استخدمت الولايات المتحدة، الجمعة 1 يونيو/حزيران 2018، حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، لعرقلة صدور مشروع قرار كويتي يدعو لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
كما رفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأميركي حول غزة والذي كان يسعى لإدانة حركة حماس، وامتنعت 11 دولة عن التصويت على مشروع القرار الأميركي، بينما عارضته كل من روسيا والصين والكويت.
وحصل مشروع القرار الكويتي على موافقة 10 دول من إجمالي الدول الأعضاء بالمجلس البالغ عددها 15 دولة. وإلى جانب استخدام واشنطن حق النقض، امتنعت كل من إثيوبيا وبولندا وهولندا وبريطانيا عن التصويت لصالح مشروع القرار.
وقبيل التصويت على مشروع القرار الكويتي، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، لأعضاء المجلس، إن "مشروع القرار الكويتي يشكل وجهة نظر فجة، وإن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض لمنعه من الصدور".
وجاء مشروع القرار الكويتي على خلفية ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في غزة، يومي 14 و15 مايو/ أيار 2018، بقتله 65 فلسطينياً وإصابة الآلاف، خلال مشاركتهم في احتجاجات سلمية، قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل.
ويدعو المشروع الكويتي إلى "النظر في الإجراءات التي تضمن سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ضمنها قطاع غزة". ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن يقدم إلى أعضاء المجلس تقريراً، خلال 30 يوماً، بشأن مقترحات ووسائل توفير الحماية.
وفي أكثر من مناسبة، دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المجتمع الدولي إلى توفير حماية دولية لبلاده من "الجرائم والانتهاكات" التي ترتكبها إسرائيل.
واشنطن تؤكد حمايتها لإسرائيل
ويتطلب تمرير مشروع القرار الكويتي موافقة ما لا يقل عن 9 دول من مجموع الدول الأعضاء في المجلس (15 دولة)، شريطة عدم اعتراض أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا.
وعادةً ما تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإجهاض أي مشروعات قرارات تعتبرها مناهضةً لحليفتها إسرائيل.
وكانت الكويت قد عرقلت، الأربعاء 30 مايو/أيار 2018، اقتراحاً أميركياً بإصدار إعلان عن مجلس الأمن يندد بقوة بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة وزعت، الثلاثاء 29 مايو/أيار 2018، مشروع إعلان عشية الاجتماع المقرر لمجلس الأمن، الأربعاء، بناء على طلب واشنطن؛ للبحث في إطلاق صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة.
وكانت إسرائيل ردَّت بشن غارات جوية على عشرات المواقع في القطاع لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وكتبت ممثلية الكويت، التي تمثل حالياً الدول العربية، رسالة إلى ممثلية الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، جاء فيها: "لا نستطيع الموافقة على نص يتم التداول فيه من قِبل بعثتكم، في حين أننا نعمل على مشروع قرار يتطرق إلى حماية المدنيين بالأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة".
وكان الأميركيون عرقلوا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مشروعي إعلان يعبِّران عن قلق مجلس الأمن إزاء أعمال العنف بقطاع غزة، ما يكشف عن الانقسام القائم في مجلس الأمن إزاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.