السينما هي أقوى آلة للتقمّص العاطفي من بين جميع الفنون، كانت هذه كلمات الناقد السينمائي الأسطوري، روغر إيبرت، عن الأفلام والسينما، وبشكل عام فإن أفضل الأفلام الأجنبية تنقلنا إلى تجربة خارج حدود جسدنا تقريباً، متوغلين في حياة شخص آخر وتجربته.
فقد توفر الأفلام ملاذاً من حياتنا الخاصة، مثل التنفيس عن مجموعة هائلة من المشاعر داخلنا عن طريق جرعة من الحركة أو الرعب أو المغامرة، والتي تجعل مشاكلنا اليومية تبدو صغيرة.
وقد تعكس حياتنا على نطاق أكثر إنسانية، مما يعطينا الشعور بأننا لسنا وحدنا في اهتماماتنا، وتدفعنا نحو فحص مشاعرنا لإيجاد الخيوط المشتركة التي تربطنا معاً.
إليكم قائمة بـ14 فيلماً لها تأثيرٌ كبيرٌ علينا كمشاهدين، بحسب صحيفة Independent البريطانية.
أفضل الأفلام الأجنبية.. فيلم (1997) The Wings of the Dove
من الملاحظ أن الاقتباسات الجيدة عن روايات هنري جيمس تعتبر معضلة صعبة، ولكن هذا الفيلم يمثل الاستثناء الجميل.
أدت هيلينا بونام كارتر دور البطلة (كيت كروي) ببراعة، تلك الفتاة المتآمرة لكن المحاطة أيضاً بظروفٍ صعبة، وقادت دوافعها الخفية مع لينوس روتشي إلى جذب الفيلم لمنطقة الإثارة النفسية.
أما المخرج إيان سوفتلي فهو يعرف كيف يستحوذ على انتباهك بطريقة ساحرة، ثم يمزق قلبك في النهاية.
فيلم Spirited Away
تمثل أفلام الرسوم المتحركة اليابانية للمخرج الأسطوري هاياو ميازاكي سعادةً كبيرةً الأطفال بألوانها الزاهية وشخصياتها الخيالية وبطلاتها الشجاعات (عادة).
ولكن هناك أشياء تجذب الكبار أيضاً، وخاصة في هذه الملحمة الخيالية الكبيرة.
ففي الوقت الذي تحصل فيه شيهيرو الصغيرة على وظيفة في الحمام الشعبي الغامض المليء بالأرواح من أجل إنقاذ والديها.
يمكن للمشاهدين استكشاف وتجربة كل شيء خلال مشاهدة الفيلم؛ من التفسيرات عميقة الجذور للخرافات اليابانية التقليدية إلى افتتان ميازاكي بصناعة الأفلام الغربية والحرب العالمية الثانية. أما من الجانب البصري فهي تجربة لا مثيل لها.
فيلم Avengers
قد تستغرب هذا الاختيار، لكن اسمع هذا: Avengers هو فيلم تجريبي كبير. فقد خاطرت Marvel بوضع أربع شخصيات خارقة ذات شعبية مربحة في لعبة الحظ هذه، وهو أمر لم يقم به أحد قط في تاريخ السينما.
لكنهم نجحوا في رهانهم، وتمكَّنوا من صنع عصابة متناغمة من الأبطال الخارقين.
وعن طريق هذه العصابة تصبح مهمة إنقاذنا من غزو الفضائيين أمراً سهلاً.
لكن فشل كل محاولات Marvel التالية لاستنساخ هذا الفيلم توضح إلى أي مدى كان هذا الرهان -الذي حصد ما يتجاوز المليار دولار- مثيراً للإعجاب.
بالإضافة إلى مدى صعوبة سرد القصص التي تعتمد على تعدد الأبطال الخارقين داخل إطار القصة الواحدة.
فيلم The Royal Tenenbaums
قد لا تناسب أفلام المخرج ويس أندرسون الدقيقة وذات التكوين الصوري البديع جميع الأذواق.
ولكن عندما يجتمع كل هذا مع مجموعة من الممثلين ذوي العيار الثقيل بالإضافة إلى السيناريو الصادق النابع من القلب، يتحوَّل الأمر إلى فيلم ساحر.
يؤدي جين هاكمان دور الوالد المبتعد عن عائلته (الأم والأبناء العباقرة) والذي يقوم بمحاولة أخيرة للعودة إليهم.
إنها قصة غريبة ومضحكة ومؤثرة مثل الحياة العائلية نفسها.
فيلم Farewell My Concubine
على امتداد خمسة عقود من تاريخ الصين، تتبع هذه الملحمة الطويلة نجمتين من أوبرا بكين، بداية من التدريبات القاسية في أيام الطفولة مروراً بأهوال الحرب العالمية الثانية، والسيطرة الشيوعية والثورة الثقافية.
اعتمد المخرج تشن كيج على تجربته الخاصة مع الثورة الثقافية لتشكيل هذه الرومانسية الرائدة المعذبة بين كل من جياو لو ودييي، وبين جياو لو وزوجته السابقة عاملة الجنس جوشيان.
فيلم Hoop Dreams
يحكي الفيلم تجربة شابين طموحين من ذوي البشرة السوداء في مجال كرة السلة في شيكاغو، ويستعرض الكثير من الفرص التي حُرِموا منها، بدءاً من نشأتهما وحتى احترافهما هذه الرياضة.
بالنسبة إلى هذه الحكايات الشخصية التي تظهر الفقر داخل الأحياء المتواضعة، والتأرجح بين الإحباط والانتصار.
فإن ملحمة المخرج ستيف جيمس، والتي أظهرت واقع أحياء الأقليات الفقيرة، كان لها تأثير على كل الوثائقيات الرياضية التي جاءت في أعقابها.
ولن تستطيع الأكاديمية أن تنسينا تجاهلها ترشيح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.
فيلم Synedoche, New York
إنه لأمر مشجع أن العديد ممن نعوا فيليب سيمور هوفمان قالوا إن هذا الفيلم هو تحفته الفنية، وإنه، حرفياً، قد قدم فيه أداء العمر.
في هذا الفيلم، يقوم كادين كوتارد بكتابة وإخراج مسرحية عن حياته، والتي يتوسع نطاقها ومدتها الزمنيان ليشمل كل حياته طالما لا يزال حياً.
وتتيح هذه الفكرة فوق المسرحية لكاتب السيناريو تشارلي كوفمان إطلاق مجموعة كاملة من الأفكار حول المخاوف المحيطة بالإبداع وتقدير الذات والحب والموت بشكل يومي وعلى مدى الحياة.
إنه فيلم صادق بوحشية، وتجربة محطمة لأولئك المؤمنين ببعض الأشياء في الحياة.
فيلم Before Midnight
استقرت سيلين (جولي ديلبي) أخيراً مع جيسي (إيثان هوك) بعد أن كانا قد التقيا في الفيلمين السابقين من ثلاثية ريتشارد لينكليتر الهامة، Before Sunrise (1995) و Before Sunset (2004).
ولكن المشاكل في حياتهم -الداخلية حتى الآن- تستمر في التوسع، وتدفعهم بقوة إلى ساحة معركة بين الجنسين.
يشرح الفيلم الفروق بين الجنسين عن طريق تشريح مرير لعلاقة طويلة الأمد، وطرح أسئلة صارخة حول الحب، والحل الوسط، ودوام الأحوال.
فيلم City of God
ثمة تناقض عميق في قلب هذه الأحداث التي تصور العنف في الأحياء الفقيرة في ريو.
من ناحية، فإن هؤلاء الأطفال المحتالين وعصابات المراهقين لديهم شهوة شديدة للحياة وامتلاء بالحيوية يظهران في الرقص واللعب والحب؛ من ناحية أخرى، فإنهم يقدرون الحياة بثمن بخس ويتعاملون بلا أي وخز للضمير.
قام المخرج فرناندو ميريليش والمخرجة المساعدة كاتيا لوند باختيار مجموعة موهوبة من الأطفال المحليين لإعطاء الفيلم الواقعية المطلوبة، ثم زينوا قصتهم بعنف على طراز المخرج سكورسيزي، والذي ما زال يخلق صدماتٍ في أفلامه.
فيلم Caché
هذا الفيلم يبدو في ظاهره وكأنه فيلم إثارة، لكن في الواقع، فإن محاولة مايكل هانيكه لاستكشاف الاستعمار، والشعور بالذنب، وجنون الشك والارتياب، وهواجس الخصوصية، أخذت حيزاً كبيراً في النص الضمني للفيلم أكثر من الاهتمام بإثارة مشاعر الخوف أو الغموض.
فنشاهد عائلة باريسية ذات مكانة مرموقة تتعرض لتكرار إرسال شرائط فيديو إليها، ويظهر عن طريق الشرائط بوضوح أن أحداً ما يراقب العائلة.
لكن ليس من الواضح من الذي يمكنه فعل هذا أو لماذا، وهو ما يدفع الأب، جورج (أفضل أدوار دانييل أوتويل)، لمواجهة خطايا ماضيه.
هذا الفيلم يعمل على تكسير التصنيف الفيلمي بالضبط كما يفعل مع توقعات المشاهد، لذلك فهناك عدد قليل من الأفلام التي يمكن مقارنتها به.
فيلم The Bourne Supremacy
بكل صدق، هذا هو أفضل فيلم من سلسلة أفلام Bourne. فتجربة Ultimatum لا يمكن أن تناطح Supremacy، بالإضافة إلى كونها كانت محاولة متعثرة لتكرار نجاح الفيلم.
وكانت السرعة التي ضبطها المخرج بول جرينجراس لتلاحق الأحداث، والأداء السهل الممتنع من مات دامون، وسيناريو توني جيلروي الذي يتمحور حول مسألة الضمير، هي أسباب تفوق هذا الفيلم.
وإذا استثنينا Mad Max: Fury Road، فبإمكاننا القول إن The Bourne Supremacy هو أفضل فيلم حركة في الألفية الحالية.
فيلم The Babadook
يحكي فيلم The Babadook عن وحش منحني الظهر باللون الأسود ينبثق عن أحد كتب قصص الأطفال، والذي يطرق بابك لثلاث مرات قبل أن يأتي لقضاء الوقت معك، ولا يمكنك التخلص منه.
وفي دور رائع لإيسي ديفيس، تتورط الأم الأرملة في أوقات مخيفة بعد قراءة كتاب "السيد بابادوك" إلى ابنها (قام بالدور نواه وايزمان) المضطرب نفسياً بالفعل.
هذا الفيلم الأسترالي الذي صنعته مخرجته جينفر كينت بعناية هو فيلم مبتكر سينجح في شق طريقه إليك وفي النهاية سيترك أثره عليك.
فيلم Inside Out
أحدث فيلم Toy Story ثورة في عالم الرسوم المتحركة، في حين يتنافس كل من فيلمي Up و Wall-E حول أفضل افتتاحية لفيلم على الإطلاق في هذا القرن.
ولكن الفيلم الذي يصور رحلة عقلية جريئة بشكل لافت للمخرج بيتي دوكتر يجب أن يتفوق على الجميع.
فبينما تكافح طفلة صغيرة للتكيف مع تنقل أسرتها عبر البلاد، تنطلق عواطفها في مغامرة مجنونة داخل عقلها نفسه.
الأمر المذهل هنا هو أننا نشاهد فيلمين منفصلين تماماً داخل فيلم واحد.
ففي حين يشاهد الأطفال الأشباح ذات الألوان الزاهية أثناء عملية البحث، يشاهد البالغون وصفاً نفسياً مكثقاً لكيفية تفكيرنا وشعورنا بالأشياء. إنه فيلم رائع.
فيلم True Romance
خرج سيناريو هذا الفيلم إلى النور من رحم سيناريو كتبه تارانتينو في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين بعنوان The Open Road -وهو نفس السيناريو الذي أفرز فيلم Natural Born Killers.
فيلم True Romance للمخرج توني سكوت يستعرض قصة فاحشة وعنيفة للغاية على غرار الحكايات الخيالية للفتيات التي يقعن في ورطة، مصحوبة بلحن إيقاعي متكرر يذكرنا بتحفة أفلام الطرق والهروب الكلاسيكية Badlands.
وقام كل من كريستيان سلاتر وباتريشيا أركيت بدور الثنائي العاشق، ويطاردهما رجل العصابات الذي قام بدوره كريستوفر والكن. هذا فيلم طائش وذكي للغاية.