بدء عودة السكان بالقرب من محطة فوكوشيما بعد 8 سنوات من انفجارها

بعد ثماني سنوات من الانصهار الثلاثي الذي حدث في محطة فوكوشيما دايتشي النووية المحطمة باليابان، والذي أجبر عشرات الآلاف من الناس على الفرار من المنطقة، فتحت مدينة مجاورة للمحطة أبوابها جزئياً، الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2019، أمام المواطنين للعودة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/10 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/10 الساعة 18:54 بتوقيت غرينتش
محطة فوكوشيما النووية في اليابان/ رويترز

بعد ثماني سنوات من الانصهار الثلاثي الذي حدث في محطة فوكوشيما دايتشي النووية المحطمة باليابان، والذي أجبر عشرات الآلاف من الناس على الفرار من المنطقة، فتحت مدينة مجاورة للمحطة أبوابها جزئياً، الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2019، أمام المواطنين للعودة.

مدينة أوكوما المتاخمة لمحطة فوكوشيما النووية فتحت أبوابها لعودة السكان

حسبما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، فإن نحو 40% من مدينة أوكوما، التي تقع غرب المحطة مباشرة، أصبحت آمنة للسكان للعودة والاستقرار فيها بصورة دائمة، بعد أن أسفرت جهود إزالة التلوث عن تقليل مستويات الإشعاع بصورة كبيرة.

ورغم دعوات الحكومة لعودة المواطنين مرة أخرى، فإن تقارير إعلامية قالت إن 367 شخصاً فقط من سكان أوكوما قبل الكارثة، والبالغ عددهم 10.341، قد سجلوا أنفسهم مقيمين، وهو ما يشير إلى أن قلة قليلة من الناس ستعود إلى الأحياء التي هُجِّرت منها منذ وقوع الزلزال القاتل والتسونامي اللذين تسببا في حدوث انصهار ثلاثي بالمحطة النووية في مارس/آذار عام 2011.

لكن جزءاً كبيراً من المدينة سيكون محظوراً بسبب نسبة الإشعاع النووي الخطيرة

لكن الجزء الأكبر من مدينة أوكوما لا يزال محظوراً، بسبب ارتفاع مستويات الإشعاع. وسُمح للسكان بالذهاب إلى هناك في زيارات نهارية، لصيانة منازلهم. لكن وكالة Kyodo للأنباء أفادت بأن 48 شخصاً فقط، ينتمون إلى 21 أُسرة، سجلوا حتى الآن الإقامة طوال الليل.

ويأمل مسؤولون محليون أن يُقنع افتتاح مبنى البلدية الجديد الشهر المقبل (مايو/أيار 2019)، ومشاريع البنية التحتية الأخرى مزيداً من الناس بالعودة.

ولا تزال نسبة القلق من الآثار الصحية المحتملة للتعرض للإشعاع مرتفعة بين السكان من المناطق القريبة من المحطة، خاصةً الأُسر التي لديها أطفال صغار.

ووجد استطلاع أجرته Asahi -وهي صحيفة ومحطة محلية- أن ما يقرب من ثلثي السكان الذين تم إجلاؤهم يشعرون بالقلق من الإشعاع رغم المزاعم الرسمية بنجاح أعمال إزالة التلوث.

خاصة أن جزءاً من المدينة يُستخدم مخزناً للتربة السامة

وحسب الصحيفة البريطانية، فإن جزءاً من أوكوما يُستخدم موقع تخزين مؤقتاً لملايين الأمتار المكعبة من التربة السامة التي جُمعت في أثناء حملة إزالة التلوث غير المسبوقة، لتقليل الإشعاع إلى مستويات ستمكّن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من العودة إلى ديارهم.

وتعهدت الحكومة بنقل التربة خارج محافظة فوكوشيما بحلول عام 2045، لكنها لم تعثر بعدُ على موقع تخزين دائم.

والجدير بالذكر أن الانصهار في ثلاثة من مفاعلات فوكوشيما دايتشي الستة تسبب في تسرب إشعاعي هائل، أجبر 160 ألف شخص على الرحيل.

وفي حين رُفعت أوامر الإخلاء بمعظم المناطق المحظورة، لا تزال القيود سارية في عديد من المناطق الأقرب إلى المحطة، وضمن ذلك معظم مدينة أوكوما وسائر مدينة فوتابا القريبة منها. وكان أكثر من 40 ألف شخص لا يزالون غير قادرين على العودة إلى ديارهم حتى شهر مارس/آذار 2019، في حين قرر عديدون من الذين أُعلنت منازلهم آمنة، عدم العودة.

وسوف تحتفل الحكومة بفتح أبواب المدينة أمام المواطنين للعودة

ووفقاً لقرار الحكومة، فإن رئيس الوزراء، شينزو آبي، سوف يحضر حفلاً الأحد 14 أبريل/نيسان 2019، للاحتفال بالرفع الجزئي لأمر الإخلاء في أوكوما. وقد يزور آبي، الذي دفع باتجاه إعادة تشغيل المفاعلات النووية التي أُغلقت في أعقاب الكارثة، أيضاً فوكوشيما دايتشي، لأول مرة منذ أكثر من 5 سنوات، وفقاً لوكالة Kyodo للأنباء.

ويحرص آبي على إظهار أن الحياة في فوكوشيما تعود تدريجياً إلى طبيعتها قبل أولمبياد طوكيو عام 2020، وهو ما أثار انتقادات من بعض النشطاء.

وفي حين أحيت اليابان الذكرى الثامنة للكارثة الشهر الماضي (مارس/آذار 2019)، كشف تحقيق أجرته منظمة Greenpeace عن وجود مستويات عالية من الإشعاع في المناطق التي أُعلنت آمنة، واتهم الحكومة بتضليل المجتمع الدولي بشأن المخاطر التي يواجهها السكان العائدون وعمال إزالة التلوث.

علامات:
تحميل المزيد