريان في وارينغتون، حيث نُقِلَ اثنان من النشطاء إلى المستشفى، وصور داني توماس، منظم حملة روبنسون، وهو يصيح برجل ويفتعل شجاراً.

ويستعد روبنسون لخوض الانتخابات الأوروبية في وقتٍ لاحق من هذا الشهر، عبر القيام بجولة في البلدات الشمالية. في سالفورد، تعرض للإهانة من قبل امرأة أخبرته بأنه "يثرثر هراءً قديماً"، وقد أغرق حتى الآن باللبن المخفوق مرتين: أولاً في بوري، ثم في وارينغتون، على يد محمود.

ويوم الجمعة، صُور أحد أنصار روبنسون من اليمين المتطرف وهو يهدد مراهقاً يحمل مخفوق حليب، "أعدك بأنني سأحطم أسنانك". في مكان آخر، ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية أن أحد "المقربين من روبنسون" صادر حليباً مخفوقاً في مسيرة، بسبب حملة على مواقع التواصل "لإيقاف تومي بالحليب المخفوق".

ويدعي روبنسون أنه ضحية "استهداف سياسي" خذله القانون، مع أن مرافقين من الشرطة حموه في طريق الخروج من وارينغتون. وقال في فيديو مسجل الأسبوع الماضي: "لن يوقفني أيُّ قدرٍ من اللكمات والحليب المخفوق والهجوم أو أي شيء"، واصفاً محمود بأنه "محرض مسلم صغير".

أما محمود فقال إنه "قلق"، من أن روبنسون قد "ينال فرصة ويُنتَخَب في ظل المناخ الحالي"، وأضاف أنه يحاول إبقاء نفسه مغموراً رغم شهرته المتنامية، وقال: "سأكون على استعداد لإنهاء الخلاف مع تومي"، "أعتقد أنه يمكننا تحريك الأشياء".

تحميل المزيد