كان السبب وراء تأهل السعودية لكأس العالم.. السعودي الذي تحدى “خفقان القلب” يدفع الثمن بالاستبعاد من المونديال

في أغسطس/آب من العام الماضي، ضجت المملكة العربية السعودية بعدما تم الكشف عن معاناة صانع ألعاب الأخضر ونادي الهلال نواف العابد

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/05 الساعة 16:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/06 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش

في أغسطس/آب من العام الماضي، ضجت المملكة العربية السعودية بعدما تم الكشف عن معاناة صانع ألعاب الأخضر ونادي الهلال نواف العابد من مشاكل صحية تتسبب في زيادة خفقان القلب.

ونجح العابد في عبور ذلك وقاد بلاده لبلوغ المونديال، لكن تضحيته ذهبت مع الريح وخرج من القائمة التي ستمثل السعودية في المونديال.

تحدى خفقان القلب

انتشرت شائعات حول مستقبل العابد بسبب المرض، وذهب البعض إلى إنه قد يعتزل الكرة، لكنه كان صامداً، وما هي إلا أيام قليلة، حتى ظهر وسجل في مباراة السعودية التي خسرتها بهدفين لهدف في تصفيات المونديال.

وبعد أسبوع فقط من هدفه في الإمارات، عاد نواف العابد ليمنح زميله فهد المولد تمريرة حاسمة، نجح بها في هز شباك اليابان، ليقود الأخضر السعودي لمونديال روسيا، بعد غياب عن نسختي 2010، و2014.

بطل التأهل

نواف العابد الذي كانت تطارده شائعات الاعتزال تحول إلى رمز في السعودية، هو بطل التأهل للمونديال بجدارة، بحسب ما تقول الأرقام، إذ نجح خلال تصفيات الحسم في المساهمة في 8 أهداف، بتسجيل 5 أهداف وصناعة 3.

ليس هذا فحسب فقد أنقذ مرمى الأخضر من هدفين من على خط مرمى، وذلك خلال 9 مباريات شارك فيها بالتصفيات النهائية المؤهلة للمونديال عن القارة الآسيوية.

تضحية جديدة

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعرض نواف العابد لإصابة في العضلة الضامة، كان بحاجة ماسة للخضوع لجراحة، لكن فضل المسكنات كي يستمر في مساعدة فريقه الهلال في ظل غياب زميليه إدواردو وعمر خريبين، وهو ما اعترف به خلال مقابلة تليفزيونية في 10 ديسمبر/كانون الأول 2017.

وكانت الصدمة الكبرى في 8 يناير/كانون الثاني من العام الحالي، بعدما سقط نواف العابد على الأرض بعد مرور 14 دقيقة من مباراة الهلال والاتفاق، لتتفاقم إصابته، ويجد نفسه مضطراً للخضوع للجراحة مجبراً، وهو ما تم على يد جراح فرنسي، أوصى بحاجته للتأهيل لمدة شهر.

وظل بعيداً عن الملاعب حتى عودته في الدقيقة 69 من مباراة السعودية وبيرو الودية التي جرت في الثالث من الشهر الجاري.

صدمة  الاستبعاد

أعلن الأرجنتيني خوان بيتزي قائمة السعودية المشاركة في المونديال بدون نواف العابد ومحمد جحفلي وعساف القرني وسعيد المولد ومحمد الكويكبي، وكان وقع استبعاد نواف العابد بمثابة الصدمة، لم تتوقف حدودها على السعودية، بل نالت اهتماماً واسعاً على مستوى العالم.

موقع شبكة espn الأميركية على سبيل المثال، كان من بين المتعاطفين مع نواف العابد، واختاره ضمن تشكيلة أبرز الغائبين عن المونديال، كذلك انتقدت مجلة "ليكيب" الفرنسية" قرار استبعاد نواف العابد من قائمة الأخضر في المونديال.

نواف العابد الذي وصفه الموقع الرسمي للاتحاد الدولي "الفيفا" بـ"القلب الشجاع" خلال مقابلة أجراها معه في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 قال فيها: "لدي ذكريات مع العديد من المباريات التي خاضها منتخبنا في البطولات الماضية من كأس العالم. لقد تعلّمت الكثير وتمنيت أن أكون لاعباً في ذلك الوقت.

الآن لدينا الفرصة لكي نحقق أحلامنا ونخوض هذه البطولة الكبيرة"، وجد نفسه مضطراً للاستسلام لضياع حلمه، وغرد عبر تويتر قائلاً: "الحمد لله على كل حال بالتوفيق لإخواني اللاعبين في مهمتهم الوطنية قلوبنا معكم".

وضج تويتر بالتعليقات الغاضبة على استبعاد "عراب المونديال" بحسب ما وصفه  المغردون، بعد ما قدمه للأخضر في التصفيات، وأكدوا على أنه لم يكن يستحق هذه الاستبعاد بعدما كان النجم الأول للتأهل.

الاتحاد السعودي يبرر

الغضب الجماهيري من استبعاد العابد، وصل صداه لاتحاد الكرة، فخرج محمد الشيخ المتحدث الإعلامي للاتحاد مبرراً قرار استبعاد اللاعب في تصريحات اذاعية، قال فيها: "عدم جاهزية نواف العابد بعد إصابته في العضلة الضامة، هو سبب استبعاده من قائمة المنتخب".

وقال محمد السويلم لاعب الأهلي السعودي السابق: "في اعتقادي أنه ليس هناك أي مدرب عاقل يبعد لاعباً بحجم نواف إذا لم يكن هناك مبرر قوي جداً، ونحن مع المدرب فيما يخدم المصلحة العامة".

تحميل المزيد