في كثير من الأنظمة الغذائية التي يتبعها أكثرنا لتخفيف الوزن، يكون "السكر" عادة من الممنوعات بتاتاً أو بكميات قليلة فقط. لذا تبدأ عملية البحث عن كل ما يمكن تناوله دون سكّر، كالمشروبات الغازية مثلاً، والحلوى، وحتى العلكة. ومعظمنا يمضغ العلكة للتسلية، ولكن هل تعلم أن العلكة الخالية من السكر لها فوائد عديدة؟
1.تحسين التركيز والذاكرة
تعزز العلكة الخالية من السكر الأداء العقلي ووظائف الإدراك، مثل التركيز والذاكرة، وأوقات رد الفعل.
إنَّ مضغ العلكة يعزز تدفُّق الدم إلى الدماغ، وهذا بدوره يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للدماغ، وهو ما يعزز الذاكرة والأداء المعرفي.
-
تحسّن اليقظة
أظهرت العديد من الدراسات أن العلكة يمكن أن تزيد من اليقظة.
ويُعتقد أن حركة مضغ الفك تحفز الأعصاب وأجزاء من الدماغ المرتبطة بالاستثارة، بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم.
وهذا قد يساعد الأشخاص على الشعور باليقظة أو الاستيقاظ فترة أطول.
كما يُعتقد أن نكهة النعناع تكون مفيدة بشكل خاص لهذا الغرض.
-
تقلل من الإجهاد والقلق
تساعد العلكة على تخفيف الطاقة العصبية وتجعلك تشعر بالهدوء.
عادة ما يكون مضغ العلكة بديلاً رائعاً للعادات العصبية، مثل قضم الأظافر وهز الرِّجل، أو في حالة الشعور بالضغط.
ودعماً لهذا أثبتت الدراسات أن مضغ العلكة الخالية من السكر يساعد على التقليل من هرمون التوتر، والكورتيزول، الذي يتم إطلاقه كردّ فعل من الجسم لحالات الضغط.
-
تحمي الأسنان
توصي الجمعية الأمريكية لطب الأسنان بمضغ العلكة مدة 20 دقيقة بعد تناول الوجبات، حيث ثبت أنها تقلل من طبقة البلاك، والترسبات وتشجع مينا الأسنان، وتقلل من التجاويف، كما أنها تقلل من التهاب اللثة.
سبب ذلك هو زيادة تدفق اللعاب، وهو ما يقلل من وجود الحمض على أسنانك، والذي يسبب التسوس ويلحق الضرر بها.
-
تقلل من الحرقة والارتجاع المريئي
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون الارتداد المريئي والحرقة، فإنَّ مضغ العلكة بعد تناول وجبات الطعام قد يساعد في التقليل من الحمض بالمريء.
وذلك من خلال زيادة إنتاج اللعاب، الذي يزيل الحمض بسرعة أكبر.
-
إنعاش النفس
إن كنت تعاني رائحة الفم الكريهة، وتريد التخلص منها عليك بتناول العلكة، لأنها تعمل على خفض مستوى البكتيريا في الفم.
-
تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين
إن العلكة ليست بعامل رئيسي للإقلاع عن التدخين، ولكن الاستعانة بالمنتجات مثل علكة النيكوتين، من الممكن أن تساعد على ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مضغ العلكة يساعد على التخفيف من الرغبة الشديدة للفم في تدخين السجائر.
-
تخفف من جفاف الفم
هناك فائدة أخرى للصحة الفموية من مضغ العلكة الخالية من السكر، وتشمل مكافحة جفاف الفم.
إذ لوحظ أن مضغ العلكة خالية السكر يحفز اللعاب، ليصل إلى 10 أضعاف معدل الراحة.
-
تخفف من ألم الأذن في أثناء رحلات الطيران
في حالة وجود ألم بالأذن بسبب تغيرات ضغط الهواء في أثناء الإقلاع والهبوط على متن طائرة، عليك بتناول العلكة، لأنها تعتبر الطريقة الأسهل.
هذا يساعد على إنتاج اللعاب، الذي يمكن أن يساعد في تحقيق التوازن في الضغط بأذنيك.
-
تساعد على التخفيف من الوزن
وبالتأكيد، كما ذكرنا في البداية، فإن مضغ العلكة يساعد على قمع الرغبة الشديدة، ويجعلك تأكل أقل.
في الواقع، يساعد مضغ العلكة على كبح الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية، وهو أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن.
وتشير دراسة أجريت عام 2009 في اتحاد الجمعيات الأمريكية لعلم الأحياء التجريبية، إلى أن العلكة تستخدم كأداة سهلة وعملية لإدارة الرغبة الشديدة واستهلاك الوجبات الخفيفة، خاصة الحلوى.
وهناك دراسة أخرى نشرت بعلم وظائف الأعضاء والسلوك في عام 2015، تشير إلى أن مضغ العلكة قد يقلل من الجوع، ربما من خلال التعديلات في استجابات هرمون الأمعاء المتعلق بالشبع.
مضار مضغ العلكة
ومثلما هناك فوائد للعلكة الخالية من السكر، هناك مضار لمضغ العلكة بشكل عام تجب معرفتها.
فيؤدي إدمان مضغ العلكة إلى تشنج وتضخم في عضلات الفك، وقد تبقى العضلات منقبضة حتى بعد التوقف عن المضغ، وزيادة مشكلة الحز على الأسنان خلال النوم.
كما تسبب العلكة تآكل الأسنان أحياناً، وتلاشي طبقة المينا الواقية للأسنان، وهو ما يجعل الأسنان أكثر عرضةً لحساسية الأسنان تجاه المشروبات الساخنة والباردة.
وتؤدي العلكة في بعض الأحيان إلى الشعور المتكرر بالصداع وآلام الرقبة والرأس، وقد تسبب خشونة في مفصل الفك الواصل إلى الجمجمة.
وسجَّل البعض آلاماً بالمعدة، وانتفاخات وغازات في البطن، بسبب تكرار فتح الفم، وبلع كثير من الهواء.
ولكن، ممَّ تصنع العلكة الخالية من السكر؟
عُرفت صناعة العلكة منذ القدم، وكانت تستخرج بطرق طبيعية من النباتات، ووُجدت في الحضارات القديمة كالفارسية، والصينية، والفرعونية.
وتعد العلكة أو كما يُطلق عليها اسم اللِبان في مصر، من أكثر الأطعمة المسلية للكبار والصغار.
هي عبارة عن مادة صمغية عُرفت منذ قديم الزمان، استخدمتها بعض الشعوب كمادّة لاصقة، لكن الأمريكيين تمكّنوا من جعلها مادة للمضغ، وصنعوها بنكهات وعلاماتٍ تجارية مميزة، فأصبحت عادة منتشرة عند الشعب الأمريكي.
وتصنع العلكة من لبان البخور، وتُضافُ إليها بعض الملوّنات ومحسّنات الطعم، إلا في حالة العلكة الخالية من السكر، فلا تضاف إليها هذه المحسّنات.
ويُحصَلُ على هذا اللِبان من شجرة الكندر، وهي شجرة تنمو في مناطق شبه الجزيرة العربية وشمال الصومال، وإثيوبيا، وهي موجودة بثلاثة أنواع وأسماء، ومن أجود أنواعها اللبانُ العماني.
إلى من تعود فكرة تصنيع العلكة؟
وتعود فكرة تصنيع العلكة إلى الأمريكي توماس آدامس في عام 1869، عن طريق ترطيب قطعةٍ من الصمغ بالماء الساخن، وإضافة بعض السكريات إليها، حيث أنتج آنذاك عدداً قليلاً منها لم يتجاوز المئتين حبّة.
لكنه فوجئ بعد تسويقها في إحدى الصيدليات بأنها بيعت بسرعة غير متوقعة، وهو الأمر الذي شجّعه على إكمال الطريق، وتصنيع كميات هائلة من العلكة، وإضافة النكهات المختلفة إليها.
فتبعه كثير من رجال الأعمال، فأنشأوا المصانع والمتاجر التي تسوّق العلكة، واستمرت هذه التجارة ناجحة حتى وقتنا هذا.
آداب مضغ العلكة
على الرغم من فوائد تناول العلكة، فإن هناك قواعد من المهم اتباعها عند تناولها:
- يجب الحرص على إبقاء الفم مغلقاً عند مضغ العلكة.
- مضغ العلكة بهدوء ومن دون إصدار أي صوت.
- ضرورة عدم اللعب بها في الفم أو باللسان.
- لا تعلك وأنت جالس على طاولة محيطة بالأشخاص، خاصة عندما يكون عليك المشاركة في الحديث، فبعض الناس قد يعتقدون أنك لا تأخذ المحادثة على محمل الجد.
- يجب التخلص من العلكة من خلال لفها، وتغليفها بفوطة، وعدم رميها أبداً على الطريق.
نصائح يجب أن تعرفها عن العلكة
إذا كنت تعاني أي نوع من آلام الفك أو اضطراب الصدغ الفكي، يجب عليك الامتناع عن مضغ العلكة.
إنَّ مضغ العلكة لا يكون بديلاً للفرشاة والخيط الطبي، وهي أمور يجب استخدامها للحفاظ على نظافة وسلامة الفم والأسنان.
وعند شراء العلكة، عليك باختيار الأصناف الخالية من السكر، لتجنب الأضرار التي قد تلحق بأسنانك بسبب السكر.