إذا كان قد سبق لكِ الحمل، أو أنكِ حامل حالياً، أو تفكّرين في الحمل في المستقبل؛ فربما قد تبادر إلى ذهنك سؤالٌ حول ما إذا كان ينبغي أو لا ينبغي عليكِ ممارسة التمرينات الرياضية أو أن تمارين الحمل مفيدة لصحتك أم لا.
البعض يقول لا، والبعض الآخر يقول نعم، والبعض خائف للغاية من الأمر، والبعض لا يعرفون فحسب. إنها مسألة محل جدال جادّ، إلا أن الإجابة على هذا السؤال تختلف بحسب الشخص، ومع ذلك، فإن آخر نتائج الأبحاث ليست مبشّرة فحسب، بل إنّها مُذهلة أيضاً.
وبحسب دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ولاية واشنطن الأمريكية، لا تعتبر الرياضة أثناء الحمل آمنّة فحسب، بل بإمكانها أيضاً المساعدة على حماية طفلك من السمنة في المُستقبل. وفي الوقت الحالي، تشير تقديرات إلى أن 34% من البالغين، و15% إلى 20% من الأطفال والمُراهقين في أمريكا مُصابون بالسمنة.
لذا فإن القول بأن هذه الدراسة لها آثار هائلة على تفشي السمنة هو استهانة بخطورة ذلك المرض.
ويشير معدو الدراسة إلى أنه على الرغم من وجود أبحاث سابقة توضّح أن ممارسة النساء المُصابات بالسمنة للرياضة تعود بالنفع على أطفالهن، فهذه هي الدراسة الأولى التي توضّح أن الأمر نفسه يحدث حين تمارس النساء غير البدينات الرياضة.
أي أنّه بغض النظر عن وزن الأم، سيستفيد الطفل من ممارستها للرياضة أثناء الحمل.
وقال جون سوك سون، قائد فريق البحث: "بناءً على النتائج التي توصّلنا إليها، نوصي بممارسة النساء للرياضة بشكل مُنتظم أثناء الحمل -سواء كُن بدينات أو مُصابات بداء السكّري- لأنه يعود بالنفع على صحّة عملية الأيض "وهي عملية إنتاج الطاقة داخل الجسم" لدى الطفل".
وبالطبع، هُناك منافع تستفيد منها الأمّ نفسها أيضاً؛ فالتمرينات الرياضية تؤدّي إلى إفراز هرمونات الشعور بالسعادة، وتزيد من الطاقة، وتُخفف التوتّر، وتُساعد على النوم بشكلٍ أفضل. وفي فوائد يرغب كل إنسان فيها، سواء كان امرأة حامل أو لا لا سيّما النوم، فجميعنا نحتاج تلك النقطة.
ومثلما خمّنت بناء على ما سبق، فالعكس صحيح أيضاً؛ النساء الأصّحاء اللاتي لا يمارسن الرياضة أثناء فترة الحمل، قد يزداد لدى أبنائهن خطر الإصابة بالسمنة ومشكلات التمثيل الغذائي.
يقول سون: "تُرجّح بياناتنا أن قلّة ممارسة النساء الأصحّاء للتمرينات الرياضية خلال الحمل قد يُهيئ أطفالهن للسمنة وأمراض مُتعلّقة بالأيض، من خلال إضعاف الوظيفة الحرارية بالجسم".
وكما هو الحال دوماً؛ يجب عليكِ استشارة طبيبك لمعرفة الأفضل بالنسبة لك، ولكنّ هذه الدراسة تقدّم تأكيداً آخر على كيف أن التمرينات الرياضية مُفيدة حقاً للجميع، حتّى أولئك الذين ما زالوا في الرحم.