طالب عدد من السكان الغاضبين في أحد أشهر شوارع باريس سلطات المدينة بإقامة بواباتٍ لإبعاد هواة مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يتدافعون إلى الشارع بأعدادٍ كبيرة لالتقاط صور السيلفي أمام المنازل الملونة بألوان الباستيل، وفق صحيفة The Telegraph البريطانية.
محبو السيلفي يزعجون سكان أشهر شوارع باريس
مع اتصاف شارع كريميو بأنَّه شارع مرصوف يُمنع مرور السيارات فيه، وتصطف أصص النباتات على جانبيه، يقول سكانه إنَّ السياح والباريسيين الساعين لالتقاط صور جميلة لنشرها على إنستغرام وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي يعكرون صفو شارعهم الهادئ.
ففي كل يومٍ يأتي العشرات من الباحثين عن النجومية في مواقع التواصل الاجتماعي. ومع نشر أكثر من 31 ألف صورة للشارع، يقول سكان شارع كريميو بالدائرة الثانية عشرة القريبة من ميدان الباستيل إنَّ الشارع يتحول إلى "أكثر شوارع باريس ظهوراً على إنستغرام".
وقال أنطوان، وهو عضو في رابطة من سكان الحي تنادي بإقامة بواباتٍ لحماية خصوصيتهم: "قد يكون جنةً للمصورين؛ لكن بالنسبة إلينا يتحول الشارع إلى جحيم، ففي إجازة نهاية الأسبوع قد نجد أكثر من 200 شخص أمام نوافذنا، وطاولات الطعام في منازلنا أمام النوافذ، وفي الجانب المقابل منها نجد أشخاصاً يلتقطون الصور، أو مغني راب يمكث ساعتين لتصوير فيديو تحت النافذة، أو حفلاً لتوديع العزوبية يصرخ حاضروه لساعةٍ كاملة. وبصراحة، ينهكنا ذلك بشدة".
بينما قالت أليكسندرا، وهي طالبة، إنَّها ذهبت إلى شارع كريميو لالتقاط صورةٍ بعد مشاهدته على مواقع التواصل الاجتماعي: "يأتي المؤثرون إلى هنا، ويكتبون اسم الشارع في منشوراتهم، لذلك يأتي متابعوهم إليه أيضاً".
وكذلك تقول فرانسواز، التي أتت أيضاً لتلتقط الصور، إنَّ أغلب من يأتون إلى هنا لالتقاط صور السيلفي لا يدركون مقدار اختراق الخصوصية الذي يتسببون فيه لغيرهم.
وتابعت: "يختلف تصميم البيوت هنا عن أغلب العمارة في باريس، لذلك تعد مثيرةً وغير معتادة؛ لكنَّك تنسى حقيقة أنَّ ثمة أشخاصاً يعيشون هنا، وقد يكون الأمر مزعجاً بالنسبة إليهم".
بينما تقول آن، وهي إحدى السكان، إنَّها لا ترفض وجود عددٍ صغير لالتقاط الصور في هذا الشارع الضيق؛ لكنَّ الأمر خرج عن السيطرة. وتضيف: "يأتي إلى هنا المئات كل يومي سبت وأحد، ويبدو أنَّهم يعتقدون أنَّه مساحة عامة، وأنَّهم ليسوا مضطرين لاحترام خصوصيتنا".
ويضيف أنطوان: "لا يكون الوضع سيئاً للغاية في العطلات الأسبوعية التي يحضر فيها السياح، فهم ليسوا بمزعجين للغاية؛ لكن في العطلات الأسبوعية التي تأتي فيها الحشود يصبح الوضع غير محتمل".
لذلك يلجأ لوضع شريطٍ حاجز كل يوم لإبعاد الزائرين عن منزله الأزرق الفاتح. وقد توجه وغيره من أعضاء رابطة السكان إلى بلدية الدائرة الثانية عشرة لحل المشكلة.
وقال: "نريدهم أن يغلقوا الشارع، على الأقل خلال العطلات الأسبوعية وفي المساء بعد موعد معين. هذا أمر يحدث في شوارع باريس الخاصة التي تمتلك بوابات".
كيف ستُحل المشكلة؟
من غير الواضح ما إذا كانت السلطات المحلية ستوافق على تحويل شارع كريميو إلى حيٍّ مغلق على أي حال.
ويقول المسؤولون إنَّهم يفكرون في عدد من الخيارات، ويرغبون في إيجاد حلٍّ قبل مجيء الصيف؛ لكنَّهم أشاروا إلى أنَّ عليهم أخذ الكثير من العوامل في الحسبان قبل منع الدخول إلى شارعٍ عام.
ويشكو أيضاً سكان منطقة نوتينغ هيل بلندن التي تحتوي على منازل ذات ألوان مشابهة من نفس المشكلة، لكنَّهم لم يطالبوا ببواباتٍ بعد.