كذبة مكملات الفيتامينات.. يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان والوفاة

من المنطقي أن نعتقد أن الفيتامينات والمعادن الموجودة في الغذاء لها فوائد صحية كبيرة، إلا أن هناك الكثير ممن ينظرون إلى المكملات الصناعية بنفس الطريقة؛ لكن الحقيقة على العكس من ذلك تماماً.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/26 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/25 الساعة 18:26 بتوقيت غرينتش
أظهرت دراسة جديدة أن الطعام هو أفضل مصدر لهذه المغذيات الدقيقة، بالإضافة إلى وجود صلة بين المكملات الغذائية وزيادة خطر الوفاة/ Istock

من المنطقي أن نعتقد أن الفيتامينات والمعادن الموجودة في الغذاء لها فوائد صحية كبيرة، إلا أن هناك الكثير ممن ينظرون إلى مكملات الفينتامينات الصناعية بنفس الطريقة؛ ما دامت فيتامينات، فإنها تحسن الصحة.

لكن الحقيقة ليست فقط مختلفةً عن ذلك، بل يمكن أن تكون العكس تماماً، وفق ما نشر موقع El Español الإسباني.

في مسألة ما إذا كان النظام الغذائي الصحي أفضل من حيث الفيتامينات والمعادن أم المكملات الغذائية، أظهرت دراسة جديدة أن الطعام هو أفضل مصدر لهذه المغذيات الدقيقة، بالإضافة إلى وجود صلة بين المكملات الغذائية وزيادة خطر الوفاة.

إذ قال فانغ فانغ زانغ وزملاؤه من كلية فريدمان لعلوم التغذية والسياسة بجامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة، في الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة Annals of Internal Medicine: "هناك فوائد في المغذيات الموجودة في الطعام، ولكن ليس إذا كان مصدرها المكملات الغذائية".

مصدر الفيتامينات والمعادن هام

من ناحية، تؤكد هذه الدراسة الجديدة على فوائد المغذيات الدقيقة طالما تأتي من مصدر "طبيعي"، أي من خلال الطعام.

ولكنها من ناحية أخرى تؤكد بعض النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة، مثل حقيقة أن تناول جرعات عالية من المغذيات الدقيقة من خلال المكملات الغذائية يمكن أن يضر بالصحة، مثل مكملات الكالسيوم، والتي من شأنها أن تزيد خطر الوفاة بالسرطان عند تناولها بمستويات عالية.

للوصول إلى هذه الاستنتاجات، حللت هذه الدراسة معلومات أكثر من 27 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة شاركوا في استقصاء وطني للصحة بين عامي 1999 و2010.

كان على المشاركين أن يقولوا ما أكلوه خلال الـ 24 ساعة الماضية، وما إذا كانوا قد تناولوا المكملات الغذائية خلال الثلاثين يوماً الماضية، بالإضافة إلى ذلك، تمت متابعة هؤلاء الأشخاص لمدة ست سنوات في المتوسط.

خلال سنوات الدراسة، توفي 3600 مشارك: 945 منهم بسبب أمراض القلب وما يصل إلى 805 أشخاص بسبب السرطان.

وفقا للدراسة، فإن تناول كميات كافية من فيتامين ك أو الماغنيسيوم من شأنه أن يقلل من خطر الوفاة لأي سبب، مقارنة مع الأفراد الذين لا يستهلكون مستويات كافية من هذه المغذيات الدقيقة.

من ناحية أخرى، فإن تناول مستويات كافية من فيتامين أ أو فيتامين ك أو الزنك أو النحاس يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مقارنة بعدم الحصول على المستويات المناسبة من هذه المغذيات.

ومع ذلك، فإن مصدر هذه المغذيات الدقيقة مهم أيضاً: فقط تلك الفيتامينات والمعادن الموجودة في الأطعمة ستكون مرتبطة بانخفاض خطر الوفاة أو أمراض القلب، في حين أن المكملات الغذائية لن تقدم أي فائدة.

في المقابل، فإن بعض المكملات الغذائية ستكون خطيرة؛ على سبيل المثال، تناول 1000 ملغ أو أكثر من الكالسيوم في اليوم، سيزيد من خطر الوفاة بسبب السرطان، ولكن لن تكون هناك علاقة بين الكالسيوم الموجود في الغذاء الطبيعي وخطر الوفاة.

خلصت الدراسة إلى أن تناول كميات كافية من المواد الغذائية من خلال الطعام يقلل من خطر الوفاة، في حين أن المكملات الغذائية قد تكون ضارة.

من جانبهم، أقر الباحثون بعدم قيامهم بقياس استهلاك المشاركين بشكل كافٍ، إذ اعتمدوا على استبيانات أدلى بها أصحابها بأنفسهم، والتي قد تكون غير دقيقة.

مكملات الفيتامينات خطر محتمل

هذه الدراسة ليست الأولى التي تربط استهلاك المكملات الغذائية باحتمال الضرر بالصحة.

خلال عام 2011، اقترحت دراسة أخرى أن مكملات فيتامين هـ ستزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال.

وخلال نفس العام، أشارت دراسة أخرى إلى أن استهلاك المكملات الغذائية سيزيد من خطر الوفاة بشكل عام، بعد متابعة دامت 20 عاماً.

كشفت دراسات أخرى عن نتائج مماثلة، رغم أنها لم تذكر الفوائد المحتملة التي يحاولون الترويج لها عادة.

على سبيل المثال، ستكون مكملات التربتوفان عديمة الفائدة لتحسين الصحة، وخاصة لتحسين المزاج كما يزعمون.

وبالنسبة للمكملات الغذائية لمرض ألزهايمر ستكون بدورها عديمة الفائدة، وقد تكون خطيرة أيضاً، وأخيراً، كانت مكملات فيتامين د باهظة الثمن للغاية.

ومرة أخرى، أظهرت عدم جدواها، باستثناء الحالات المتفرقة، كما جاء في أبحاث جامعة بومبيو فابرا في برشلونة.

منى نتناول هذه الفيتامينات؟

يخبرنا الباحثون بأن الغذاء الطبيعي في الوقت الحالي هو أفضل مصدر للفيتامينات والمعادن، وأنّ تناول المكملات الغذائية لن يمنحنا نفس الفوائد أو حتى فوائد مشابهة لها.

ولكن هناك استثناءات محددة يجب أن تكون معروفة: في بعض الأمراض، لا تكون المكملات مفيدة فحسب، بل ضرورية أيضاً.

وفي الحالات التي لا توجد فيها أمراض، مثل أثناء الحمل، هناك مكملات مثل حمض الفوليك، من شأنها تجنب خطر العيوب في نمو حديثي الولادة في المستقبل.

وأخيراً، في بعض حالات الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام، ينصح الأطباء بتناول بعض المكملات كتعويض أساسي للعناصر المهمة.

تحميل المزيد