كانت هذه هي الزيارة الأولى للألماني يورغن كلوب إلى كامب نو كمدرب، معقل برشلونة الذي قال عنه إنه ليس سوى ملعب كرة قدم وليس "معبداً" بالنظر لضخامته، ليكتشف أنه في الحقيقة "معبد ليونيل ميسي"، النجم الأرجنتيني الذي حطم ليفربول وقاد برشلونة للفوز بثلاثية نظيفة ليضع فريقه قدماً في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ففي تجربته الأولى تذوق كلوب من كأس برشلونة المر على كامب نو ووسط جماهير تخطت الـ98 ألف مشجع ليكتشف بأس هذا الملعب، الذي لم يخسر عليه الفريق الكتالوني في دوري الأبطال منذ عام 2013 (خاض 32 مباراة دون هزيمة، فاز في 29 منها وتعادل في 3).
كما صدق المدرب الألماني عندما أبدى تخوفه من التحدي الذي سبق وأطلقه ميسي قبل بداية الموسم بتأكيد رغبته في جلب لقب دوري الأبطال إلى برشلونة، بعد غياب دام أربع سنوات، بعدما بث الرعب في لاعبي الفريق الإنجليزي.
ورد المشجعون على تصريحات كلوب قبل المباراة بـ"دخلة" بقطع كرتونية ملونة بألوان الفريق، تحمل رسالة بالإنجليزية "جاهزون لرسم ألواننا على أنحاء أوروبا" "جاهزون لطلاء أوروبا بألواننا".
وساعد الملعب الجماهير على مؤازرة الفريق في أول نصف نهائي له منذ عام 2015 عندما فاز وقتها أيضاً ذهاباً على بايرن ميونخ بنفس النتيجة قبل أن يواصل مسيرته ويتوج باللقب الخامس في مشواره والرابع لميسي.
وفي الوقت الذي قدم فيه "الريدز" مستوى جيداً، نجح برشلونة في مباغتة الفريق الإنجليزي الساعي أيضاً للقبه السادس، بهدف بالدقيقة 26 سجله النجم الأوروغوياني لويس سواريز بعدما استقبل كرة ماكرة من جوردي ألبا من الجانب الأيسر لينقض عليها زاحفاً ويسكنها المرمى من لمسة واحدة، ليحتفل بجنون لهزه شباك فريقه السابق.
ورغم ضغط الضيوف في بداية الشوط الثاني لإدراك التعادل عاد ميسي للظهور بهجمة عنترية داخل المنطقة نجح خلالها في اقتناص الكرة العائدة من العارضة وإضافة الهدف الثاني قبل نهاية اللقاء بربع الساعة.
وبعدها بثماني دقائق لم يمنح ميسي أي فرصة للضيوف وسجل ببراعة تامة من ركلة حرة مباشرة على بعد 29 متراً الهدف الثالث لفريقه في مرمى الحارس البرازيلي أليسون، وهو أول أهدافه من على هذا البعد في التشامبيونز ليغ والثامن له هذا الموسم مع البلوغرانا، لتؤكد وسائل الإعلام الرياضية على أنه "إله كرة القدم" وتدعو لـ"منحه جائزة الكرة الذهبية الآن".
وواصل "معبد ميسي" الوقوف في وجه محاولات "الريدز"، وحرم قائم الحارس الألماني المتألق مارك أندريه تير شتيغن المهاجم المصري محمد صلاح من أخطر فرص الضيوف، ليصبح الطريق ممهداً أمام برشلونة الثلاثاء القادم في الأنفيلد لبلوغ النهائي.
وبعد ضمانه لقب الليغا، سيكون ميسي منشغلاً بالإيفاء بوعده لجماهير البارسا بالتتويج بلقب التشامبيونز ليغ، البطولة التي وصفها بأنها "مرغوبة" هذا الموسم، ولكن عليه أولاً حسم التأهل لنهائي واندا متروبوليتانو في مدريد.