يمتنع الصائم عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، وقد منح الله رخصة الفطر للمريض الذي قد يؤثّر الصوم سلباً على مرضه. ويمكن لأصحاب الكثير من الأمراض صيام شهر رمضان، ولكن ماذا عن الأدوية؟ هل هناك أدوية يمكن تناولها خلال نهار رمضان، وما هي الأدوية التي تفطر الصائم، وماذا عن سحب عينات من الدم أو التبرع بالدم؟
هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا التقرير
أدوية يمكن تناولها خلال نهار رمضان
باتفاق علماء الدين بالإجماع، هناك بعض الأدوية التي لا تُفطر الصائم، وهي:
– قطرات ومراهم العين وقطرات الأذن.
– الأدوية والمواد التي يمتصها الجلد كالمراهم، أما لصقات النيكوتين فهي مفطرة.
– الحقن في الجلد أو العضلات أو المفاصل ما عدا الإطعام الوريدي (محاليل الملح والغلوكوز).
– إبر الأنسولين، لأنها تؤخذ تحت الجلد، ولكن لأنه من الضروري تناول الطعام عقب الحقن، فيجب أن تؤخذ قبل الإفطار مباشرة.
– الأكسجين، لأنه هواء، ولكن لو أضيف إليه مواد علاجية فيُعتبر من المفطرات.
– غسول الفم بشرط عدم ابتلاعه.
– حبة الدواء أسفل اللسان، لا تفسد الصيام، ولكن إذا ذابت ووصل منها شيء إلى الجوف يبطل الصوم.
أدوية عليها خلاف بين العلماء
وفقاً للرأي الأغلب وليس الإجماع، تمت الموافقة على مجموعة أخرى من الأدوية على أنها لا تُفطر الصائم، وهي:
– قطرات الأنف، ورذاذ الأنف
وفقاً لما قاله د. سمير الأشقر لصحيفة اليوم السابع المصرية، فلا تسبب قطرات الأنف التي يأخذها مرضى الجيوب الأنفية الإفطار، حتى في حالة وصولها للحنجرة.
– الحقن الشرجية
رأى جمهور العلماء ودار الإفتاء أن الحقن الشرجية مفسدة للصيام، لأنها توصل السائل المحقون إلى الجوف. في حين رأى المالكية أنها مباحة ولا تفطر، وذهب البعض لكراهيتها.
– العمليات الجراحية التي تقتضي تخديراً عاماً
– اللبوس (التحاميل) المهبلي والشرجي، والغسول المهبلي، هناك من قال إنها تفطر لأنها تدخل الجوف، ومن قال إنها لا تفسد الصيام لأنها لا تحتوي على مغذيات وليست طعاماً أو شراباً.
أدوية تُفطر الصائم
الدواء الذي يتناوله المريض عن طريق الفم، ويصل إلى معدته، فهو مُفطر شأنه في ذلك شأن الطعام والشراب، ومن أمثلة تلك الأدوية المفطرة:
– الأقراص والكبسولات: وذلك لأنها تدخل إلى المعدة، فلا يجوز للصائم تناولها في نهار رمضان.
– نقط الأنف: بعضها مفطر؛ لأنها تدخل من البلعوم إلى المعدة، ويمكن لمن يستخدمها أن يشعر بمرارة طعمها في الحلق.
– حقن الفيتامينات: على الرغم من إدراج الحقن ضمن غير المفطرات، إلا أن حقن الفيتامينات تفطر؛ لأنها تعد من الإبر المغذية، فلا يجوز للصائم أن يُحقن بها.
– الحقن التي تؤخذ في العرق، لأنها تصل إلى الدم مباشرة.
– عمليات التنظير تفسد الصيام.
– غسيل الكلى يفطر الصائم، لأن فيه إدخال سائل إلى الجوف.
هل يجوز استخدام بخاخات الربو في نهار رمضان؟
يتساءل الكثيرون من مرضى الربو عن إمكانية استخدام البخاخات في نهار رمضان، فماذا كان رأي العلماء؟
يوجد نوعان من البخاخات التي يستخدمها مرضى الربو، وهي:
1- موسع للشعب من الإسبراي: ويستخدمها المريض عند الشعور بضيق في التنفس.
2- بخاخ من البودرة: ويؤخذ بجرعات محددة بانتظام، حسب وصف الطبيب.
بالنسبة لمرضى الربو، عندما يشعرون بضيق في التنفس، فإنهم يستنشقون البخاخ من النوع الأول، حتى لا تسوء حالتهم.
ووفقاً لرأي الأغلبية من علماء الدين، فإن تناول هذا البخاخ في نهار رمضان أمر جائز، ولا يترتب عليه إفطار الصائم، لأنه يصل إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية، ولا يمر إلى المعدة كالطعام والشراب.
أما رأي
دار الإفتاء المصرية
فهو أن بخاخة الربو تفسد الصيام، لأن الرذاذ يصل إلى الجوف عبر الفم.
أما البخاخ البودرة فيسبب الإفطار، لأن به اللاكتوز الذي يعد أحد أنواع السكر.
ولأن مفعول هذا البخاخ يدوم فترةً طويلةً، فمن الممكن أن يحدد الطبيب موعد الجرعات، بحيث تناسب الصائم؛ فإن كانت جرعة واحدة، تكون في أي وقت من الغروب إلى وقت السحور، وإن كانت جرعتين، تكون إحداهما وقت الإفطار والأخرى وقت السحور.
الحجامة ونقل الدم والتبرع به
اتفق جمهور العلماء على أن الحجامة لا تفسد الصيام، لأنها تُخرج الدم، وكذلك التبرع بالدم لا يفسد الصيام، لأنه مما خرج، وليس مما دخل، ولكن يشترط ألا يؤدي إلى ضعف المتبرع، وعدم قدرته على إتمام الصيام.
أما نقل الدم، بأن يستقبل المريض دماً ففيه قولان، الأول أن من يُنقل إليه الدم يفسد صيامه؛ لأن الدم به خلاصة المغذيات. أما القول الثاني، فيقول إنه لا يضر الصيام لأنه ليس من الأكل والشرب.