هل سبق أن قضيت حاجتك ونظَّفت مرحاضك ثم وقفت لتُفكِّر في قِصَر المسافة بين نفاياتك البشرية وفرشاة أسنانك في الزاوية؟ أم هل أنت من جمهور تخزين فرشاة أسنانك داخل خزانة الدواء لهذا السبب تحديداً؟
في كافة الأحوال، هناك حقائق مُثيرةٌ للاهتمام -وربما تكون مُحزنةً-يجب أن تعرفها عن مُختلف أوضاع تخزين فرشاة الأسنان. تابع القراءة لتتعرَّف إلى أكثر الأماكن صحيةً لفرشاة أسنانك.
اقرأ أيضاً
أين يجب أن تُخزِّن فرشاة أسنانك؟
يُمكن أن نقضي اليوم بطوله في مناقشة مزايا مُختلف مواقع تخزين فرشاة الأسنان. لكن الأمر ليس بحاجةٍ لتأكيدات، رغم أنه سيكون حواراً شيِّقاً. وستكون بخير حالٍ طالما لا تُخزِّن فرشاة أسنانك في مكانٍ واضح القذارة "مثل المرحاض".
بحسب مجلة Self الأمريكية يقول أميش أداليا، دكتور الطب والباحث الكبير في الأمراض المُعدِيَة بمركز جون هوبكنز للأمن الصحي: "بنسبةٍ كبيرة، لا أهمية لمكان تخزين فرشاة الأسنان".
وهذا لأننا نعيش في عالمٍ تملأه الجراثيم، ويشمل ذلك فرشاة أسنانك -بغض النظر عن موقع تخزينها. وأضاف الدكتور أداليا: "من المهم أن تتذكَّر أن فرشاة أسنانك لن تكون مُعقَّمةً تماماً؛ لأن الكائنات الدقيقة ستُغطيها بغض النظر عن بيئة تخزينها".
ورغم ذلك، من الأفضل أن تُبعِد فرشاة أسنانك عن المرحاض. ليس هذا لأن الأمر يُشكِّل خطراً كبيراً على صحتك، بل لأنه أمرٌ مُقرفٌ نوعاً ما.
ويقول أوناي غارنر، أستاذ الطب السريري المُساعد ورئيس قسم الأحياء الدقيقة الطبي ومُدير نقطة الرعاية السريرية بقسم علم الأمراض والتحاليل الطبية في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، إن الإبقاء على فرشاة أسنانك مكشوفةً داخل الحمام يُعرِّضها لما يُعرف باسم غُبار المرحاض.
اقرأ أيضاً
مثير للإشمئزاز..لكن لا يدعو للقلق
وإذا لم تكن قد سمعت بهذه الظاهرة، فأنت تعيش في نور الجهل. غُبار المرحاض هو عبارةٌ عن سُحُبٍ رذاذيةٍ تتألَّف من جزيئاتٍ مُتناهيةٍ الصغر، مثل البول والبراز، التي تنتشر في الهواء وتُغطِّي الأسطح المُحيطة حين تُنظِّف مرحاضك.
ولا يعلم الخُبراء تحديداً المدى الذي يُمكن أن يبلغه غُبار المرحاض، لكن فرشاة أسنانك ستكون على الأغلب ضمن نطاق ذلك الغبار. وكلما كانت الفرشاة أقرب إلى المرحاض، زادت احتمالية تعرُّضها للغبار.
لكن الأمر لن يُشكِّل خطراً كبيراً على صحتك رغم أن الفكرة ليست مُحبَّبة، بحسب جمعية طب الأسنان الأمريكية. وأكَّدت المنظمة أن فرشاة الأسنان تحمل البكتيريا لكن لا يوجد دليلٌ فعليٌ على أنها ستُؤذيك.
ولا يمتلك العُلماء أدلةً على إصابة الكثير من الناس بالأمراض نتيجة غبار المرحاض، ناهيك عن استخدام فرشاة الأسنان المُغطَّاة بذلك الغبار. لكن غارنر أوضح أن الأمر ممكنٌ من الناحية التقنية، وخاصةً في حال استخدم مرحاضك شخصٌ يُعاني مرضاً شديد العدوى مثل النوروفيروس.
ويتسبب مرض النوروفيروس في حالات تسمُّمٍ غذائي داخل الولايات المتحدة أكثر من مُسبِّبات العدوى الأخرى، بحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها.
وتُعَدُّ هذه الاحتمالية أحد الأسباب التي دفعت الدورية الأمريكية لمكافحة العدوى لنشر مراجعةٍ عن دراسات الأمراض الوبائية والتحاليل المعملية عام 2015، وذكرت فيها أن النوروفيروس ربما يُعَدُّ الأكثر خطورةً وسط أنواع العدوى المحمولة جواً عن طريق غبار المرحاض.
ولا تحتاج تلك العدوى إلى الكثير من الجزيئات لتنتقل، إذ يستطيع النوروفيروس العيش على الأسطح لأيامٍ أو أسابيع أحياناً. لكن الخطر الذي تُشكِّله هو خطرٌ نظري وليس فعلياً. وفي الواقع، يُعتبر غبار المرحاض أمراً مُثيراً للاشمئزاز ولا يستحق القلق بشأنه حين تستخدم فرشاة أسنانك.
كيف تُخزِّن فرشاة أسنانك؟
وقالت ميا جيسينغر، الحاصلة على الدكتوراه في طب الأسنان والأستاذة المُساعدة ومُديرة برنامج التعليم المُتقدِّم في طب دواعم الأسنان بجامعة ألاباما وكلية برمنغهام لطب الأسنان:
"يجب تخزين فرشاة الأسنان بشكلٍ مُستقيمٍ داخل بيئةٍ تسمح بجفافها تماماً إثر استخدامها". لهذا لا يُفضَّل استخدام خزانة الدواء لتخزين فرشاة الأسنان.
إذ إن خزانة الدواء الصغيرة المُغلقة تخلق غلافاً رطباً يسمح نظرياً بازدهار مُسبِّبات الأمراض؛ لأن الرطوبة تسمح بنمو الميكروبات "مثل العفن والبكتيريا".
لكن ميا تُشير إلى عدم وجود أدلةٍ على أن تخزين فرشاة أسنانك داخل خزانة الدواء يرتبط مُباشرة بالتداعيات الصحية السلبية، على غرار غبار المرحاض.
ويتوقَّف التصرُّف الأمثل على مدى كراهيتك لفكرة غبار المرحاض ونمو الميكروبات فوق فرشاة أسنانك داخل خزانة الدواء. وإذا لم تزعجك تلك الأفكار، فاستمر في تخزين فرشاة أسنانك كما اعتدت دائماً. وإذا كنت تشمئز من تلك الأفكار، يُمكنك أن تُغيِّر موقع تخزين فرشاتك وفقاً لذلك.
ويُمكنك مثلاً أن تُبقي على موقع فرشاتك فوق الحوض مع فرض قاعدةٍ صارمةٍ تنُصُّ على إغلاق غطاء المرحاض قبل تنظيفه، من أجل أن تهدأ أفكارك وليس حفاظاً على صحتك فعلياً. وعلى أرض الواقع، يسهل تطبيق تلك القواعد مع شريكك في السكن، بعكس الضيوف والأصدقاء الجُدد ومجموعات البشر الذين يتسكَّعون داخل منزلك.
وفي تلك الحالات، يُمكنك أن تحتفظ بفرشاة أسنانك داخل خزانة الدواء لوقتٍ قصير، أو أن تتركها فوق الحوض مع تغطية رأس الفرشاة. وسيعوق ذلك قدرة الفرشاة على الجفاف سريعاً، لهذا تُعارض ميا تلك الفكرة عموماً. لكنها تقول إنه لا ضير من تغطية الفرشاة لفترةٍ قصيرة.
وربما يصل الاشمئزاز بك إلى درجةٍ تدفعك للاحتفاظ بفرشاة أسنانك داخل غرفة نومك. الأمر متروكٌ لك. ولكن لا تدع الأمر يستهلك الكثير من أفكارك إجمالاً. إذ إن هناك احتماليةً أكبر لإصابتك بالأمراض نتيجة أمورٍ أخرى، مثل الإصابة بفيروس أثناء العمل.
بعض النصائح للحفاظ على نظافة فرشاة أسنانك
تأكَّد من اهتمامك بكل جوانب نظافة فرشاة الأسنان، بدلاً من القلق الزائد بشأن تخزينها. وتُقدِّم لك جمعية طب الأسنان الأمريكية عدَّة نصائح بسيطةٍ يُمكنك اتِّباعها:
- لا تُشارك فرشاة أسنانك مع شخصٍ آخر؛ لأنك ذلك قد يُؤدِّي إلى تبادل مُسبِّبات الأمراض.
- اغسلها جيداً بعد كل استخدام، نظِّف الفرشاة من كافة جزيئات الطعام والمعجون العالقة. "ويُمكن أن ننصح شخصياً بتنظيفها مُستخدماً مِعصمك".
- لا تسمح لرأس فرشاةٍ أخرى أن يُلامس رأس فرشاتك، إذا كنت تُخزِّن عدداً من فُرَشِ الأسنان في نفس المكان، تنصح مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بعدم السماح لرؤوس الفُرَش بالتلامس.
- استبدل فرشاة أسنانك كل ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل، تفقد فرشاة الأسنان فاعليتها بمرور الوقت. اشترِ فرشاةً جديدةً قبل أن تُصبح شُعيرات الفرشاة القديمة مُتداخلة.
- تجنَّب استخدام المُعقِّمات والمُطهِّرات، لا تُوجد الكثير من الأبحاث التي تدرس مُعقِّمات فرشاة الأسنان، بحسب جمعية طب الأسنان الأمريكية. وتنصح مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بعدم نقع فرشاة الأسنان في محاليل التطهير أو غسول الفم، التي تزيد من فُرَصِ حدوث التلوُّث المُتبادل.
- تنصح الجمعية أيضاً بعدم مُحاولة استخدام الميكروويف وغسالات الصحون وأجهزة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، من أجل تجنُّب إتلاف فرشاة الأسنان.
وستكون على ما يُرام في حال اعتمدت على نصائح النظافة الفموية السابقة، بغض النظر عن مكان تخزين فرشاة أسنانك. ونصيحةٌ أخيرة، ألقِ فرشاة أسنانك في القمامة في حال سقطت في المرحاض.