قبل حلول زعيمي الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية، الأحد 10 يونيو/حزيران 2018، بسنغافورة، في انتظار قمة الثلاثاء 12 يونيو/حزيران، خطف شبيها دونالد ترمب وكيم جونغ أون الأنظار في شوارع سنغافورة، التي كسرت القمة المنتظرة هدوءها.
وإذا كان من الصعب الاقتراب من مقر انعقاد القمة الثلاثاء، فما بالك بالتقاط صورة سيلفي مع أكثر الزعماء العالميين مزاجية، لكن ماذا إن كانت الصورة بالمقابل، هل من الممكن أن ندفع ثمن صورة سيلفي مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب أو الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون؟
ادفع 10 دولارات والتقط صورة مع كيم أو ترمب
حسناً، ادفع 10 دولارات فقط واحصل على صورة مع شبيهي ترمب وكيم جونغ أون، تقول صحيفة Straits Times السنغافورية، حيث اجتمع حوالي 100 من المعجبين في مركز بوغيس جانكشن مول، يوم السبت 9 يونيو/حزيران، للالتقاء والتقاط الصور مع شبيهَيْ ترمب وكيم، اللذين تصدَّرا عناوين الصحف، في فبراير/شباط، عندما ظهرا في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية، حسبما ذكرت صحيفة ستريتس تايمز السنغافورية.
وعُقدت جلسة لقاء المعجبين في مركز بوغيس جانكشن مول، والتي أطلق عليها اسم قمة "ترمب-كيم الحقيقية"، قبيل الاجتماع التاريخي بين الزعيمين ترمب وكيم، المُقرَّر يوم الثلاثاء 12 يونيو/حزيران.
استضافت شركة Vybes، وهي شركة عالمية رائدة مقرها الرئيسي في سنغافورة، "القمة" في مركز التسوُّق. وتقول الشركة إن مهمتها هي "ربط الأشخاص المؤثرين بعشَّاقهم بطريقةٍ فريدة".
وتتكلَّف كل صورة سيلفي مع أحد الشبيهين 10 دولارات، في حين أن الصورة السيلفي مع كلاهما تتكلَّف 15 دولاراً فقط.
ويجب شراء التذاكر مسبقاً من خلال تطبيق Vybes
وفي هذا اللقاء، كان مُقلِّد كيم، المعروف باسم هوارد إكس، ويعيش في هونغ كونغ، يرتدي بدلةً سوداء على غرار بدلة الزعيم الصيني السابق ماو تسي تونغ، مع دبوس يحمل العلم الكوري الشمالي ونظارات سميكة الإطار، وعلامة التلويح باليد المُمَيِّزة للزعيم الكوري الشمالي. إلى جانب ذلك، كانت تسريحة شعر هوارد، وهو في أواخر الثلاثينيات من عمره، مُنسَّقةً ومماثلةً لتسريحة الزعيم الكوري كيم جونغ أون.
أما مُقلِّد دونالد ترمب، دنيس آلان، فقد كان يرتدي بدلةً زرقاء داكنة مع ربطة عنق حمراء تحمل دبوس العلم الأميركي. وأكمل دنيس، القادم من مدينة شيكاغو ويبلغ 64 عاماً، مظهر ترمب من خلال تسريحة شعره الأشقر المُتَّجِهة إلى جانب الرأس، على غرار الرئيس الأميركي. وعندما سُئِلَ عن رأيه في سنغافورة، قال مُقلِّد كيم: "إنها مثل بيونغ يانغ، لكن بها طعاماً جيداً حقاً".
أما مُقلِّد ترمب فقد أبدى تفاؤلاً مماثلاً عن سنغافورة. وقال: "أنا هنا في وسط بلدٍ تستعر فيه الرأسمالية تماماً". وأضاف: "الجميع يبتسمون. لم أر أيَّ يأس".
ولا يزال بإمكان المعجبين الذين يأملون في التقاط الصور مع شبيهي ترمب وكيم القيام بذلك في نفس المكان، يوم الأحد 10 يونيو/حزيران.
إجراءات أمنية غير مسبوقة
يعد نزع سلاح كوريا الشمالية النووي هو الموضوع الرئيسي في القمة التي يعقدها يوم الثلاثاء زعيمها كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير أن الأولوية القصوى للمسؤولين الكوريين الشماليين المسافرين إلى سنغافورة تنحصر في حماية زعيمهم.
ويقول خبراء ومحللون، إن من المتوقع اتخاذ إجراءات غاية في الشدة لتأمين كيم في أول اجتماع يعقده مع ترامب، ويرجّحون أن تفوق التدابير ما اتّخذ من إجراءات في القمة التي عقدتها الكوريتان، في 27 أبريل/نيسان الماضي.
ففي أواخر أبريل/نيسان، احتل 12 حارساً شخصياً من ذوي الطول الفارع عناوين الصحف العالمية، بعد أن أحاطوا بالسيارة المرسيدس التي أقلت كيم، وظلوا يهرولون بجانبها لدى عبورها الحدود الفاصلة بين البلدين جيئة وذهاباً.
وربما كان هذا حينها مجرد استعراض أمام شاشات التلفزيون خلال البث المباشر.
أما الآن ففي حكم المؤكد، حسبما قال كيم دو-هيون أستاذ سياسات الحماية في جامعة كوريا الرياضية الوطنية، أن يحاول مسؤولو كوريا الشمالية التركيز على الحيلولة دون وقوع أي عثرات مفاجئة في أول زيارة يقوم بها كيم لدولة أجنبية غير الصين وكوريا الجنوبية منذ تولى السلطة.
الأولوية لحماية الزعيم الكوري الشمالي
وأضاف الأستاذ الجامعي، الذي كان أول أكاديمي يقيم جامعة كبرى متخصصة في الحراسة والحماية في كوريا الجنوبية "بما أن مكان انعقاد القمة وتوقيتها معلنان، فسيكون أمن كيم جونغ أون مشدَّداً أكثر منه لأي شخصية هامة أخرى".
وقال إنه بالإضافة إلى استخدام السيارات الواقية من الرصاص، فإن وحدة الأمن الكورية الشمالية ستستخدم على الأرجح مستويات مختلفة من الحماية وتحاول صرف الأنظار عن سيارة كيم كلما تحرك.
وقال تشاي كيو تشير، الرئيس التنفيذي لشركة توب جارد، وهي من شركات الأمن والحماية البارزة في كوريا الجنوبية "سنشهد على الأرجح مستوى غير مسبوق من الحماية في البر والبحر والجو، لأن هذه القمة هي أكبر حدث في العالم الآن".
وأضاف "كيم جونغ أون مبجل في بلاده، كأنه شبه إله، في حين أنه خارج الشمال موضع عداء بسبب الطريقة التي يدار بها نظامه، وهذا كاف لإثارة هواجس تتعلق بالسلامة لدى مسؤوليه".
وتابع أن من المرجح أن يتناول الزعيم الكوري الشمالي طعاماً من صنع طاهٍ من بلاده يرافق الوفد.
وقد شوهد كبير موظفي الرئاسة في بكين، الأسبوع الماضي، بعد اختتام محادثات مع مسؤولين أميركيين في سنغافورة، تناولت مباحثات أمنية.