أثار نبأ ترشحه لانتخابات البرلمان الأوروبي القادمة في مايو/أيار 2019، انتباه العديد من متابعي السياسة في إيطاليا؛ بل وفي العالم أيضاً.
ربما بسبب اسمه غير التقليدي، وربما بسبب ما يحمله اسمه غير العادي من دلالات وإشارات إلى إرث إيطاليا الديكتاتوري. بداية من القائد التاريخي الشهير يوليوس قيصر، وانتهاءً بديكتاتور الحرب العالمية الثانية الشهير بينيتو موسوليني، الذي ارتبط اسمه للأبد بالفاشية، فمن هو يوليوس قيصر موسوليني، وما أهدافه، وتوجهاته؟ هذا ما سنجيب عنه في تقريرنا.
من هو يوليوس قيصر موسوليني؟
هو كايو يوليوس قيصر موسوليني (50 عاماً) Caio Giulio Cesare Mussolini، المولود في الأرجنتين، ورجل الأعمال الحالي والضابط السابق في سلاح غواصات البحرية الإيطالية.
وهو ابن حفيد الزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، وينتمي كايو لحزب "إخوة إيطاليا" Brothers of Italy، وهو الحزب الذي دعم وتحالف مع حزب الرابطة اليميني المتطرف في إيطاليا عام 2014 في نسخة الانتخابات الماضية.
وأعلن موسوليني الحفيد اعتزامه الترشح في انتخابات اتحاد البرلماني الأوروبي القادمة، في مايو/أيار 2019، مُمثلاً لحزب "إخوة إيطاليا".
وفي حديث له مع صحيفة Il Messaggero الإيطالية، قال موسوليني الحفيد، إنه ليس سياسياً في الأساس، وإنه يدير أعماله الخاصة حالياً في الإمارات العربية المتحدة. وأضاف أنه على الرغم من أنه لم يختلط بالسياسة من قبل، إلا أنني "أتنفس السياسة" طيلة حياتي.
وبالبحث وراء نوع أعماله في الإمارات العربية المتحدة تبيَّن أن موسوليني الحفيد يعمل متعهداً للدفاع والإنشاءات العسكرية في الإمارات العربية، بحسب ما نشره موقع The National الإماراتي عام 2013، ممثلاً شركة Finmeccanica التي يرأس مجلس إدارتها.
التوجه الحالي والإرث البغيض
في حديث لجريدة Times of London قال كايو موسوليني، إن إطلاق حملته الانتخابية الأولى للبرلمان الأوروبي سوف تتخذ منهجاً واضحاً، بمثابة منصة مناهضة للاتحاد الأوروبي، وقال شارحاً موقفه تجاه حزبه "إخوة إيطاليا":
"أنا أشاركهم أفكارهم، وأؤيد منهجهم في استعادة السيادة الإيطالية؛ لنحمي بلادنا وعائلاتنا. فلماذا ننفق مثلاً 100 يورو على مهاجر ونترك الفتات للمتقاعدين؟"
وأكد أنه إذا تم انتخابه فسوف يقوم بدعم المصالح الإيطالية بكل كلماته وأفعاله، بما يتسق مع مصلحة حزبه "إخوة إيطاليا".
وقال مُدافعاً عن سيرة جده الرئيس الإيطالي بينيتو موسوليني، الذي جرَّ ايطاليا إلى ويلات الحرب العالمية الثانية بمصاحبة أدولف هتلر:
"كان هناك العديد من الأشياء الجيدة وبعض الأخطاء، فمثلاً دعم رئيس الوزراء البريطاني السابق "توني بلير" الحرب على العراق هو جريمة؛ ولكن البريطانيين لا يهاجمونه كل يوم".
كما أوضح أن المُصوّتين لا يجب أن يحكموا عليه من خلال اسمه، وأنه لم يُختر بسبب اسمه الأخير، ولكن بسبب اسمه الأول -في إشارة إلى محاولة الوصول للسيادة الإيطالية التي تمثلت في الإمبراطور يوليوس قيصر- وأن خلفية أعماله تعطيه خبرة كبيرة في العلاقات الدولية، كما كان قد صرَّح من قبل لجريدة Il Messaggero، أنه يصف نفسه بأنه شخص ينتمي لما بعد الفاشية، ولا يتّخذ أفكار الفاشية بأي شكل أيديولوجي.
ولكن في حديثه عام 2013 الذي نشره موقع The National، أسهب كايو موسوليني في الحديث عن معاناته وهو طفل يحمل الإرث البغيض لجده الديكتاتور الراحل قائلاً:
"نعم أنا الآن رجل ناضج، ولكن عندما تكون طفلاً يكون العبء ثقيلاً، ودائماً هناك النُّسخة الأسرية من القصة، وهناك القصص الرسمية، أنا حاولت المزج بين الاثنتين لكي أجد التوازن".
تاريخ عائلي آخر حديث.. ينبئ بالصدام
كايو يوليوس قيصر موسوليني ليس الوحيد من بين أحفاد الديكتاتور الشهير الذي اقتحم عالم العمل السياسي؛ فحفيدة موسوليني الكُبرى "راكيل موسوليني" تعمل حالياً في منصب مستشارة للمدينة في العاصمة روما.
بينما شقيقتها "أليساندرا موسوليني" تعمل ممثلة للاتحاد الأوروبي في حزب "فورزا" الإيطالي اليميني الوسطي، وكانت محطاً للأنظار عندما وصفت الممثل الأمريكي الكوميدي الشهير بـ "اللقيط" على موقع تويتر، تعقيباً على تغريدة له نشر فيها صورة كاركاتيرية يظهر فيها الديكتاتور بينيتو موسوليني مشنوقاً من قدميه، برفقة عشيقته كلارا بيتاتشي معلقاً:
"إذا كنت تتساءل عمّا تقود إليه الديكتاتورية فاسأل بينيتو موسوليني وعشيقته كلاريتا"
مما أثار غضب "أليساندرا موسوليني" فعلّقت:
"أنت لقيط"
وهو ما تناولته العديد من الصحف باهتمام، من بينها مجلة variety الأمريكية، التي وصفت التغريدات بينهما بـ "العداء"، وهو ما علق عليه كاري قائلاً في حديث للمجلة:
"لم أكن أتوقع أن هناك حفيدة لموسوليني، ناهيك عن أنها تعمل في الحكومة أولاً، وثانياً أنها لا تزال تحتفي بالشر!"
بينما عقّبت "أليساندرا" رداً على التغريدات بينهما بحسب موقع The DailyCaller:
"لقد رددت عليه لأنني رأيت أن الكاريكاتير لم يكن له داعٍ، بخلاف أنه فقير فنياً فهو يمُثل عائلتي، ويمثل فصلاً مُخزياً في تاريخ إيطاليا، وكون الرسمة لديكتاتور لا تعني أن نأخذ حق الآخرين في التعبير عن رأيهم، بخلاف أنني لا أطيق موقف هؤلاء الممثلين فهم يشعرون أنهم بإمكانهم قول أي شيء"
وبينما لم يعلق ابن عمها يوليوس قيصر موسوليني على الواقعة. إلا أن موقفها العدائي، بجوار دفاع يوليوس عن إرث جدهم قد يشير إلى أن سيرة الديكتاتور الشهير لم تنته تماماً عند شنقه والتخلص من حكمة، في أعقاب سقوط إيطاليا ودول المحور في الحرب العالمية الثانية.