بالأرقام.. لماذا لن يختفي اليوم العالمي للمرأة من التاريخ بعد 2018؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/08 الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/30 الساعة 17:04 بتوقيت غرينتش

اعتبرت صحيفة The New York Times الأمريكية أن عام 2018 كان العام الذي لن يُنسى من ذاكرة التاريخ، بسبب الإنجازات الضخمة التي حققتها النساء في العالم.

وشهد عام 2018 سلسلةً من الأحداث التاريخية التي تقع للمرة الأولى، وعدداً من الاختراقات التي طال انتظارها، لذا أُطلِق عليه "عام المرأة".

إذ فازت 36 سيدة بمقاعد في مجلس النواب الأمريكي بانتخابات التجديد النصفي التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وهو رقمٌ قياسي. وصوَّتت أيرلندا لمصلحة إلغاء واحدٍ من أكثر قوانين الإجهاض تقييداً بالعالم. وعيَّنت إثيوبيا أول رئيسة لها في تاريخها. ولم يُسمَح للنساء بالسعودية بحضور مباريات كرة القدم العامة لأول مرة وحسب، بل سُمِح لهن بقيادة السيارات قانونياً كذلك.

لكنَّه كان أيضاً العام الذي شهد وجود عضوات جمهوريات في مجلس الشيوخ الأمريكي أقل من عدد نظرائهن الرجال الذين يحملون اسم "جون" في المجلس نفسه.

لطالما كان اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من مارس/آذار، وسيلةً للاحتفال بإنجازات المرأة ولفت الانتباه إلى العمل الذي لم يُنجَز بعد على نطاقٍ عالمي. (يسعى الشعار الذي يحمله اليوم هذه السنة، وهو "التوازن من أجل الأفضل"، إلى تحقيق التوازن بين الجنسين في قاعات اجتماعات مجالس الإدارات وغيرها).

في الواقع، حذَّرت أكثر من 30 قيادية نسائية –حالية وسابقة- في خطابٍ مفتوح، من أنَّ التقدم الذي جرى إحرازه سابقاً يتآكل، وصرَّحت سوزانا مالكورا، وزيرة الخارجية الأرجنتينية السابقة، لصحيفة The Guardian البريطانية، قائلةً إنَّ وجود بعض البلدان التي يقودها "رجال أقوياء ذكوريون" أحد أسباب ذلك التآكل.

كانت تلك تذكرةً بأنَّ التكافؤ العالمي بين الجنسين لا يزال بعيداً. وإليكم بعض الأرقام التي توضح الحكاية.

200 مليون

تقول الأمم المتحدة إنَّ هذا هو الحد الأدنى لعدد النساء والفتيات اللاتي خضعن للختان في العالم.

أكثر من 130 مليوناً

وفقاً لمنظمة "الشراكة العالمية للتعليم" الدولية، هذا هو عدد النساء والفتيات حول العالم اللاتي لم يرتدن المدرسة في عام 2016.

750 مليوناً

هذا هو عدد النساء والفتيات الموجودات على قيد الحياة الآن وتزوجن قبل إتمامهن سن 18 عاماً.

ووفقاً لحملة "Girls Not Brides" (فتيات ولسن عرائس)، وهي شراكة عالمية بين منظمات المجتمع المدني تُركِّز على إنهاء زواج الأطفال، تتزوج 12 مليون فتاة سنوياً قبل سن 18 عاماً.

ويقول الخبراء إنَّ زواج الأطفال، وهو أي زواج رسمي أو غير رسمي يكون فيه أحد الطرفين على الأقل أقل من 18 عاماً، يمكن أن يحدث نتيجة الممارسات التقليدية، وعدم المساواة بين الجنسين، والفقر، والأمية.

على سبيل المثال، كانت نسبة 40% من الفتيات اللاتي تزوجن في إثيوبيا عام 2017 أقل من 18 عاماً، وتزوجت نسبة 14% منهن قبل سن 15 عاماً.

1 من كل 3

كانت حملة #MeToo (أنا أيضاً) لحظة فاصلة في حركة محاربة العنف القائم على أساس الجنس، إذ شاركت النساء من مختلف مناحي الحياة قصصهن عن التعرُّض للاغتصاب والتحرش الجنسي وأنواع الاعتداء الأخرى.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعرَّضت كل امرأة من 3 نساء حول العالم إمَّا للعنف الجسدي أو الجنسي.

وغرَّد حساب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على "تويتر"، قائلاً: "في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس/آذار، سنحتفل بملايين النساء اللاتي حوَّلن حياتنا. اكتشفوا قصص بعض أكثر النساء الملهمات في طليعة التغيير الاجتماعي. دعونا نقف معهن، انشروا قصصهن وارفعوا أصواتهن".

وقالت الأمم المتحدة إنَّ 1 من بين كل 5 نساء وفتيات بين سن 15 و49 يُبلِّغن عن كونهن ضحايا للعنف الجسدي أو الجنسي من قِبَل أزواجهن، مُضيفةً أنَّ 49 بلداً لا تملك تشريعاً يحمي النساء من العنف المنزلي.

وتتعرَّض نحو 500 ألف امرأة على مستوى العالم للقتل سنوياً، بسبب "تلطيخهن شرف" أسرهن.

ووفقاً لبيانٍ صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية في مايو/أيار 2018، استقبلت الوزارة عام 2017 عدد 6769 بلاغاً عن اعتداءات جنسية تضم أفراد الخدمة العسكرية، إمَّا كضحايا وإما كخاضعين لتحقيقٍ جنائي، 4193 بلاغاً منها كان من نساء.

وكشفت أول امرأة أمريكية في سلاح الجو الامريكي تُحلِّق بمنطقة قتال، السيناتورة مارثا مكسالي (جمهورية عن ولاية أريزونا)، في شهادةً قوية، الأربعاء 6 مارس/آذار 2019، أمام إحدى لجان مجلس الشيوخ، أنَّها تعرَّضت للاغتصاب على يد ضابط أعلى، وأنَّها تعرَّضت للاعتداء الجنسي مرات عدة في أثناء مسيرتها المهنية.

أكثر من 50%

تُمثِّل النساء أكثر من نصف إجمالي عدد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، الذي يؤدي إلى الإصابة بالإيدز، في العالم. وبحسب منظمة Avert الخيرية الدولية، تظل الأمراض المرتبطة بالإيدز "هي السبب الرئيس لوفاة النساء في سن الإنجاب".

23.7 %

وفقاً للأمم المتحدة، هذه هي نسبة تمثيل النساء في البرلمانات الوطنية بالعالم.

12.8 %

تقول الأمم المتحدة إنَّ هذه هي نسبة النساء اللاتي يملكن أراضي زراعية في العالم.

23 %

تُصدِر الحكومات قوانين لإصلاح فارق الأجور بين الجنسين، وتبذل بعض الشركات، مثل PwC وShell U.K.، جهوداً لتقليص نطاق التفاوت هذا. لكنَّ الأمم المتحدة تقول إنَّ النساء على الصعيد العالمي ما زلن يجنين ما نسبته 77% مما يجنيه الرجال.

وربما تُشكِّل النساء ما يصل إلى نصف سكان العالم تقريباً، لكنَّ أكثر من 2.7 مليار امرأة منهن مُقيَّدات بحكم القانون عن إمكانية الحصول على الخيارات والوظائف نفسها التي يختار من بينها الرجال.

بل يملك الرجال في 18 بلداً الحق قانونياً في منع زوجاتهم من العمل. وتكون بعض الوظائف، مثل الأعمال المنزلية، بلا أجرٍ تماماً.

وتقول منظمة أوكسفام: "تُقدَّر القيمة العالمية لهذا العمل (الأعمال المنزلية) كل عام بنحو 10 تريليونات دولار، وهو ما يعني أنَّه يكافئ ثُمن الناتج المحلي الإجمالي للعالم بأكمله".

وإجمالاً، لا تزال المشاركة النسائية في قوة العمل العالمية منخفضة مقارنةً بالرجال، فوفقاً لأرقام الأمم المتحدة، تنخفض نسبة النساء عن الرجال بـ26.7%.

وأخيراً، في ظل كسر النساء للحواجز، تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إطلاق أول مهمة نسائية بالكامل للسير في الفضاء يوم 29 مارس/آذار 2019، وجعلت العاصمة الألمانية برلين يوم 8 مارس/آذار، الموافق اليوم العالمي للمرأة، عطلة عامة.

ولم تتولَّ النساء هذه المناصب قط:

الأمينة العامة للأمم المتحدة، رئيسة أساقفة كانتربري، كاهنة كاثوليكية، رئيسة وزراء بلجيكا أو هولندا أو إسبانيا، محافظة بنك إنجلترا، رئيسة الولايات المتحدة.

علامات:
تحميل المزيد