قال مسؤول في مجلس الاتحاد الروسي، السبت 2 يونيو/حزيران 2018، إن موقف السعودية "لن يُغيِّر" خطط روسيا لتزويد قطر بمنظومة الدفاع الجوي "إس 400".
جاء ذلك رداً على تقرير نشرته، الجمعة، صحيفة "لوموند" الفرنسية، تضمَّن مزاعم بأن الرياض طلبت من باريس الضغط على قطر، لمنعها من الحصول على منظومة "إس 400".
وتعقيباً على تلك المزاعم، التي لم تُعلِّق عليها باريس والرياض حتى الساعة 17:00 ت.غ، نقلت وكالة "سبوتنيك" عن نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، ألكسي كوندراتييف، قوله إن "موقف السعودية بهذا الصدد مرتبط بموقف الولايات المتحدة".
وحسب معلومات حصلت عليها Le Monde، فإن المملكة السعودية بعثت برسالة لقصر الإليزيه، تؤكد فيها نيتها القيام بعمل عسكري ضد قطر، في حالة امتلاك هذه الأخيرة -كما تنوي- منظومة الدفاع الروسية S-400.
وأوضح المسؤول الروسي أن واشنطن لا تريد أن تفقد سوق السلاح الإقليمي "لأنه كبش كبير لهم، وستواصل أميركا الضغط على السعوديين".
وتابع: "من الواضح أن الرياض تلعب في المنطقة دوراً مهيمناً، وتعزيز الجيش القطري لقدراته العسكرية عن طريق منظومة الدفاع الجوي (إس 400) يعطيه مزايا واضحة؛ لذلك فإن التوتر في السعودية أمر مفهوم".
وكان السفير القطري في موسكو، فهد بن محمد العطية، قد أكد في شهر يناير/كانون الثاني 2018، أن بلاده عازمة على امتلاك المنظومة الصاروخية، التي تعتبر من أبرز الدفاعات ضد الصواريخ، وأن المحادثات مع الكرملين في هذا الخصوص سجَّلت تقدماً ملموساً، وبعد شهر من ذلك عبَّرت السعودية أيضاً عن نيتها امتلاك المنظومة نفسها.
وفي الرسالة السعودية للإليزيه، التي كشف مضمونها لصحيفة Le monde مصدر فرنسي مطَّلع على الملف، عبَّر الملك سلمان عن انشغاله العميق بخصوص المفاوضات الجارية بين الدوحة وموسكو. كما عبَّر العاهل السعودي أيضاً عن قلقه من تهديد المجال الجوي السعودي في حال امتلاك قطر المنظومة الروسية.
فرنسا قد تدخل على الخط
وأشار كوندراتييف إلى أن "بلاده تسعى لخدمة مصالحها ودعم ميزانية الدولة، من خلال تزويد قطر بمنظومة إس 400".
ولفت إلى أن "موقف السعودية هنا ليس له علاقة، وروسيا لن تغير خططها".
وعبَّرت السعودية في رسالتها أيضاً عن استعدادها الكامل لاتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتدمير المنظومة، وضمنها التدخل العسكري، وختمت رسالتها بطلب مساعدة الرئيس الفرنسي لمنع الصفقة والحفاظ على استقرار المنطقة.
ولم تعلِّق وزارة الخارجية الفرنسية على طلب التوضيحات الذي تقدمت به الصحيفة الفرنسية، وكذلك السلطات القطرية، التي لم تردَّ إلى وقت نشر المقال.
وبعد أيام، تحلّ الذكرى السنوية الأولى للأزمة الخليجية، التي اندلعت في 5 يونيو/حزيران الماضي؛ حيث قطعت كلٌّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بدعوى "دعمها للإرهاب".
وتنفي الدوحة تلك المزاعم، وتتهم الرباعي بالسعي إلى "فرض الوصاية على قرارها الوطني".