مصالح اقتصادية ضخمة واستقلالية عسكرية مخيفة.. كل ما تريد معرفته عن الحرس الثوري الإيراني

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/09 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/09 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
الحرس الثوري الإيراني/رويترز

تطورت قوات الحرس الثوري الإيراني، التي صنَّفتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "منظمة إرهابية أجنبية"، الإثنين 8 أبريل/نيسان 2019، من قوة أمنية محلية شبه عسكرية، تعود جذورها إلى الثورة الإسلامية عام 1979، إلى "قوة عابرة للحدود الوطنية تساعد حلفاء طهران في الشرق الأوسط، من سوريا ولبنان حتى العراق".

ولا تتبع هذه القوات سوى أوامر المرشد الأعلى لإيران، وتعمل باستقلالية عن الجيش النظامي، ولديها كذلك مصالح اقتصادية ضخمة في أنحاء الدولة.

وفيما يلي أبرز النقاط الأساسية التي ينبغي معرفتها عن قوات الحرس الثوري الإيراني، كما نشرها موقع Voice of America الأمريكي.

نشأة "الحرس الثوري" من نشأة الثورة

أُسِسَت قوات الحرس الثوري بالتوازي مع القوات المسلحة الموجودة في الدولة؛ لتعزيز السلطة تحت عباءة المرشد الأعلى آية الله روح الله الخميني إبّان الثورة الإسلامية عام 1979.

بدايات الحرس الثوري الإيراني عام 1979، طهران/ AP
بدايات الحرس الثوري الإيراني عام 1979، طهران/ AP

وفي السنة التالية، استُدعِيَت قوات الحرس الثوري للدفاع عن إيران وقيادتها من رجال الدين في الحرب الطاحنة التي نشبت مع العراق، واستمرت لثماني سنوات وأسفرت عن تعزيز مكانة هذه القوات في المنطقة أيديولوجياً واقتصادياً وأمنياً.     

ويُقدَّر عدد أفراد القوة بما بين 125 ألفاً إلى 150 ألفاً، لكن من غير الواضح كم منهم ينتمون إلى "فيلق القدس"، وهو الجناح الأعلى في قوات الحرس الثوري الذي يتولى الإشراف على العمليات الأجنبية. ولا تتبع القوات، التي ترد بشأنها نصوص في الدستور الإيراني، سوى أوامر المرشد الأعلى الإيراني.                    

نفوذها الداخلي الكبير

تُشرِّف قوات الحرس الثوري الإيراني على برنامج الصواريخ البالستية في الدولة، وأجرت اختبارات عديدة منذ توقيع الاتفاقية النووية البارزة عام 2015 بين طهران وقوى دولية. وعلى الرغم من أنَّ الاتفاق لا يحظر صراحةً هذه الاختبارات، قال مسؤولون أمريكيون إنها تخالف روح الاتفاقية. وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاقية وأعاد فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران.

آية الله علي خامنئي بين قادة الحرس الثوري/ فارس
آية الله علي خامنئي بين قادة الحرس الثوري/ فارس

إضافة إلى ذلك، تدير قوات الحرس الثوري شركة إنشاءات ضخمة تُسمى "خاتم الأنبياء"، وتضم 135 ألف موظف يتولون مسائل الإعمار المدني، وقطاع النفط، والدفاع. وتعمل الشركات التي تديرها قوات الحرس الثوري أيضاً في بناء الطرق وتشغيل الموانئ وإدارة شبكات الاتصالات، حتى أنها تجري جراحات ليزر للعيون. وشاركت القوات أيضاً في جهود الإنقاذ خلال الفيضانات المدمرة الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً في أنحاء البلاد.   

وأمر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي القوات بإرخاء قبضتها عن الاقتصاد وخصخصة بعض شركاتها الاقتصادية الضخمة. وحاول الرئيس الإيراني حسن روحاني فرض مزيد من القيود على السلطات الواسعة التي تتمتع بها القوات في البلاد، لكن باءت محاولاته بالفشل.

نطاق نفوذها خارج البلاد

تُجنِّد قوات الحرس الثوري الإيراني آلاف المقاتلين بالخارج وتدربهم من خلال فيلق القدس، الذي يتزعمه اللواء قاسم سليماني، وهو شخصية غامضة لكن بارزة جداً، حارب مقاتلوه إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد وضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

الجنرال قاسم سليماني، الرجل الاكثر غموضاً وخطورة في إيران/ AP
الجنرال قاسم سليماني، الرجل الاكثر غموضاً وخطورة في إيران/ AP

من جانبهم، يقول مسؤولون أمريكيون إنَّ "قوات الحرس الثوري الإيراني تحت قيادة سليماني دربوا القوات العراقية على كيفية تصنيع القنابل المميتة التي تُزرَع على جانبي الطريق واستخدامها ضد القوات الأمريكية وذلك خلال غزو العراق عام 2003″، وهي الاتهامات التي تنكرها إيران.

ويُشرِف الحرس الثوري أيضاً على "الباسيج"، وهي قوة تطوعية قوامها عدة ملايين تحشد أعضاءها من الفقراء والشباب غير المتعلم الذي يقطن في المناطق الريفية وأطراف المدن. وصَدَرَت إيران نموذج قوات الباسيج إلى الخارج؛ إذ جندت طهران عشرات الآلاف من الشيعة في دول مثل أفغانستان وباكستان ولبنان والعراق؛ للقتال في الحروب التي تخوضها بالوكالة في سوريا وغيرها.

وواحدٌ من هؤلاء الشباب الشيعي، الذي انضم لموجة من الأفغان المُجندين والمُدربين للقتال في صفوف حكومة الأسد في سوريا، تحدث لوكالة أنباء The Associated Press الأمريكية، وقال إنَّ الفقر، وليس الولاء لإيران أو أيديولوجية ما، هو ما دفعه للانضمام للقتال.                

مليشيات في الشرق الأوسط

يدعم الحرس الثوري عدداً من المليشيات الشيعية في الشرق الأوسط، إلى جانب لواء "فاطميون" في أفغانستان. وأبرز هذه المليشيات هي "حزب الله"، أقدم قوى الحرس الثوري وأعلاها خبرة في المنطقة، وتأسست عقب غزو إسرائيل للبنان عام 1982. وانضمت المليشيا، بقيادة حسن نصر الله، علناً إلى الحرب الأهلية السورية في منتصف 2013، محققة سلسلة من الانتصارات صعبة المنال في سبيل الدفاع في عن الحكومة السورية المدعومة من إيران.

قوات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا/ مواقع تواصل
قوات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا/ مواقع تواصل

إلى جانب ذلك، قاتلت المليشيات العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في سوريا دعماً لقوات الأسد في وجه تنظيم "داعش"، في شمالي ووسط العراق. ومن بين الجماعات المسلحة في العراق التي تدعمها إيران: كتائب حزب الله العراقي، وحركة حزب الله النجباء، وعصائب أهل الحق، وغيرها من الميليشيات الأخرى.

وفي باكستان، يتكون لواء "زينبيون" في غالبيته من مقاتلين شيعة حاربوا أيضاً في سوريا. وتلقى الكثير من مقاتلي هذا اللواء تدريبات وتمويلاً من الحرس الثوري الإيراني.  

ويتحالف المتمردون الحوثيون في اليمن أيضاً مع إيران. واتهم عددٌ من الدول، منها السعودية والإمارات والولايات المتحدة، قوات الحرس الثوري الإيراني بتزويد الحوثيين بصواريخ بعيدة المدى، وهي الاتهامات التي تنفيها القوات الإيرانية. ويخوض تحالف بقيادة السعودية، وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، حرباً ضد الحوثيين منذ مارس/آذار 2015.

تحميل المزيد