بعد كأس العالم الفائت، انتقل اللاعب الكولومبي خاميس رودريغيز من مجرد لاعب مجتهد ينشط في صفوف نادي موناكو الفرنسي إلى نجم عالمي يلعب لصالح نادي ريال مدريد.
وفي العام 2010، نجح لاندون دونوفان في ترسيخ مكانته كنجم وطني بالولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن نسيان ظهور مايكل أوين مع منتخب إنكلترا في كأس العالم 1998.
يعتبر تقديم أداء جيد في كبرى المنافسات الرياضية على الإطلاق، طريق اللاعبين إلى تحقيق شهرة كبيرة خلال بضعة أسابيع فقط، فهما من بعض المواهب المغمورة التي يمكنها أن تخلِّد اسمها في أذهان المشجعين هذا الصيف في موسكو.
نذكر 5 من النجوم الصاعدين الذين سيبهرون الجمهور في كأس العالم 2018 كما عدَّدها موقع The Ringer الأميركي.
1- هيرفينغ لوزانو، المكسيك
العمر: 22 سنة
المركز: جناح هجومي
النادي: بي إس في آيندهوفن
كان أداء لوزانو من بين أحد أهم الأسباب التي أسهمت في فوز "بي إس في آيندهوفن" بلقب الدوري الهولندي الممتاز خلال الموسم الماضي.
تمكَّن اللاعب من تسجيل 17 هدفاً وصنع 7 أهداف أخرى لزملائه خلال سنته الأولى بهولندا، فضلاً عن تسديداته الصاروخية التي يُعرف بها، والكم الهائل من فرص التسجيل التي يتيحها لزملائه. ولعل التأثير الذي أحدثه اللاعب الشاب على مستوى خط هجوم فريقه هو الأمر الأكثر إثارة للإعجاب.
لا يندرج الدوري الهولندي ضمن قائمة أقوى الدوريات الأوروبية، كما يمكن للمباريات ضد فرق أسفل الترتيب أن تؤدي إلى تضخيم إحصائيات اللاعبين، لكن ذلك لا ينفي أن هذا المستوى المبهر الذي يقدمه الجناح المكسيكي يستحق الاهتمام.
وتعتبر السرعة إحدى نقاط قوة لوزانو، خاصة عندما لا تكون الكرة بحوزته، وهو ما أسهم في تحقيقه إحصائيات مبهرة فيما يتعلق بالتسديدات على المرمى والأهداف المسجلة.
كما يعمد إلى الركض في المساحات التي يخلفها مدافعو الفرق الأخرى، وغالباً ما يكون توقيته مثالياً.
لا يمكن اعتبار مهمة المنتخب المكسيكي سهلة على الإطلاق خلال هذا الصيف، حيث حلَّ في المجموعة ذاتها التي يوجد بها المنتخب الألماني، أحد المرشحين للظفر باللقب العالمي. ومن المرجح أنَّ تجاوُز مرحلة المجموعات سيؤدي إلى صدام محتمل مع البرازيل.
2- حكيم زياش، المغرب
العمر: 25 سنة
المركز: متوسط ميدان
الفريق: أياكس أمستردام
حكيم زياش هو أقرب لاعب للانتقال إلى فريق آخر خلال هذا الصيف، خاصة أنه يُعتبر أفضل لاعب في الدوري الهولندي خلال الموسم الماضي. فاز زياش بجائزة لاعب السَّنة، بعد أن أصبح يمثل قوة ضاربة بمركز صنع اللعب، الذي افتقر إليه الفريق منذ التفريط في كريستيان إيركسن إلى توتنهام صيف 2013.
من أبرز نقاط قوة زياش في أثناء اللعب، قدرتُه على التسديد من كل الأماكن والوضعيات. وخلال الموسم الماضي، كانت أكثر من 73 في المائة من تسديداته من خارج منطقة الجزاء.
وبالنظر إلى أنه سدَّد بمعدل 4.9 تسديدة في كل مباراة، فهذا يعكس بكل تأكيد، جرأته وبراعته. وبما أن أبرز الأندية في العالم باتت مهتمة باللاعبين الذين يمتلكون مهارة التسديد بدقة، فإن زياش سيكون من المؤكد مطلوباً بفضل أسلوبه المميز.
لحُسن حظه، يمتلك زياش أيضاً براعة التمرير، التي تغطي أحياناً على عيبه الأكبر، وهو إصراره على التسديد أحياناً من وضعيات غير ملائمة، بشكل يثير إحباط زملائه.
وقد خلق زياش عدداً كبيراً من الفرص، وأرقامه تفوق كثيرين من نجوم وسط الميدان بالدوريات الأوروبية خلال الموسم الماضي، حيث إنه يستطيع تمرير الكرة في أي وضعية، وإيصالها إلى اللاعب المطلوب.
ويعلّق المغرب آمالاً كبيرة على حكيم زياش، ليمثل إزعاجاً للعملاقين البرتغالي والإسباني في منافسات المجموعة الثانية، وهو أمر ممكن إذا قدَّم هذا اللاعب الأداء المنتظر منه.
3- غونسالو غيديس، البرتغال
العمر: 21 سنة
المركز: جناح
الفريق: باريس سان جيرمان الفرنسي (المعار إلى نادي فالنسيا)
عندما أنفق الملياردير القطري ناصر الخليفي 30 مليون دولار لجلب غونسالو غيديس إلى فريق العاصمة الفرنسية قادماً من فريق بنفيكا البرتغالي في يناير/ كانون الثاني 2017، توقَّع الجميع أنه سيكون حجر الأساس في مشروع تشبيب وتغيير هيكل الفريق.
ولكنَّ فريق باريس سان جيرمان تمادى أكثر في صرف الأموال على الانتدابات، من خلال جلب النجم البرازيلي نيمار والنجم الفرنسي كيليان مبابي، فوجد الشاب غيديس نفسه مضطراً إلى الرحيل على سبيل الإعارة لفريق فالنسيا.
بكل بساطة، يعد غيديس لاعباً موهوباً وذا أسلوب مميز، سواء عندما تكون الكرة في حوزته أو عندما يتحرك من دونها.
كما مثَّلت حيويته وتنوُّع فنيَّات المراوغة لديه، دفعاً كبيراً لفريق فالنسيا خلال هذا العام (2018)، حيث تمكَّن من استعادة نتائجه الإيجابية، ليتقدم من المركز الـ12 في نهاية الموسم السابق، إلى المركز الرابع في هذا الموسم.
وفي ظل تشدُّد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تطبيق قوانين اللعب المالي النظيف، وإجبار النوادي على عدم تجاوُز سقف الإنفاق المسموح به، لا بد أن الفريق الباريسي يفكر -بكل تأكيد- في إيجاد طريقة لتعويض البعض من المبالغ الخيالية التي دفعها لجلب مبابي ونيمار؛ لذلك إن نجاح غيديس في تفجير مواهبه بمونديال روسيا سيقدم حلاً لإدارة الـ"بي إس جي".
4- أمين حاريث، المغرب
العمر: 20 سنة
المركز: وسط ميدان هجومي
الفريق: شالكه الألماني
قدَّم أمين حاريث لمحة خاطفة عن المواهب التي يمتلكها خلال موسمه الوحيد بالدوري الفرنسي في 2016-2017، إلا أنه قضى معظم الوقت وهو يلعب على الأطراف.
ومنذ وصوله إلى فريق شالكه الألماني، أصبح يتمركز في منتصف الميدان، ومن الواضح أن هذا المركز هو المفضل لديه.
تبرز قيمة حاريث في قدرته على تجاوز المدافعين والتقدم بالكرة بسرعة لمساعدة زملائه على الانتقال بالهجمة من منتصف الميدان إلى الثلث الأخير من الملعب؛ من أجل خلق الخطر قرب المرمى.
وعندما يتقدم حاريث بسرعته المعهودة، فإن كوكبة المدافعين تعجز عن التصدي إليه، وغالباً ما يكون الحل الوحيد لإيقافه هو ارتكاب خطأ ضده.
وأبرز دليل على ذلك، هو أن إحصائيات الدوري الألماني تشير إلى أنه من بين كل اللاعبين الذين شاركوا لأكثر من 700 دقيقة هذا الموسم، لا أحد عانى الاستهداف بالمخالفات أكثر من حاريث، الذي تعرَّض لأكثر من 4.1 عرقلة في كل مباراة.
بالنظر إلى أنه لا يزال شاباً في الـ20 من عمره، فإن أسلوب لعبه سوف ينضج ويتطور بكل تأكيد. أحياناً تفتقد تمريرات حاريث التركيز؛ لذلك يصفه البعض بأن موهبته تنحصر فقط بالمراوغة، وهذه في حد ذاتها موهبة لا يمكن الاستهانة بها، ولكنه أحياناً يبالغ في الاحتفاظ بالكرة.
ولكن بغض النظر عن هذه العيوب في أسلوب لعبه، فاز حاريث بنهاية هذا الموسم في الدوري الألماني بجائزة أفضل لاعب شاب. لذلك، يأمل متابعو كرة القدم أن يشاهدوه في مونديال روسيا وهو يشن تلك الهجمات الفردية السريعة، عندما يخرج من دكة الاحتياط وينضم إلى حكيم زياش على الميدان.
5- بيوني سيستو، الدنمارك
العمر: 23 سنة
المركز: جناح
الفريق: سيلتا فيغو
حتى لو لم تكن من المتابعين الأوفياء للدوري الإسباني، فإنك ربما تتذكر اللاعب بيوني سيستو؛ ذلك اللاعب الأسمر الذي سجل هدفين رائعين ضد مانشستر يونايتد، مع فريق إف سي ميدتيلاند الدنماركي، ليبث الرعب في صفوف الشياطين الحمر،في أثناء المواجهة بالدور الـ32 لمنافسات الدوري الأوروبي لسنة 2016.
يبدو أن هذا التألق الذي حققه سيستو مع فريقه الدنماركي، دفع سلتا فيغو الإسباني لتقديم 5 ملايين يورو للظفر بخدماته في صيف 2016.
وبعد موسم أول مخيِّب للآمال في إسبانيا، قدَّم سيستو، خلال موسمه الثاني، مردوداً رائعاً ومستقراً. وعلى الرغم من أن النجم الأول لفريق سيلتا فيغو هو -بلا شك- الدولي الإسباني ياغو أسباس، فإن الشاب الدنماركي المنحدر من جنوب السودان، برز أيضاً من خلال تسجيله أو تقديمه تمريرة حاسمة مرة على الأقل في كل 180 دقيقة.
من المميزات التي شدَّت أنظار المحللين إلى سيستو، جمعه بين المهارة وقوة الاندفاع البدني، التي يعتمد عليها في كل مرة يدخل فيها في تحدٍّ مع المدافعين.
يجمع سيستو بين مهارة المراوغة ودقة تمريراته لزملائه. ولا يزال أمامه ما يكفي من الوقت لتطوير أدائه، ولكن يبدو أنه يتجه بثبات ليكون واحداً من أبرز صانعي الألعاب في أوروبا، بعد أن نجح بالموسم الماضي في تقديم عدد كبير من التمريرات الحاسمة.
وعلى الرغم من أن إريكسون هو النجم الأول لمنتخب الدنمارك، باعتبار أن لاعب وسط توتنهام يتمتع بمستوى يفوق الآخرين، سيكون لسيستو أيضاً دور في تثبيت المدافعين بمونديال روسيا؛ حتى يتمكن بقية زملائه من التمركز والتقاط أنفاسهم.
وخلال مباراتها الفاصلة ضد إيرلندا في تصفيات كأس العالم، استفادت الدنمارك من الحضور القوي للشاب سيستو، الذي قدَّم تمريرتين حاسمتين كانتا كافيتين لضمان الانتصار في مباراة العودة.
ومنذ سنة 1998، كانت الدنمارك دائماً تخرج من دور المجموعات بكأس العالم؛ لذلك هي في أمسّ الحاجة اليوم للاعبين من مستوى سيستو؛ حتى تذهب بعيداً في مغامرتها في روسيا.