نظرة فابتسامة فتسارع في دقات القلب فانطلاق أول شرارة حب، لهذه الأحاسيس تفسيرات كيميائية يتعرَّض لها سائر الجسم عندما يصبح تحت تأثير الحب. كيف يفهم المتحابون بعضهم دون أن ينطقوا بحرف واحد؟ ربما يقعون في سحر اللحظة!
لا، لا نتحدث عن تلك اللحظة الشاعرية في الأفلام التي ترافقها موسيقى في الخلفية، بل طوفان الناقلات العصبية التي تختطف أدمغتنا، وتتسبب في بقائنا مستيقظين طوال الليل نفكر فيمَن نحب.
الباحثة هيلين فيشر، من جامعة روتجرز بنيوجيرسي، أشارت إلى أن المرء يقع في الحب من خلال ثلاث مراحل، كل منها تضم مجموعة مختلفة من الهرمونات الخاصة بها.
هذه المراحل وفق ما نشر موقع phys.org هي:
أولاً: مرحلة الرغبة التي تقودها الهرمونات الجنسية كالتستسترون والإستروجين.
ثانياً: مرحلة الانجذاب أو الحب الأعمى، التي يقودها هرمون الدوبامين، وهو المركب الذي يجعلنا نتعرّق ويجعل قلوبنا تنبض عشقاً، مما يعطي نفس ونشوة تعاطى المواد المخدرة، مثل الكوكايين والنيكوتين.
يفرز أيضاً هرمون السيروتينين في هذه المرحلة، وهو الهرمون المسؤول عمّا يسمّى بـ (جنون الحب واندلاع مشاعر الرضا والسعادة).
وأخيراً تأتي مرحلة التعلق والارتباط طويل الأمد، المسؤولة عنها هرمونات الأوكسيتوسين، التي تحفز الهرمونات الجنسية وتعزز روابط الثقة بين الزوجين.
يفرز أيضاً هرمون الفاسوبرسين في هذه المرحلة، وهو يوطد العلاقة بين المتحابين عند ممارسة الجنس، وكلما زاد إفرازه ووجوده لدى الشركاء زاد تعلقهم وإخلاصهم لبعضهم البعض.
لكن يبقى التساؤل: كيف يفهم المتحابون بعضهم من دون كلام، ويعرف كل منهما ما يفكر فيه الآخر من نظرة عين؟
إنه شعور جميل، لكنه قد يبدو مربكاً بالنسبة لشخص غريب، ستكون محظوظاً للغاية إذا كنت تفهم شريك حياتك بهذا القدر.
يعتمد هذا الأمر على عدة عوامل في مقدمتها:
الفيرمونات.. وسيلة لانتقال الرسائل والمعلومات بين المتحابين
الفيرمونات هي مواد كيميائية متطايرة، تفرزها الكائنات الحية من خلايا متخصصة موجودة بعدة مناطق للجسد، لتحفيز استجابة الكائنات الحية الأخرى وللتأثير على سلوكها.
تمكن الفيرمونات بالحيوانات في جذب الشريك وإرسال بعض الإشارات، بهدف التواصل.
إنها الطريقة التي يتحدث بها النمل مع بعضه البعض بشكل أساسي، وتطلق عثة الحرير النسائية جزيئات لجذب الذكور.
تم اكتشاف الفيرمونات في بادئ الأمر عند الحيوانات عام 1919، واستخدمت بعد ذلك في صنع المبيدات الحشرية، وذلك لأن الفرمونات تعمل على جذب الآفات إليها، مما يسهل من عملية مكافحتها.
في عام 1986 قيل إن العلماء في فيلادلفيا اكتشفوا لأول مرة أن جسم الإنسان ينتج الفيرومونات.
لكن مازال الجدل مستمراً إلى الآن حول وجود فيرمونات بشرية.
والبحوث لا تزال غير حاسمة، ولا توجد أدلة ووثائق محددة تثبت الأمر، بسبب الطبيعة المعقدة للاستجابات البشرية التي تختلف عن الحيوانات.
حتى الآن، ضيق الباحثون دائرة البحث عن المواد الكيميائية التي يُشَك بأنها الفيرمونات الجنسية البشرية إلى مادتين كيميائيتين، وهما:
- الأندروستادينون، وتوجد في العرق والحيوانات المنوية.
- الإستراتيترانول، وتوجد في بول النساء.
وبالرغم من أنه لم يتم التأكد إلى الآن إذا ما كانت هذه المواد فيرمونات أم لا، إلا أن شركات العطور قامت بالترويج للأمر واستغلاله من أجل الربح المادي.
إذ أعلنت عن عطور ومنتجات تحتوي على فيرمونات بشرية لزيادة الشهوة الجنسية!
يقول رون يو، الباحث في معهد ستويرز للبحوث لمجلة Science: "لا أستبعد وجود الفيرومونات البشرية، لكنني لا أجد أياً من الدراسات المنشورة مقنعة بما فيه الكفاية".
هل ظاهرة التخاطر بين المتحابين حقيقة أم علم زائف؟
التخاطر أو Telepathy هي ظاهرة روحية، تشمل تواصل وانتقال الأفكار والأحاسيس والمشاعر والتخيلات بين الأذهان.
تقوم فكرة التخاطر على أنه يمكن إرسال الأفكار والمشاعر إلى شخص آخر من دون تواصل شخصي. يمكنك حتى إرسال إشارات الحب إلى شخص يعيش في جزء آخر من العالم!
هناك مَن يتفق مع حقيقة ظاهرة التخاطر، وقد يورد العديد من القصص والحكايات التي حدثت له ولغيره مما يثبت وجودها.
إلا أن معظم علماء النفس وعلماء الأحياء ينظرون للموضوع كله على أنه غير حقيقي، لم تؤكده الأبحاث العلمية.
وينفون أن يكون التخاطر علماً على الإطلاق، بل يعتبرونه محض خيال علمي، أو خيالاً لمؤلف يريد أن يتصدر صفحات الجرائد والإنترنت.
العيون تحكي كل شيء
واحدة من أكثر الطرق شيوعاً التي يتفاهم بها المتحابون دون كلام هي الاتصال البصري.
هل تتذكر نظرة والدتك التي كانت تقول لك "لا تفكر في فعل شيء خاطئ"؟ عندما كنت طفلاً. إنه نوع من هذا القبيل، حيث يصبح الأزواج متناغمين مع بعضهم البعض.
كل ما عليهم فعله هو إجراء اتصال بصري لمعرفة ما يفكر فيه الآخر.
فعل بسيط يغني عن كلام كثير جداً
في بعض الأحيان، يكون العناق البسيط أو التربيت على الكتف هو كل ما يتطلبه الأمر بالنسبة للزوجين، للتعبير عن حبهما، أو تقديم الدعم في أوقات الحاجة.
يتفهم الزوجان بعضهما البعض بما يكفي لإدراك أن هناك أوقاتاً لا تتطلب وجود كلمات.
على سبيل المثال، قبلة طويلة بعد إرهاق طويل تقول "أنا أحبك كثيراً".
وأحياناً يترجم العناق إلى "أعلم أنك لا تشعر بشعور رائع الآن، ولكن عليك أن تعلم أنني هنا من أجلك دائماً".
كيف يفهم المتحابون بعضهم دون أن يتكلموا؟ لغة الجسد
كلما طال الوقت الذي تمضيه مع شخص ما، أصبح من الأسهل فهم لغة جسد شريكك.
في اللحظة التي ترى فيها شريك حياتك تعرف ما الذي يفكر فيه، وما الذي يشعر به من وضعيات جسده.
طالما أنكما تهتمان ببعضكما البعض سيكون التواصل رائعاً من دون كلمات.
كل شخص يتعلم المزيد عن نفسه وعن شريكه
إن التجارب التي يشاركونها والذكريات التي يصنعونها والمواقف الصعبة التي يواجهونها تجعلهم يفهمون أنفسهم بشكل أعمق.
إنه نوع من التفاهم لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، وكلما زاد الوقت الذي يقضيه الأزواج مع بعضهم البعض، زادت معرفتهم بالمراوغات الصغيرة والعادات الغريبة والفروق الدقيقة عن بعضهم البعض.
يبحثون عما يسعد شريكهم طوال الوقت
يعرفون رغبات الآخر ويبذلون كل ما في وسعهم لمساعدة حب حياتهم في تحقيق أحلامه، ويبذلون قصارى جهدهم لرعاية شركائهم.
ليست هناك حاجة لطلب المساعدة، لأن المساعدة يتم تقديمها بمجرد إحساسهم باحتياج الشريك لها، لا توجد أعذار ولا وعود زائفة.
إنهم يعيشون من أجل الآخر، ويقدمون التضحيات دون طلب أو مناقشة وهي في نظرهم ليست تضحيات وإنما مفاضلات بسيطة يجب القيام بها من أجل من يحبون.
كل هذا يساعد في التعمق في شخصية الطرف الآخر، ومعرفة ما يسعده وما يحزنه، وبالتالي يسهل توقع ردود أفعاله والإحساس بما يدور في داخله دون أن ينطق بكلمة!
يتحدثون بحرية دون قيود
وهي من أحد أفضل الطرق التي يتواصل بها الأزواج مع بعضهم البعض.
إنها طريقتهم الخاصة لإظهار الثقة والأمان، ومع الأيام ينمو بين المحبين نوع من التواصل غير اللفظي، حيث إن التجارب المشتركة من الاستماع والحديث تجعلهما يشعران بالحميمية والتفاهم دون كلمات.