ذكرت تقارير إخبارية أن السلطات الليبية طلبت من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا المساعدة في استعادة ملايين الدولارات من أموال القذافي التي هربها الرئيس الليبي السابق من بلاده وسلمها إلى رئيس جنوب إفريقيا الأسبق جاكوب زوما قبل وفاته.
وقالت صحيفة The Telegraph البريطانية، إن الجزء الأصغر من أموال القذافي بحوزة ملك مملكة إسواتيني، المعروفة سابقاً باسم سوازيلاند. وأصبحت هذه الثروة جزءاً من المعترك السياسي في جنوب إفريقيا، حيث يسعى رامافوزا للقضاء على مزاعم الفساد التي شوهت سمعة فترة حكم سلفه.
أموال القذافي عند الرئيس السابق لجنوب إفريقيا
وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته، الأحد 7 أبريل/نيسان 2019، أن القذافي سلم نحو 23 مليون دولار إلى زوما، الذي كان رئيساً لجنوب إفريقيا حينها، لادخارها له قُبيل الإطاحة به وقتله في ثورة ساندها حلف الناتو عام 2011.
وأبدى زوما اعتراضه على التدخل العسكري الدولي في ليبيا وعرض على القذافي اللجوء في جنوب إفريقيا عندما انهار نظامه. ولكن القذافي رفض العرض وطلب من رئيس جنوب إفريقيا بدلاً من ذلك أن يحفظ له جزءاً من ثروته.
وقال مصدر مطلع لصحيفة Sunday Times الجنوب إفريقية "رفض القذافي الهروب، وقال إنه سيموت في بلده. ولكنه أعطاهم بعض المال وقال لهم: أنفقوا هذه الأموال إذا اعتُقلت وخضعت للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية وأحضروا لي محامياً بارعاً، وإذا قُتلت أعطوا هذه الأموال إلى أسرتي".
وذكرت تقارير أن زوما أخفى الأموال بفئات نقدية كبيرة من الدولار الأمريكي لعدة سنوات في قبو أسفل منزله الفاخر في محافظة كوازولو ناتال الريفية، وفقاً لمصادر حكومية.
قبل أن تنتقل لملك إسواتيني تجنباً لتهم فساد
ولكنه سلمها للملك مسواتي، ملك مملكة إسواتيني، المعروفة سابقاً باسم سوازيلاند، في فبراير/شباط 2019، خشية توجيه تهم فساد له. وذكرت الصحيفة أن الأموال الآن بحوزة أحد أقارب الملك مسواتي الذي يعمل في البنك المركزي في إسواتيني.
وفي البداية نفى الملك مسواتي، المتزوج من 15 امرأة ولديه أكثر من 20 طفلاً، حيازته أموال القذافي لكن ذكرت تقارير أنه اعترف بمعرفته بمكان وجودها عندما التقى رامافوزا للمرة الثانية الأسبوع الماضي. ويعد مبلغ 23 مليون دولار أمريكي المختفي جزءاً صغيراً نسبياً من ملايين القذافي المفقودة.
وذكرت تقارير أن الخبراء الذي عينهم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عام 2017 لتتبع الأموال الليبية المفقودة اكتشفوا وجود ما لا يقل عن 20 مليار دولار من أموال القذافي في جنوب إفريقيا.
وفي عام 2014 زعمت صحيفة Sunday Independent الجنوب إفريقية أن مليارات الدولارات من أموال القذافي هُربت إلى جنوب إفريقيا وأن هناك مخاوف من أن الشركات التي تسيطر على هذه الأموال على علاقة بجماعات إسلامية متشددة. وقد رفض رامافوزا وزوما التعليق على هذا الأمر.