قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن شقيقتين سعوديتين هاربتين من المملكة طالبتا، الأربعاء، 24 أبريل/نيسان، شركتي أبل وجوجل بسحب تطبيق قالتا إنه غير إنساني؛ لأنه يسمح للرجال بمراقبة والتحكم في سفر أقاربهم من الإناث.
شقيقتان سعوديتان هاربتان تطالبان أبل وجوجل بحذف تطبيق "أبشر"
مها ووفاء السبيعي، اللتان تلتمسان اللجوء في جورجيا بعد هروبهما من أسرتهما، كشفتا أن تطبيق الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الحكومية "أبشر" يُسيء للنساء؛ لأنه يدعم نظام الوصاية الذكورية الصارمة على النساء في المملكة العربية السعودية.
وقالت وفاء، (25 عاماً): "إنه يتيح للرجال السيطرة على النساء. يجب عليهم حذفه"، في إشارة إلى شركتَي جوجل وأبل.
جدير بالذكر أن تطبيق "أبشر"، المتاح على الإصدار السعودي من متجرَي تطبيقات جوجل وأبل، يسمح للرجال بتجديد أو إنهاء أذون سفر أقاربهم من الإناث للخارج وتسلّم تحديثات عبر الرسائل النصية القصيرة في حالة استخدام جوازات السفر الخاصة بهن.
لكن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في فبراير/شباط الماضي، قال إنه لم يسمع بتطبيق "أبشر"، ولكنه تعهَّد بأن "يستطلع الأمر".
خاصة أنه يُستخدم في قمع النساء السعوديات
و"أبشر" هو أداة مجانية طوَّرتها وزارة الداخلية السعودية، تتيح للمواطنين الوصول إلى مجموعة كبيرة من الخدمات الحكومية، مثل تجديد جوازات السفر، وحجز المواعيد وعرض المخالفات المرورية.
وفي المطلق، تحتاج المرأة السعودية لإذن وليّ أمرها للعمل أو الزواج أو السفر في ظل نظام الوصاية "المحافظ للغاية" للمملكة الإسلامية، الذي بدأ يواجه انتقادات كبيرة عقب الحالات الأخيرة للنساء السعوديات اللاتي يلتمسن اللجوء بالخارج.
وقالت الشقيتان اللتان سرقتا هاتف والدهما لاستخراج جوازات سفر والتصديق على سفرهما إلى إسطنبول، إنهما تعرفان عشرات الشابات اللاتي يُردن الفرار من أسرهنّ بسبب سوء المعاملة.
وأضافتا أن شركات التكنولوجيا العملاقة يمكنها المساعدة في إحداث تغيير كبير في السعودية إذا سحبت تطبيق "أبشر" أو أصرَّت على السماح للنساء بتنظيم أمور السفر الخاصة بهن بصورة مستقلة، مما سيقوّض نظام الوصاية إلى حدٍّ كبير.
وتتمنى الفتيات تحسين الأوضاع في المملكة السعودية
وقالت وفاء: "إذا حذفتا هذا التطبيق، ربما ستُجبر الحكومة على تحسين الأوضاع".
وتُضاف مناشدة الشقيقتين إلى الدعوات المتزايدة من مجموعات حقوقية ودبلوماسيين وسياسيين أمريكيين وأوروبيين بحذف التطبيق من المتاجر الإلكترونية.
وقالت ميشيل باشليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الأربعاء، 24 أبريل/نيسان، إنها وجهت "تساؤلات صارمة" للشركات التقنية في وادي السيليكون بشأن "التهديدات" التي تفرضها تطبيقات مثل "أبشر".
وأضافت في بيان: "من المفترض وينبغي أن تهتم التكنولوجيا بالتقدم. لكن القوى الغازية التي يُطلق لها العنان قد تُحدث أضراراً لا حصر لها إذا لم تكن هناك ضوابط كافية تضمن احترام حقوق الإنسان".
وحظيت مراهقة سعودية باهتمام عالمي موسَّع ونالت في النهاية عرضاً للجوء في كندا عندما رفضت مغادرة فندق مطار تايلاندي في يناير/كانون الثاني للهرب من أسرتها. ثم حصلت شقيقتان سعوديتان، اختبأتا في هونغ كونغ لستة أشهر، على تأشيرات للسفر إلى دولة أخرى في مارس/آذار.
في ظل زيادة أعداد الفتيات اللاتي يقمن بالفرار من السعودية
لين معلوف، مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، قالت إن "تزايد حالات فرار النساء من البلاد يشير إلى وضع النساء في المملكة العربية السعودية"، مضيفة: "بالرغم من بعض الإصلاحات المحدودة، فإنها لا تضمن بشكل كافٍ الحماية من العنف المنزلي وإساءة المعاملة، وتعرضهن للتمييز بشكل عام".
وأجرى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعض الإصلاحات، مثل رفع حظر قيادة النساء للسيارات، وأشار في العام الماضي إلى أنه يفضل إنهاء نظام الوصاية. ولكنه توقف ولم يستمر بتقديم الدعم اللازم لإنهائه.
وازدادت حدة الانتقادات الغربية للمملكة مع محاكمة 11 ناشطة في مارس/آذار 2019، قلن إنهن تعرضن للتعذيب أثناء احتجازهن بتهم تتعلق بأعمال حقوق الإنسان واتصالات مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب.
وأنكر المدعي العام السعودي مزاعم التعذيب، وقال إن النساء قُبض عليهن للاشتباه في الإضرار بالمصالح السعودية وتقديم الدعم لعناصر معادية في الخارج.