بصرف النظر عن أسباب فوز نتنياهو، كان الفلسطينيون هم الخاسر الأكبر من الانتخابات الإسرائيلية التي كانت بمثابة استفتاء لم يشاركوا به على مصير أراضيهم.
وتضاربت الأنباء حول نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، إذ أفادت أنباء في البداية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد خسرها، ولكن سرعان ما تغيَّرت الصورة مع توالي استطلاعات الرأي.
من فاز في الانتخابات؟
وفي وقت سابق أعلن بيني غانتس، زعيم حزب الأزرق والأبيض الجديد، فوزه في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2019، لكن تحديث الاستطلاعات والنتائج الأولية اليوم أكد فوز نتنياهو بفترة ولاية خامس قياسية.
وعلَّق غانتز عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر على النتائج قائلاً: "لقد فزنا، الشعب الإسرائيلي قال كلمته، شكراً لآلاف النشطاء وملايين الناخبين، هناك رابح واضح وخاسر واضح في هذه الانتخابات، لقد وعد بيبي بـ40 مقعداً، لكنه تلقَّى خسارة كبيرة، الرئيس يرى الصورة، وتشكيل الحكومة يجب أن يكون للفائز، لا خيار آخر".
وأظهرت النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، تساوي عدد المقاعد التي حصل عليها حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، ومقاعد خصمه "أزرق أبيض"، بزعامة بيني غانتس.
بدورها، أعلنت قناة إسرائيل 13 أن النتائج أسفرت عن تساوي الطرفين في المقاعد بتفاصيل 36 لكل منهما.
وأظهر استطلاع من بين ثلاثة استطلاعات أن حزب الأزرق والأبيض حصل على مقعد أكثر من حزب ليكود.
ولم يحقق أي حزب أغلبية تؤهله للحكم بمفرده، لكن من الواضح أن نتنياهو في وضع قوي لتشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب يمينية أخرى تدعمه.
ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان 2019.
لكن النتائج المؤقتة أظهرت فوز تكتل الأحزاب اليمينية بزعامة نتنياهو ونجاح هذا المعسكر في توسيع قاعدته، بعدد 65 من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعداً، مقابل 55 مقعداً في المجمل لأحزاب يسار الوسط – يسار والأحزاب العربية،
رغم الحديث عن تقدم خصومه إنه يفاوض لتشكيل الحكومة
فقد أظهر إحصاء للأصوات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شقَّ لنفسه طريقاً واضحاً للبقاء في السلطة، اليوم الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2019.
إذ من المقرر أن تمنحه أحزاب اليمين المتطرف أغلبية برلمانية رغم المنافسة الشديدة بينه وبين خصمه الوسطي الرئيسي.
وقال نتنياهو عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر، إنه حقَّق الفوز بالانتخابات، وشكر الإسرائيليين على تصويتهم له، وأشار إلى أنه سيشكل حكومة يمين جديدة.
وقال نتنياهو إنه بدأ بالفعل محادثات مع حلفاء محتملين في ائتلاف حاكم.
لماذا اختاره الناخب الإسرائيلي رغم فساده؟.. أسباب فوز نتنياهو
ويحارب نتنياهو، الذي يتولى السلطة منذ 2009، من أجل بقائه السياسي.
واعتُبر السباق الانتخابي المحتدم على نطاق واسع استفتاء على شخصية نتنياهو وسجله في مواجهة اتهامات بالفساد.
ويواجه رئيس الوزراء اللإسرائيلي احتمال إدانته في ثلاث قضايا للكسب غير المشروع، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفة.
وعلى الرغم من ذلك، حصد نتنياهو أربعة مقاعد إضافية مقارنة مع ائتلافه الحاكم المنتهية ولايته، وذلك وفقاً لكشف نشرته اللجنة المركزية للانتخابات للأحزاب، التي حصلت على ما يكفي من الأصوات لدخول البرلمان.
وقد يصبح أطول حكام إسرائيل بقاء في السلطة
وقال نتنياهو (69 عاماً) في كلمة وجَّهها لأنصاره المحتفلين في مقر ليكود في ساعة متأخرة من الليلة الماضية "إنها ليلة انتصار ضخم".
وردَّد الحشد هتاف "إنه ساحر"، فيما أُطلقت الألعاب النارية وقبل نتنياهو زوجته سارة.
وأعلن حزب الأزرق والأبيض الجديد بزعامة بيني جانتس، خصم نتنياهو الرئيسي، تحقيق انتصار أصغر بشغل 35 مقعداً، وهو نفس عدد المقاعد التي حصل عليها ليكود.
وما لم يعدل غانتس، وهو جنرال سابق يبلغ من العمر 59 عاماً، عن تعهداته الانتخابية بالنأي عن نتنياهو، وينضم إليه في ائتلاف واسع في المستقبل فإنه سيرأس فيما يبدو معارضة برلمانية من يسار الوسط.
وإذا ظلَّ نتنياهو في القيادة فإنه سيُصبح أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في السلطة، في يوليو/تموز، ليتفوق بذلك على دافيد بن جوريون مؤسس الدولة، لكن هذا قد يفسد إذا واجه اتهامات جنائية وتمت الإطاحة به.
وهو قد يستغل الفوز لمنح نفسه حصانة من المحاكمة
وسيتخذ قرار بشأن الاتهام الموجه لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
و من المتوقع أن يدفع نتنياهو بضرورة الإبقاء عليه في سبيل المصلحة الوطنية. ويتوقع بعض المحللين السياسيين أنه قد يحاول إقرار قانون يمنحه الحصانة من المحاكمة بوصفه زعيماً في السلطة.
وخلال الحملة الانتخابية، تبادلت الأحزاب المتنافسة الاتهامات بالفساد وإذكاء التعصب والتراخي إزاء الأمن.
ويبدو أن صداقته لترامب ساعدت على فوزه
وسلط نتنياهو الضوء على علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أسعد الإسرائيليين وأثار غضب الفلسطينيين عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، في مايو/أيار الماضي.
وقبل أسبوعين من الانتخابات، وقّع ترامب إعلاناً، ونتنياهو بجانبه في البيت الأبيض، يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة التي انتُزعت من سوريا في حرب عام 1967.
ويرى مراقبون أن الإنجاز الذي حققه نتنياهو يجعله لا يكون مديناً بالشكر للناخبين الإسرائيليين فحسب، وإنما للرئيس ترامب أيضاً.
إذ عددت صحيفة The Washington Post الأمريكية في تقرير لها كيف اتخذ ترامب مجموعة من الإجراءات قبل الانتخابات ربما كان لها أثر على التصويت.
فهل يجرؤ على ضمّ مستوطنات الضفة أم هذا الكلام مجرد دعاية انتخابية؟
وخلال السباق الانتخابي زاد نتنياهو قلق الفلسطينيين، عندما وعد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه.
واعتُبر وعد نتنياهو على نطاق واسع محاولة لجذب أصوات ناخبي تيار اليمين وليس تغييراً في السياسة.
لكن بعد قرارات ترامب حيال القدس والجولان، قد يتجرأ رئيس الوزراء على الدعوة لضمّ المستوطنات في الضفة.
نعم للاحتلال.. 18 نائباً فقط يوافقون على دولة للفلسطينيين
والفلسطينيون هم الخاسر الأكبر من الانتخابات الإسرائيلية.
وتعليقاً على النتائج، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "صوّت الإسرائيليون ببقاء الحال على ما هو عليه".
وأضاف: "لقد قالوا لا للسلام، ونعم للاحتلال".
وفي تغريدة له عبر موقع تويتر، مساء الثلاثاء، قال عريقات: "صوت الناخب الإسرائيلي للتفرقة العنصرية، من الاستطلاع الأولي، هناك فقط حوالي 18 مقعداً من الـ120، يؤيدون مبدأ الدولتين على حدود 1967".
وباستثناء حزبي "العمل"، و "ميرتس"، ترفض الأحزاب الإسرائيلية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.
وانهارت آخر جولات محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2014.
ويبدو أن الإسرائيليين تغاضوا عن اتهامات الفساد الموجهة لنتنياهو، مفضلين الاحتفاظ بالأراضي العربية المحتلة على استعادة أموالهم التي يحتمل أنها قد ضاعت بسبب هذه الاتهامات.
الفلسطينيون هم الخاسر الأكبر من الانتخابات الإسرائيلية مجدداً.. فماذا سيفعلون؟
قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، الأربعاء، إن نتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية "أجهضت احتمالات السلام، ودلّت على رفض (الإسرائيليين) إقامة دولة فلسطينية".
جاء ذلك في بيان، باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وتابعت: "هذه المرحلة الخطيرة تتطلب منا الارتقاء إلى مستوى الخطر المتصاعد الذي يهدد القضية الفلسطينية برمتها".
ورأت أن "نتنياهو سيواصل أجندته المتطرفة والعسكرية، مستنداً إلى الدعم الأعمى من قبل الإدارة الأمريكية، إضافة إلى اعتماده على التخاذل الدولي الذي اكتفى بالإدانات اللفظية، ولم يحقق أي تدخل جاد وفاعل يُسهم في تطبيق قراراته وقوانينه".
وحلفاؤه سيرفضون إعادة حتى بعض الحقوق للفلسطينيين
وشدَّدت عشراوي على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقوقه، مؤكدة صموده أمام جميع المخططات والصفقات المشبوهة.
ومن المتوقع أن يعلن ترامب بعد الانتخابات عن خطة إدارته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط.
وإذا تضمَّنت الخطة إعادة إسرائيل بعض الحقوق للفلسطينيين، فمن المرجح أن يعترض حلفاء نتنياهو المحتملون من اليمين المتطرف.
والأحزاب العربية خارج الحسابات
وبحسب النتائج فقد جاءت نتائج أحزاب اليمين، على النحو التالي: الليكود 35، يهدوت هتوراه 8، وتحالف اليمين 5، وإسرائيل بيتنا 5، و "كلنا" 4، وشاس 8.
أما حزب العمل المعارض (وسط) فحصل على 6، وحزب ميرتس اليساري فحصل على 4.
وحصلت القائمة العربية "الجبهة والعربية للتغيير" على 6، وتحالف "الجبهة والقائمة الموحدة" (عربية) على 4.
وقد استعبد غانتس التحالف مع الأحزاب العربية، فيما تراجعت قوة أحزاب اليسار التي يمكن أن يتحالف معها؟
هل هناك احتمال أن يتم إعادة الانتخابات؟
وبمجرد الانتهاء من إحصاء الأصوات، سيسأل الرئيس ريئوفين ريفلين الأحزاب التي فازت بمقاعد برلمانية عمن تؤيد ليصبح رئيس الوزراء.
ثم سيختار أحد قادة الأحزاب ليحاول تشكيل ائتلاف.
ويُمنح المرشح 28 يوماً للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد الفترة لمدة أسبوعين إذا لزم الأمر.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإنه إذا لم يستطع المُكلّف إنهاء مهمته في تلك الفترة، فيمكن أن يمددها رئيس الدولة 14 يومًا أخرى، وذلك لثلاث مرات فقط، ثم يُكلف الرئيس بعدها، في حال فشله، شخصية أخرى.
وفي حال تعثر جهود المرشح الثاني أيضًا، تتم الدعوة إلى انتخابات جديدة خلال مدة أقصاها 90 يومًا، فيما تواصل الحكومة المنتهية ولاياتها تسيير الأعمال خلال تلك الفترة.
وتضيف الهيئة أنه بمجرد استكمال تشكيل الحكومة، يقوم النائبُ المكلف بإبلاغ رئيسي الدولة والكنيست، ويحدد موعدًا لعقد جلسة لعرض أسماء الوزراء والخطوط العريضة لسياساته في مختلف المجالات.
ولكن الأحزاب الصغيرة ستنقذ بيبي
والأحزاب الصغيرة هي التي قد تحدد هوية رئيس الوزراء المقبل، في ظل تقارب نتائج حزبي "الليكود" بقيادة نتنياهو و "أزرق أبيض" بقيادة منافسه "غانتس".
ونظراً لعدم قدرة الحزبين الكبيرين، الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وأزرق أبيض برئاسة بيني غانتس، تشكيل حكومة بمفردهما، لعدم حصولهما على أغلبية المقاعد، فإن الأحزاب الصغيرة تلعب دوراً كبيراً في تحديد هوية رئيس الوزراء القادم.
وتقليدياً، تُبلغ الأحزاب الرئيس، في إطار المشاورات، اسم الشخصية التي تفضلها لرئاسة الوزراء، ويتوجب عليه احترام تلك التوصيات، ومنح الأكثر ترشيحاً فرصة لتشكيل حكومة وعرضها على الكنيست لنيل الثقة.
وبموجب المشهد الانتخابي الحالي، فإن الخيار سيكون بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، زعيم حزب "الليكود"، وزعيم تحالف "أزرق أبيض"؛ بيني غانتس.
ويستبق "نتنياهو" و "غانتس" المشاورات بإجراء اتصالات مع قادة الأحزاب لحشد الدعم، وهو ما بدأ بالفعل بعد ظهور أولى مؤشرات التركيبة النيابية القادمة.
نعم سيقدم تنازلات، ولكن لهذه الأحزاب المتطرفة فقط
تظهر النتائج الأولية للانتخابات، هيمنة أحزاب اليمين على الكنيست المقبل، بحصولها مع حزب "الليكود" على 66 مقعداً من أصل 120.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، أن أحزاب "شاس" و "يهودوت هتوراه" و "إسرائيل بيتنا" اليمينية (21 مقعداً حسب النتائج الأولية) حسمت موقفها، بالائتلاف مع نتنياهو.
إلا أن الرجل المتشبث بالمنصب، يتوجب عليه تقديم تنازلات لجميع أحزاب اليمين دون استثناء، لضمان نيل ثقة الكنيست، بموافقة 61 عضواً على توليفته الحكومية.