تميل النساء اللاتي يُولِدن مع أخٍ توأم غير متماثل إلى التسرُّب من المدرسة أو التعليم العالي بدرجة أعلى من نظيراتهن اللاتي يولِدن مع أخت توأم.
وقد تكون هذه النتائج مرتبطة بوجود مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون الناتج من الأخ في رحم الأم، حسب مجلة New Scientist.
السر في رحم الأم
تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن التستوستيرون يمكن أن ينتقل بين الأجنة في الرحم ما ينتج عنه تغيرات في النمو. تتعرض الأجنة الذكور بالفعل لهرمون الاستروجين من أمهاتهم، لكن الأجنة الإناث قد تتعرض لمستويات عالية من التستوستيرون فقط إن تشاركت الرحم مع أخ ذكر.
أجرى كريستوف كربونيك، من جامعة إيموري في أتلانتا بجورجيا، وزملاؤه تحليلاً لبيانات المواليد في النرويج بين عامي 1967 و1978، وتضمنت بيانات 13800 توأماً من إجمالي 729000 طفل مولود. وقد انطوت على بيانات لأمد طويل تتعلق بالمراحل التعليمية للتوأم وما جنوه طوال حياتهم.
وجدت الدراسة أنه في كل مجال حققت الفتيات اللاتي كان لديهن توأم ذكر نسبة أقل من أولئك اللاتي كانت لديهن أخت توأم. فضلاً عن أن أنهن أنجبن عدداً أقل من الأطفال.
حققت الإناث التوأم مع ذكر احتمالية أعلى بنسبة 15.2% في التسرب من المدرسة، واحتمالية أقل بنسبة 3.9% في التخرج في الجامعات، كما أنهن ينجبن أطفالاً أقل بنسبة 5.8% في المتوسط مقارنة بنظيراتهن اللاتي لديهن أخت توأم. لكن النتائج لم تطال الذكور، فأولئك الذين لديهم أخت توأم لا تختلف نتائجهم على المدى الطويل عن أولئك الذين لديهم أخ ذكر.
حتى معدلات الخصوبة تنخفض
تتفق تلك النتائج مع دراسة سابقة للسجلات التاريخية في فنلندا اكتشفت انخفاضات مماثلة في معدلات الخصوبة لدى الإناث التي لديهن توأم ذكر. تقول فيربي لوما بجامعة توركو في فنلندا، وهي مؤلفة تلك الدراسة: "لقد تمكنّ من التكيف مع الكثير من العوامل المحيرة الأخرى التي لم نتمكن من الوصول إليها باستخدام السجلات التاريخية، مثل وزن الولادة واختلاف الحجم عند الولادة".
من المثير للاهتمام أن أحدث النتائج تتماشى مع بيانات سجلات فنلندا والتي يرجع تاريخها 200 عام مضت حينما كان المجتمع وظروف المعيشة مختلفين تمام الاختلاف. وتقول: "هذا يزيد من ثقتي بأن ما نشهده هو أثر لما قبل الولادة نوعاً ما".
والعدوانية أيضاً
أظهرت دراسات سابقة وجود علاقة متبادلة بين هرمون التستوستيرون قبل الولادة والمستويات المتزايدة من العدوانية والروح التنافسية لدى الإناث اللاتي لديهن أخ توأم، ما يعني أن النتائج يمكن أن تؤول إلى النمو مع أخ توأم بدلاً من تشارك الرحم. ويقول كاربونيك: "إن العامل الرئيسي المثير للحيرة يكمن في أن الأمر لا يقتصر فقط على قضاء فترة الحمل مع ذكر بل النمو معه".
فسّر كاربونيك وزملاؤه ذلك استناداً إلى المقارنة بين النتائج مع الإناث اللاتي كان لديهن أخ توأم توفي في السنة الأولى من حياته. كانت التأثيرات الممتدة لأمد طويل لتلك الفتيات مماثلة لنظيراتهن اللاتي عاش توأمهم. عندما تفحص كاربونيك وفريقه الفتيات اللاتي كان لديهن أخ توأم مات في شهره الأول، اكتشفوا وجود الميول ذاتها، مع أن التأثير كان أقل.