قالت صحيفة Metro البريطانية إن المصور الصحفي سيباستياو سالغادو وزوجته ليليا قررا إعادة زراعة غابة مطيرة، بعد أن وجدا أنَّها تتضاءل في المنطقة المحيطة بمزرعة الماشية التي تملكها العائلة.
مصور صحفي وزوجته يعيدان زراعة غابة
وحسب التقرير البريطاني فإن المنطقة البالغة مساحتها 1754 فداناً عادت من جديد غابة خضراء وخصبة تماماً مثلما عهدها سالغادو في طفولته.
قرار المصور الصحافي بإعادة زراعة الغابة، دفعه للعودة إلى موطنه الأصلي في البرازيل ليهتم بمزرعة العائلة الواقعة في منطقة ميناس غرايس التي غادرها قبل حوالي 30 عاماً، بعد قيامه بتوثيق أحداث الإبادة الجماعية المروعة في رواندا، ليجد الآن أنَّ الغابة الكثيفة التي عهدها طفلاً قد تقلصت كثيراً، وأصبحت الأشجار تغطي نسبة 0.5% من مساحة الأرض فقط.
وقد صرح لصحيفة The Guardian قائلاً: "لقد كانت الأرض مريضة مثلي تماماً … كان كل شيء مدمراً".
وذلك من خلال تأسيس مؤسسة لرعاية الغابة
وبما أن إعادة الأرض لسابق عهدها المزدهر مهمة شاقة وضخمة. فقد لجأت عائلة سالغادو الى تأسيس مؤسسة Instituto Terra، التي "عكفت على تحقيق تنمية مستدامة في وادي نهر دوس".
وأصبحت المنطقة الآن محمية طبيعية تراثية خاصة، وهي موئل لنحو 172 نوعاً من الطيور، و33 نوعاً من الثدييات، و15 نوعاً من الزواحف والبرمائيات.
حيث تنمو الآن مئات أنواع الأشجار والنباتات، وأصبحت فصول الربيع التي كانت جافةً قبل هذا مطيرةً مرة أخرى، وتغيَّر المناخ المحلي للمنطقة.
ويرى الصحفي أن زراعة الأشجار تساعد الكوكب في حمايته من الدمار
ويقول سالغادو معلقاً على نجاح المشروع: "لقد عادت جميع الحشرات، والطيور، والأسماك مرة أخرى بفضل زيادة عدد الأشجار، وأنا أيضاً وُلدتُ من جديد.. كانت تلك هي اللحظة الأهم".
يعتقد سالغادو أنَّ العودة الروحية لكوكب الأرض أمر ضروري لحمايته من الدمار، ويقول إنَّ زراعة الأشجار التي تحوِّل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين في الغابات هي الحل لمشكلة تغير المناخ.
وأضاف: "إنَّنا في حاجة إلى إعادة زراعة الغابات. فما نحتاجه هو غابة مزروعة بالأشجار المحلية، وتجميع البذور في نفس المنطقة التي تزرعها فيها، وإلا فلن تأتي الثعابين والنمل الأبيض. لكن إن قمت بزراعة أشجار غابات غير محلية، فلن تأتي الحيوانات إليها وستصبح غابةً صامتة".