في وقتٍ سابق من هذا الشهر، تصدرت سيسيل إليدج (61 عاماً)، عناوين الصحف لأنَّها كانت أماً بديلة حملت في حفيدها.
كان ابنها، ماثيو إليدج، وزوجه إليوت دوغرتي، مُهتمين بإنجاب طفل، وعرضت سيسيل أن تحمل طفلهما. وجرى تلقيح الطفل بواسطة الحيوانات المنوية الخاصة بابنها وبيضة من شقيقة دوغرتي.
إلا أن سنها هو ما أثار تساؤل كثير من الناس حول كيف كان ذلك ممكناً.
بحسب ما نشره موقع Healthline الأمريكي؛ ووفقاً للجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM)، "قد يكون الحمل ممكناً في أي امرأة تقريباً لديها رحم طبيعي، بغض النظر عن العمر وحتى في حالة غياب المبيضين ووظائفهما".
في ورقة الموقف الخاصة بالجمعية الأمريكية بالطب التناسلي، أثارت الجمعية مخاوف بشأن الأمهات البديلات ذوات الأعمار المتقدمة.
ولكنها ذكرت أنَّ العديد من النساء في سن 45 إلى 54 عاماً يتمتعن بصحة جيدة ومستعدات جيداً لتربية الأطفال، وبالتالي فهن مُرشحات منطقيات لتلقي البويضات والأجنة المُتبرع بها.
وفي حالة سيسيل إليدج، التي أنجبت حفيدتها، فإنَّها لن تربي الطفل، بل سيربيه ابنها وزوجه.
وُلد الطفل وكان وزنه حوالي 3 كيلوغرامات في مركز نبراسكا الطبي في أوماها، بولاية نبراسكا. ولم تكن هناك أي مضاعفات.
الولادة بعد انقطاع الطمث
قالت الدكتورة ليزا كامبو إنغلشتاين، وهي أستاذة مساعدة في قسم التوليد وأمراض النساء ومعهد ألدن مارش لأخلاقيات البيولوجيا في كلية ألباني للطب، إنَّ المرأة بإمكانها أن تحمل بعد انقطاع الطمث بمساعدة الهرمونات.
وانقطاع الطمث يعني توقف المبايض عن إنتاج الهرمونات، ولكن الرحم يظل يعمل.
وقالت الدكتورة إريكا فوكس، التي تحمل شهادة الدكتوراه، وهي أستاذة مساعدة في قسم التوليد وأمراض النساء بكلية الطب في هيوستن التابعة لجامعة تكساس الطبية، إنَّ الجدة التي تريد أن تصبح أماً بديلة تحتاج إلى موافقة من أحد مقدمي الرعاية الطبية أو أخصائي الغدد الصماء الإنجابية، إذ توجد مجموعة واسعة من الاعتبارات الطبية.
ستواجه المرأة التي تحمل بالطفل مخاطر الحمل العادية نفسها إلى جانب مخاطر بسيطة نتيجة الأدوية التي ستأخذها عند عملية نقل الجنين إلى رحمها.
وقالت إنَّ المعلومات المعروفة عن مخاطر حمل طفل في سن متقدمة قليلة، ولكن المخاطر تميل إلى الزيادة مع تقدم العمر.
المخاوف الصحية
وقال الدكتور بول لين، العضو المنتدب في جمعية Society for Assisted Reproductive Technology، لموقع Healthline الأمريكي، إنَّ الأطباء يمكنهم إعطاء الإستروجين والبروجستيرون للنساء بعد انقطاع الطمث لخداع الرحم وإيهامه بأنَّ بإمكانه الحمل.
وأوضح لين: "لمجرد أنها قادرة على الحمل لا يعني أنها يجب أن تفعل ذلك. هناك تجربة موثقة جيداً مفادها أنَّ النساء اللواتي يحملن في سن متقدمة للغاية يزيد لديهن خطر الولادة المبكرة، ومرض السكري الحملي، وارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، والولادة المبكرة".
كما لا يمكن إجراء الدراسات المتعلقة بانتشار الأمراض في ما يتعلق بالآثار الصحية للحمل في سن متقدمة بسبب قلة عدد الحالات والمخاوف الصحية.
وحذر لين قائلاً: "يجب أن نكون حذرين في تبني هذا الشكل من بناء الأسرة باعتباره الأمر السائد".
وقالت ليزا إنَّه على الصعيد الآخر، قد يكون لدى العديد من النساء قبل انقطاع الطمث مخاطر كبيرة مرتبطة بالحمل، وقد لا يُجرى إثناؤهن عن الحمل.
وأضافت ليزا أنَّه "بينما تتعرض النساء اللاتي يحملن في سن متقدمة لمخاطر متزايدة أثناء الحمل، يمكن التعامل مع هذه المخاطر عادةً بحيث تكون آمنة بالنسبة إليهن. هذه المخاطر ليست عادةً خطيرة بما يكفي لإعاقة النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة من الحمل بعد انقطاع الطمث".
مدى قانونية "استخدام الجدة لتكون أماً بديلة"
قالت إريكا إنَّ "الأم البديلة" هو المصطلح المفضل للمرأة التي تحمل جنيناً لشخص آخر في رحمها ولا يُستخدم فيه بويضتها.
وعلى الرغم من عدم وجود بيانات كثيرة حول عدد الآباء الذين يستعينون بأمهات بديلات يعرفونهن للحمل، تقول إريكا إنَّها لا تتوقع أن يكون حمل جدة في حفيدها حدثاً شائعاً.
وأضافت أنَّه لا ينبغي أن تكون هناك تكاليف أو إجراءات قانونية مختلفة عندما تكون الأم البديلة فرداً من العائلة أو صديقة مقربة.
وقالت إريكا: "ستظل جميع تكاليف الرعاية الطبية للمرأة موجودة، وقد يجرى تعويض المرأة عن وقتها وعدم ارتياحها، وينبغي أن يظل لدى كلا الطرفين تمثيل قانوني منفصل خاص به".
وتختلف القوانين والإجراءات حسب الولاية، لذلك من المهم أن يكون هناك تمثيل قانوني منفصل لكل طرف معني من البداية، وذلك قبل الحمل. وقالت إريكا إنَّ الأم البديلة تحتاج إلى أن تُعين محامياً متمرساً ليُحافظ على مصالحها بينما يجب أن يكون لدى الوالد أو الوالدين المعنيين محامٍ خاص بهما.
الحمل بحفيدك
قالت إريكا إنَّ النساء اللواتي يكنَّ أمهات بديلات يجب أن يتمتعن بصحة جسدية وعقلية جيدة، ويجب أن يكن حملن في السابق وحظين بولادات سلسة، وينبغي أن ينجبن أطفالهن في بيئة منزلية مستقرة وصحية.
بغض النظر عن المخاوف القانونية والصحية، يقول لين إنَّ الضغط الاجتماعي والآثار المترتبة على استخدام أم بديلة يكونان جسيمين.
وما قد تكسبه الأسرة من توفير المال قد يكون أكثر تكلفة عاطفياً بسبب الضغط المحتمل الذي يمكن أن يتعرض له أفراد الأسرة.
ويُمثل الإكراه مشكلة بالفعل عند التعامل مع الأمهات البديلات المجهولات، بينما يُشكل مشكلة أكبر في حال كانت الأمهات البديلات من العائلة أو الأصدقاء المعروفين.
ويقول لين: إنَّ "الحمل ليس بالضرورة خالياً من المخاطر، وهو بالتأكيد ليس بدون مخاطر بالنسبة لامرأة تبلغ من العمر 61 عاماً".
وأضافت ليزا: "بينما قد تكون هناك العديد من المشاعر الإيجابية المرتبطة برعاية حفيد المرء، فقد تكون هناك أيضاً بعض المشاعر السلبية".